بين جنبات مسبح موليتور الواقع بين ملاعب رولان غاروس وساحة بارك دي برانس، تجمعت بعض أشهر الممثلات وعارضات الأزياء والفنانات لاستعراض مجموعة المجوهرات الفاخرة الجديدة التي أطلقتها دار شوميه.

وتعد هذه المجموعة التي حملت اسم "أوند إي ميرفاي" Ondes et Merveilles امتدادًا لمجموعة "تورساد دو شوميه" Torsade de Chaumet التي كشفت عنها الدار منتصف العام المنصرم.

وكما كان إلهام تلك المجموعة من عالم البحار، كذلك كان الحال مع هذه الفرائد الجديدة الراقية، إذ إنها صيغت لتحاكي أمواج البحر المتلاطمة، وكنوز الأعماق المستترة، والتيارات المائية المتدفقة.

لطالما استوحت دار شوميه من عناصر الطبيعة المتنوعة لتُخرج إلى العالم مجوهرات غاية في الحسن والبهاء. فقد استقت تصاميمها حينًا من الأزهار بتدرجاتها اللونية الزاهية، وحينًا من بريق أشعة الشمس المتساقط على الجليد، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل إنها وجدت الإلهام في انحناءات سنابل القمح وحركة النجوم ورفرفة أجنحة الطيور.

ولكنها المرة الأولى التي تخصص فيها الدار مجموعة كاملة مستلهمة من البحر وعوالمه، شبّعتها بحيويته الفيّاضة وإيقاعاته الصاخبة. وتضم مجموعة "أوند إي ميرفاي" تسعة وستين قطعة متفردة تجوب بنا أصقاع الأرض المترامية، فيما تحكي كل جوهرة منها قصة خاصة بها يمكن إدراكها من أسلوب اصطفاف الأحجار الكريمة ودرجات ألوانها الباهرة.

تفوقت قطع هذه المجموعة على بعضها من ناحية الطابع الأنثوي الذي تجلّلت به وكذا من ناحية أساليب ارتدائها، إذ تنوعت تصاميمها القابلة للتحول، من مجوهرات الرأس التي تتحول إلى مشابك زينة، والعقد الطويل الذي يصير قصيرًا، والأقراط المتدلية التي يمكن ارتداؤها على نحو مختلف في كل مناسبة، وحجر الألماس بزنة 6.05 قيراط الذي يمكن ارتداؤه كخاتم يغطي عظمة الإصبع أو كخاتم سوليتير.

زهرة الماء

كأمواج بحر متراكبة، تتدافع متسابقة للوصول إلى الشاطئ، هكذا تبدو قطع طقم المجوهرات À Fleur d’Eau، الذي يكسوه ألماس بقطع الماركيز، يتلألأ مثل قطرات مياه البحر عندما تداعبها أشعة الشمس.

وترتصف أحجار الألماس في هذا الطقم على مستويات عديدة، تبدو معها كأنها تموج في بعضها على العقد البهي الذي يزهو بألماسة على هيئة حبة كمثرى قابلة للفصل وزِنتها 7.18 قيراط.

القطع الأخرى في هذا الطقم هي مجوهرات الرأس التي يمكن تحويلها إلى مشابك للزينة، والأقراط المتدلية التي توائم أي مظهر، وكذلك الخاتم المرصع بألماسة زنتها 3 قراريط. هذه القطع كلها مشغولة من الذهب الأبيض وتتحلى بطابع أنثوي عصري حرصت الدار على إبرازه في أحسن هيئة وأبهى تصميم.

أقراط من الذهب الأبيض مرصعة بأحجار ألماس بقطع الماركيز زنتها 3.28 قيراط.

Chaumet
أقراط من الذهب الأبيض مرصعة بأحجار ألماس بقطع الماركيز زنتها 3.28 قيراط.

تيار الخليج الدافئ

من فلوريدا يتدفق تيار ساخن يدفئ البحار التي يعبرها، ومن هذا التيار استلهمت دار شوميه قطع طقم Gulfstream الذي تمتزج فيه الألوان الدافئة والباردة في تجانس بديع: اللون الأخضر مع الأزرق، واللون البرتقالي مع الأزرق. على العقد المتموج المرصع بالياقوت الأزرق وتورمالين بارايبا والزمرد، تسطع حبة الزمرد الكولومبي التي تبلغ زنتها 26 قيراطًا والملونة بلون النعناع الأخضر حين تنتظم مع حبة ياقوت من مدغشقر.

