خبير أسطوري في عالم المطاعم يطلق مطعما لا يقل تميزا عن الإطلالة الآسرة التي يتيحها.
وأنت تمعن النظر عبر الواجهات الزجاجية لمطعم مانهاتا، الذي افتتح في شهر يوليو تموز الفائت، قد تنسى أن الغاية من زيارتك للمكان هي تناول الطعام. فمن علو الطابق الستين في إحدى ناطحات السحاب التي يزهو بها الحي المالي لمدينة نيويورك، يحيد ناظراك عن طبق الطعام للتأمل في الكتل الإسمنتية الممتدة التي ترتفع شمالي المدينة، وفي ناطحات السحاب التي تتكاثر شرقًا في بروكلين. ربما كانت هذه الواحة لتبدو أقرب إلى منصة للمراقبة منها إلى مطعم لو أن من يديرها كان شخصيًا لا يملك المهارات المطلوبة. لكن العكس هو الصحيح، لأن داني مايرز يتربع على عرش هذا المطعم. يقول كبير الطهاة في مانهاتا، جايسن فايفر: «تطرقنا إلى السبل الكفيلة بأن تجعل من المشهد المتاح من هذا المطعم عنصرًا ثانويًا فيه.
صحيح أنه مشهد آسر، لكننا لا نريد له أن يشكّل العنصر الأكثر أهمية في تجربة تناول الطعام في مانهاتا».نجح فايفر وداني ماير، رجل الأعمال الناشط في قطاع المطاعم، في تحقيق الغاية المرجوة عبر استحداث فسحة تنأى بمريديها لبعض الوقت عن صخب الشوارع في الأسفل. فقائمة الطعام، ومستوى الخدمة، وتصميم المطعم، كلها عناصر تتسم بطابع غير رسمي بما يكفي لتكريس الشعور بحسن الضيافة، لكنها راقية أيضًا بما يكفي لتعزيز الإحساس بالتميز. وعلى الرغم من أن المساحة الأنيقة المخصصة لتناول الطعام لا تجعل الزائر يغفل عن الإطلالة على أفق المدينة، إلا أنها تبدو بديعة التصميم بحد ذاتها. أما قائمة الطعام التي ترتكز إلى أصناف من المطبخ الأمريكي الجديد الذي ضخ فيه الطاهي فايفر لمسة فرنسية، فتعكس مزيجًا من الفن الإبداعي والبراعة الحرفية إنما دون تكلّف أو مفاخرة زائفة. في هذا يقول فايفر: «أحب اعتماد البساطة، ولا شيء في قائمة الطعام يبدو معقدًا. فالأطباق تعكس مجموعات متناغمة تبدو عضوية بعناصرها ومختلفة بعض الشيء في كل مرة. أريد للمطعم أن يوحي بالمرح والبعد عن الصرامة على ما يقول أيضًا داني».