كشف المصمم الأمريكي المقيم في ميلانو، جوزيف فراكيس، عن وظائف لتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد ربما لم يكن يعرفها أغلبنا، وذلك من خلال أحدث مشاريعه الصديقة للبيئة: اليخت الفاخر Pegasus الذي يبلغ طوله 88 مترًا.
بفضل سطحه العاكس المصنوع من ألواح الطاقة الشمسية، قد تواجه صعوبة في ملاحظة هذا اليخت الضخم على المياه عند إطلاقه. ولكن عند ملاحظته، ستفاجأ أنك أمام فسيفساء من التقنيات المتقدمة (المستخدمة والجاري تطويرها)، وذلك لتحقيق مستويات غير مسبوقة من الاستدامة والسلامة الهيكلية.
يرجع استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في بناء اليخت إلى أسباب عدة يمكن تلخيصها في 3 كلمات وهي السرعة والسهولة والاستدامة. فقد تمكن القائمون على المشروع من إنتاج هيكل قوي وخفيف الوزن على نحو ملحوظ، وذلك باستخدام طاقة ومواد ومساحة ووقت أقل بكثير مقارنة بأساليب التصنيع التقليدية.
Jozeph Forakis
تستمر تجليات مفهوم الاستدامة على متن اليخت Pegasus في التصميم الداخلي، إذ تتوسط اليخت "شجرة الحياة"، وهي شجرة متعددة المستويات تمتد عبر الأسطح الأربعة بدايةً من مزرعة مائية في الأسفل توفر طعامًا طازجًا ومزيدًا من الهواء النقي، وتجاورها حديقة صغيرة لممارسة التأمل. ويمكنك الصعود إلى الأسطح العلوية من خلال درج حلزوني يدور حول الشجرة، وينتهي عند السطح المبتكر للمالك حصريًا، والذي يتضمن جناحًا رحبًا بواجهة أمامية وشرفة خاصة فسيحة.
Jozeph Forakis
ستعمل الألواح الشمسية التي تغطي اليخت على تحويل مياه البحر إلى هيدروجين. وباستخدام خلايا الوقود الهيدروجيني، سيجري تحويل الهيدروجين إلى كهرباء ستُخزن في بطاريات أيونات الليثيوم. وبذلك يمكن تشغيل المحركات ووسائل الراحة الأخرى الموجودة على متن اليخت باستخدام الطاقة النظيفة، ومن ثم لن ينتج Pegasus أي انبعاثات كربونية ضارة، فيما سيكون المدى الذي يحققه غير نهائي تقريبًا، وفقًا لفراكيس.
يشتهر جوزيف فراكيس بتصاميمه المميزة لليخوت الفاخرة، إذ حصل تصميمه ليخت CLX96 على 3 جوائز مهمة خلال العام الماضي، منها جائزة Good Design من متحف Chicago Athenaeum للهندسة المعمارية والتصميم، إلى جانب مشاركته في العديد من المعارض، كان آخرها معرض فورت لودرديل الدولي للقوارب في عام 2022.
Jozeph Forakis
يقول أليكسي شيفمان، المهندس في شركة تاناروز الناشئة للقوارب ثلاثية الأبعاد في روتردام لصحيفة Boat International: "في الطباعة ثلاثية الأبعاد، لا نحتاج إلى عمال لحام أو عدد كبير من المتخصصين.
لست بحاجة إلى حوض بناء سفن. لا أحتاج سوى إلى شخص أو اثنين حول الطابعة". ويؤكد: "في المستقبل، إذا أردنا بناء قوارب أكبر، فلن تهتز ميزانياتنا كثيرًا، لأن بناء السفن بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد يعتمد على مادة البولي بروبيلين التي تعد من مخلفات المصانع، ممزوجة بالألياف الزجاجية المهملة، والمادتان رخيصتا الثمن بشكل لا يصدق".