أما العقد الآخر في هذا الطقم فيجمع بين حجر زمرد مصقول وحجر أوبال أسترالي أسود فاتن تبلغ زنته 19.84 قيراط، وهو قابل للتعديل بفضل سلسلته المزركشة الألوان.

وفي محاكاةٍ لتصميم "توا إي موا" toi et moi (أنت وأنا) الذي تشتهر به الدار، يحتل ياقوتٌ بديع الألوان قلب خاتمين مشغولين من الذهب الأبيض، وتكتمل قطع هذا الطقم بالأقراط والمشبك القابلة للتحويل والمزيّنة بعقيق الماندرين والياقوت وحجر الإسبينل والألماس.

عقد مرصع بالياقوت الأزرق وتورمالين بارايبا والزمرد، يتدلى منه حجر زمرد كولومبي تبلغ زنته 26 قيراطًا.

Chaumet
عقد مرصع بالياقوت الأزرق وتورمالين بارايبا والزمرد، يتدلى منه حجر زمرد كولومبي تبلغ زنته 26 قيراطًا.

رسوٌ منفرد

تنزل المرساة، وتُجمع الأشرعة، وتتوقف المحركات، في ما يشبه توقف الزمن. من هذه الأنشطة التي تواكب عملية الرسو داخل المرافئ، استقت دار شوميه أفكارها لهذا الطقم الذي حمل اسم Escales.

فعلى عقد قصير مشغول من الذهب الوردي والأبيض، انتظم صفّ من أحجار الإسبينل بلون أحمر قرميدي مع أحجار ياقوتٍ تستحضر ألوانها لون المياه الشفافة وأحجار الألماس بقطع الماركيز.

واستوت الأقراط في بهاء آسر بفضل ألوان الأحجار الكريمة الزاهية، فيما الخاتم المرصّع بحجر تورمالين بارايبا على هيئة حبة كمثرى والذي اصطفت عليه أحجار الإسبينل استحضر الحركة المهتزة للقوارب عند رسوها.

عقد مشغول من الذهب الوردي والأبيض مرصع بالإسبينل الأحمر والياقوت والألماس بقطع الماركيز.

Chaumet
عقد مشغول من الذهب الوردي والأبيض مرصع بالإسبينل الأحمر والياقوت والألماس بقطع الماركيز.

أنشودة الحوريات

ما كان لدار شوميه أن تتخلف عن ركب الصانعين الذين أبدعوا مجوهرات فاخرة مستلهمة من حوريات البحر، فها هي تبدع طقمًا عصريًا مستوحى من هذه الكائنات الأسطورية التي تناقلت وجودها القصص منذ قديم الزمان.

يحمل هذا الطقم اسم Chant de Sirènes، وتأسر قطعه الأبصار، بخلاف الحوريات التي كانت تقذف بالسفن إلى المهاوي. فعلى عقد فاخر، تشابكت لآلئ خضراء مستخرجة من أعماق تاهيتي وأحجار تورمالين على هيئة شجر الزيزفون، تبلغ زنة أكبرها 23.79 قيراط.

وبينما يتألق التورمالين بلون أخضر جليدي، يتردد صدى تاج شوميه الأيقوني بلحن فريد من نوعه. ويتكثّف هذا البريق مع الأقراط المشغولة بالذهب الأبيض والخاتم المرصع بثلاثة أحجار تورمالين بارايبا تشكلت على هيئة حبة كمثرى.

عقد تشابكت عليه لآلئ خضراء مستخرجة من أعماق تاهيتي وأحجار تورمالين على هيئة شجر الزيزفون.

Chaumet
عقد تشابكت عليه لآلئ خضراء مستخرجة من أعماق تاهيتي وأحجار تورمالين على هيئة شجر الزيزفون.

مذنبات البحار

تماشيًا مع التقاليد الراسخة لدار شوميه في استخدام اللؤلؤ، يجمع طقم Comètes des Mers بين نجوم السماوات والبحار. فعلى خاتم مشغول من اللؤلؤ، انتصبت لؤلؤة فريدة دائرية الشكل، لونها وردي باهت ووزنها نحو 3.5 غرام.

تكريمًا لهذا الحجر الباهر، نَظَم حرفيو الدار لآلئ طبيعية تتجاور ألوانها الرمادية الفاتحة والبنفسجية والزيتونية على عقد مشغول من الذهب الأبيض والوردي في وسطه نجمة متعددة الألوان رُصعت بياقوت بادبارادشا مستخرج من مدغشقر.

ويتواصل هذا النظم البديع مع الأقراط الطويلة المتوجة باللؤلؤ المتدلي والخاتم المصفوف من اللؤلؤ والمعزز بنجمة باهرة الألوان.

