في مطعم نايتيف، تبدع نييشا آرينغتون أطباقا لذيذة للاحتفاء بمسقط رأسها.
تقول نييشا آرينغتون، في جلسة داخل مطعمها الجديد نايتيف، وهي تشرئب بعنقها كما لو أنها تحاول النظر عبر جادة سانتا مونيكا صوب مقر عملها القديم: «كانت وظيفتي الأولى في الشارع نفسه قبل 16 عامًا». تمرست آرينغتون على أصول مهنة الطهي من خلال عملها في مطعم جيراف الذي لم يعد موجودًا اليوم. اختبرت هناك طعم الحياة في المطبخ وأصبحت شديدة الارتباط بعالم الطهي، إذ عملت لاحقًا في مطاعم عدة في منطقة ويست سايد بلوس أنجلوس، بدءًا من المطعم غير الرسمي ليمون موون المختص بتقديم وجبات الغداء، وصولاً إلى مطعم ميليس الحائز نجمتي ميشلان. على الرغم من أن آرينغتون غادرت المدينة في سياق مهمات قصيرة للعمل في مطعم غي سافوي في لاس فيغاس، وفي أحد المنتجعات في جزر فيرجين آيلاندز، إلا أن ابنة لوس أنجلوس وجدت أنه من الصعب عليها مقاومة حنين العودة إلى مسقط رأسها.
افتتحت آرينغتون، في أعقاب عودتها، مطعمها الأول ليونا في ضاحية فينيسيا. في معرض حديثها عن هذا المطعم تقول: «وصفته بمطبخ كاليفورنيا المتجدد. كنا نقدّم فيه خليطًا من الأطعمة المالحة والحلوة، وكانت أجواؤه مرحة ومشرقة، وأطباقنا موسمية تعتمد على ما يتوافر من منتجات».
غادرت آرينغتون مطعم ليونا العام الماضي، وهي اليوم تعتمد تلك المزايا نفسها في مطعم نايتيف في سانتا مونيكا، مركزة أكثر على لوس أنجلوس من خلال ما تبدعه من ابتكارات تصفها بعبارة «مطبخ لوس أنجلوس».
تقول آرينغتون: «إن لوس أنجلوس تتميز بالتعددية الثقافية، وإني أستوحي الإلهام من ثقافات متعددة ومن أحياء مختلفة». لكن الطاهية تستفيد أيضًا من تاريخها الشخصي، فتبتكر أطباقًا، مثل طبق اللحم النيء بالخردل الكوري، تعكس من خلالها تقنية طهي اكتسبتها في سياق مهنتها ومذاقات تعلّمت توليفها حين كانت تشارك جدتها الكورية الطهي.
ربما كان الجمع في قائمة طعام واحدة بين التنوع الثقافي المميز للوس أنجلوس، وجذور آرينغتون الممتدة في أرض المطبخ الفرنسي الراقي، والخيرات الوفيرة التي تُعرض في سوق المزارعين المحليين في سانتا مونيكا، ليدفع بأي طاه أقل براعة من نييشا إلى فقدان هوية مطبخه. لكن آرينغتون تسترشد بفلسفة إبداعية محددة إذ تطور قوائم الطعام في نايتيف بإيحاء من خيرات السوق. تقول أرينغتون: «يشتمل كل طبق على ثلاثة عناصر، أحدها من خيرات الطبيعة الموسمية، والثاني مستلهم من الثقافة، والثالث يبعث على الحنين ويبدو مألوفًا». باختصار، يمكن القول إنك تشعر بأنك تولم في منزلك.