عندما انتقل فنسنت فان غوخ إلى مدينة آرل في عام 1888، سحرته المدينة القديمة الواقعة جنوب فرنسا: حيث أبدع ما يقرب من 300 عمل فني في غضون أربعة عشر شهرًا. كما عمد هناك أيضًا إلى قطع جزء غير قليل من أذنه اليسرى لكن كانت هناك مزاعم بأنه مسحور بمدينة آرل للغاية إلى حد تصوره بناء مستعمرة للفنانين في البلدة. لم يتأت لذاك الحلم أن يتحقق قط، لكن آرل اليوم على وشك أن تصبح المقصد الفني الأهم على الساحة الفنية.
يوجد في مركز المدينة لوما آرل Luma Arles. إنه حرم جامعي مترامي الأطراف تبلغ مساحته 17 هكتارًا، وهو بمنزلة محترف فني، ومكان إقامة، وفسحة معارض لأكثر من مئة فنان منذ عام 2013، بمن فيهم وليم كينتريدج، وتوني أوسليه، وبيبيلوتي ريست، وكذلك إل إيه دانس بروجيكت. من ضمن الأنشطة المدرجة هذا الصيف، هناك برنامج Enclosure الذي تطرحه راشيل روز. إنه برنامج فيديو يوفر تجربة ثلاثية الأبعاد للاستغراق التام.
المتحف الشاهق الخاص بلوما آرل على وشك الانتهاء،
من تصميم نجم الهندسة المعمارية فرانك غييري.
تحتل لوما، وهي من أفكار مايا هوفمان وريثة شركة الدوائيات السويسرية، ساحة سابقة للسكك الحديدية، حيث تولت المهندسة المعمارية أنابيل سيلدروف تجديد خمسة مبان. لكن الجزء اللافت، الذي سيفتتح العام القادم، يتكون من برج من الألمنيوم والزجاج يضم عشرة طوابق وصمّمه فرانك غييري، ربما على أمل أن يحصد النجاح نفسه ويسحر رواد تطبيق إنستغرام مثل تصميمه الخاص بمتحف غوغنهايم ميوزيم بلباو.
يمكن لعشاق الفن النزول في فندق لارلاتان من تصميم خورخيه باردو، أو في فندق أوتيل لو كلاوتر، من تصميم إنديا مهدوي. تمتلك هوفمان كلا الفندقين إلى جانب مطعمي لو ريفيكتوارLe Réfectoire ولا شاسانييت الحائز نجوم ميشلان أيضًا. يتواصل توافد المبدعين إلى آرل، في غضون ذلك، وأبرزهم فنان المنمنمات لي أوفان، الذي سيفتتح مؤسسته بحلول عام 2020. قُدر لفان غوخ أن يغادر آرل قبيل وفاته المفاجئة، إلا أننا نراهن على أن ما آلت إليه سيكون من دواعي سروره.