خاتم مصفوف من اللؤلؤ ومعزز بنجمة باهرة الألوان.

Chaumet
خاتم مصفوف من اللؤلؤ ومعزز بنجمة باهرة الألوان.

حصى الذهب

استعرضت دار شوميه براعتها الفائقة في صياغة الذهب مع هذا الطقم الذي حمل اسم Galets d’Or، والذي ينقل المرء إلى الشاطئ حيث يلمع الحصى المغمور بالموج تحت أشعة الشمس. تتزين هذه القطع بأخاديد صغيرة يندمج فيها الذهب الأبيض مع الذهب الوردي، وتبدو أحجار الألماس التي صيغت عليها كمياه متقاطرة.

ويمتزج حجر المورغانيت بلون زهر الخوخ مع ياقوت بادبارادشا على نحو يعزز هذا الإيحاء. وتنقل الأقراط والخاتم المفتوح ما أراد الصانع إيصاله، والذي يتمثل في تدفق حركة المياه.

خاتم من الذهب ينتصب فوقه حجر مورغانيت تبلغ زنته 22.33 قيراط.

Chaumet
خاتم من الذهب ينتصب فوقه حجر مورغانيت تبلغ زنته 22.33 قيراط.

ملاحقة الكنوز

في هذا الطقم الذي أطلقت عليه الدار اسم Chasse aux Trésors، يغطس المرء إلى أعماق خصبة بحثًا عن كنوز من المجوهرات الفاخرة. ومثل بساط من النباتات البحرية، يتألق الخاتم بحجر توباز إمبراطوري تبلغ زنته 20.95 قيراط.

وتتزين الأقراط والمشابك بأحجار كريسوبراسي على شكل أغصان وعقيق التسافوريت والياقوت الأرجواني والوردي والزمرد، وتبدو كأنها بساط من الشعاب المرجانية. كما يزهو هذا الطقم بعقد طويل مرصع بحجر الإسبينل الوردي وياقوت بادبارادشا، وينتصب في قلبه حجر تورمالين وردي على هيئة كمثرى تبلغ زنته 21.35 قيراط.

مشبك زينة مرصع بأحجار كريسوبراسي وعقيق التسافوريت والياقوت الأرجواني والوردي والزمرد.

Chaumet
مشبك زينة مرصع بأحجار كريسوبراسي وعقيق التسافوريت والياقوت الأرجواني والوردي والزمرد.

تحت أشعة الشمس

يحكي طقم Sous le Soleil المتألق بألوان منعشة قصةً تتخللها أنشطةٌ كلها متعة واستجمام على الشواطئ التي تلفحها الشمس بأشعتها الدافئة. فعلى العقد الطويل توزعت أحجار الروبليت بلونها التّوتيّ، والتي برز أحدها بزنة بلغت 22.18 قيراط، إلى جانب عقيق الماندرين اللامع بقدر ما هو نادر.

أما الخاتم فقد تناسقت أحجاره من نوع الروبليت والعقيق الوردي في حلة تفيض بالحيوية والإبهار، يذكّر مشهدها بخليط من الفواكه الحمراء أو بمظلة جمّة الألوان. وامتازت الأقراط ومشابك الزينة بأسلوب الآرت ديكو، وجاءت في أشكال إيجابية وسلبية، كما هو الحال مع القلادة الموشّاة بالتورمالين الأخضر وحجر الكريسبوراسي.

عقد طويل مرصع بعقيق الماندرين اللامع ويتدلى منه حجر روبليت زنته 22.18 قيراط.

Chaumet
عقد طويل مرصع بعقيق الماندرين اللامع ويتدلى منه حجر روبليت زنته 22.18 قيراط.

وأضافت الدار إلى طقم مجوهراتها هذا ساعات من مجموعة Complication Créative باللون الأحمر والأخضر والأزرق، تشير إلى الوقت بطريقة غاية في الشاعرية.

من خلال مجموعة أوند إي ميرفاي Ondes et Merveilles، نجح حرفيو الدار المهرة في التقاط تجليات العناصر البحرية على اختلافها، وتوسيع نطاق إبداعات الدار لتشمل البحر، بعد أن كانت متوقفة على عناصر الطبيعة الأخرى فقط.

ونجاحها هذا ما هو إلا فصل جديد من فصول الإبداع المستمر القادر على تشكيل الطبيعة في قطع مجوهرات تحتفي بالأنوثة وتعلو بالحرفية إلى مراقٍ لم يصلها أحد بعد.