لعلك لحظت أن حجم ساعات المعصم بات يتضاءل. فقد دأب الصنّاع في السنوات الأخيرة على الحد من قياس قطر ساعاتهم وسمكها. يبدو ذلك كأنه وليد متغيرات لحقت بزبائنهم، بقدر ما هو أيضًا نتاج تحول في الذائقة تجاه النماذج العتيقة (التي تُعد ضئيلة الحجم نسبيًا بحسب معايير اليوم). لكن ما قدمه غروبل فورسيه، الصانع المتمرس لساعات المعصم الثقيلة، في شهر يناير كانون الثاني شكّل مفاجأة. إذ طرح طراز Balancier Contemporain بتصميم يتميز بعلبة قطرها 39.6 ملم، وسمكها 12.21 ملم، في إصدار هو الأصغر حجمًا لديه حتى الآن (السعر 210 آلاف دولار).
لطالما اشتهر الشريكان روبرت غروبل وستيفان فورسيه في أوساط جامعي الساعات بما أبدعاه من تصاميم ماهرة وخبرة تقنية. إذ يحتل ما يروجان له من تقنيات معقدة حيزًا كبيرًا من هيكل الساعة، ما يثمر في الغالب عن علب ساعات بالغة الضخامة على نحو يبدو كأنها تليق بجالوت. على النقيض من ذلك، جرى تقليل قياسات الساعة Balancier Contemporain، التي اقتصر إنتاجها على إصدار محدود من 33 قطعة، على نحو متجانس جدًا. لكن على الرغم من ذلك، يعد هذا الطراز استثمارًا هائلاً لساعة تقيس الوقت فحسب. (إلى جانب مؤشرات الساعات والدقائق، وقرص فرعي صغير للثواني، تزدان الساعة بمؤشر لاحتياطي طاقة يدوم 72 ساعة). لكن هذه الساعة لا ترتقي إلى كونها تشكل خيارًا أكثر اتساقًا لجامعين يطمحون إلى اقتناء إحدى ساعات فورسيه المميزة، دون الاضطرار إلى إنفاق مبلغ يتجاوز حد المليون، أو حتى إرهاق معاصمهم بأثقال زائدة.