لطالما اعتُبرت العلاقة بين السوائل والحركات الميكانيكية النابضة في قلوب الساعات معقّدة نوعًا ما. ففي حين كانت الشعوب القديمة تستخدم ساعات الماء منذ آلاف السنين لتحديد مرور الوقت، أدى اكتشاف الطرق الأخرى لقراءة الوقت وقياسه إلى تحويل تلك الأدوات المائية إلى جزء من تراث الحضارات القديمة، وعدم تطويرها إلى ساعات معصم كان يرتبط بعدم القدرة على التحكم بحركة السوائل وخضوعها بشكل كبير لتأثيرات الجاذبية.

ومن ناحية أخرى، فإن تسرّب السوائل إلى قلب الساعة الميكانيكية هو من أكثر العوامل خطورة بالنسبة إلى دقة عمل الساعة، ما جعل دور صناعة الساعات الراقية تتسابق إلى إنتاج الساعات المقاومة لضغط الماء وتتباهى بإنجازاتها في هذا المجال. ولكن دار HYT استطاعت تغيير بعض هذه الثوابت، وكشفت في عام 2012 عن الساعة الجديدة العابرة لكل حدود المألوف، إذ إنها وضعت الماء في داخلها، وجعلتها تتيح قراءة الوقت بوساطة السائل المضيء، وذلك من خلال استخدامه بتقنية "ميكا- فلويديك" meca-fluidic technology التي تجمع بين الطاقتين الميكانيكية والمائية، وتقدّم عرضًا ممتعًا ومدهشًا للوقت.

اليوم، وبعد عشر سنوات على إطلاق الساعة الأولى من هذه السلسلة والابتكارات الخمسة الأخرى التي تلتها ضمن هذا الإطار، وبعد فترة ركود دامت نحو سنة، ها هي علامة إتش واي تي تعاود نشاطها وتنطلق بقوة في ظل قيادة مديرها التنفيذي الجديد ديفيد شيراتو المعروف بكونه أحد الساعاتيّة المتمرّسين، المتمسّكين بمبدأ الحفاظ على تقاليد المهنة العريقة. ولكن شيراتو قرّر اليوم التأكيد على امتلاكه أيضًا رؤية مستقبلية بعيدة المدى في المجال. فقد كشفت الدار عن ساعة "هاسترويد" Hastroid لتفتتح من خلالها حقبة جديدة من الاستكشافات وتضع نصب عينيها آفاقًا تقدّمية جديدة، لا حدود مرئية لها.

ساعة HYT Hastroid / هاسترويد

ساعة HYT Hastroid / هاسترويد

تعتمد ساعة "هاسترويد" ساعة HYT Hastroid على مبدأ قراءة الوقت بالماء نفسه الذي بتنا نألفه اليوم (وقد كان صادمًا عند الكشف عنه في البداية)، والذي يقوم على حركة السائل المائي (الذي جرى تلوينه في هذا النموذج باللون الأخضر المضيء) داخل الأنبوب الشعري غير المسرّب للسوائل، والذي يحيط بمؤشرات الساعات على الميناء.

عند مؤشر الساعة 6 وُضع خزانان ليّنان موصولان إلى طرفي الأنبوب، يحتوي الأول (إلى اليمين) على المياه الملوّنة بينما يضم الثاني (إلى اليسار) مادة سائلة لزجة غير قابلة للامتزاج بالماء (وهذا يعتمد فيزيائيًا على القوة التنافرية للجزيئات في كل من السائلين، مع أنهما في حالة تفاعل دائم داخل الأنبوب).

بمرور الوقت، تقوم حركة الساعة الميكانيكية بضغط الخزّان الأول بشكل تدريجي، ما يجعل الماء الملوّن يتمدد داخل الأنبوب بوتيرة منتظمة، بحيث يتقدّم مسافة 1.5 مايكروميتر (ما يعادل 0.0015 ملليمتر) في الدقيقة الواحدة، وحركة التمدد المائي هذه تجعل السائل الشفاف يتراجع في المقابل ليتجمّع في الخزان الثاني.

وعند اكتمال الدورة الكاملة للماء الملوّن حول الميناء، تقوم آلية الساعة بضغط الخزان الثاني، لتملأ المادة الشفافة الأنبوب، وتعود المادة المضيئة إلى مستوعبها في حركة تراجعية، وهكذا دواليك. تجدر الإشارة إلى أن تقنيي الدار قد أولوا اهتمامًا خاصًا بمسألة احتمال تمدد السوائل بشكل غير منتظم بسبب تعرّضها للتغيّرات الحرارية بسبب تأثرها بحرارة الجسم أو حرارة الجو المحيط بها، فجرى تزويد أحد الخزانين بنظام ضابط للحرارة يحافظ على استقرارها ويضمن دقة عمل الساعة.

ساعة HYT Hastroid / هاسترويد

ساعة HYT Hastroid / هاسترويد

أتت ساعة "هاسترويد" HYT Hastroid في علبة مصنوعة من مزيج التيتانيوم المطلي بالأسود والكربون، وقد صيغت بقطر 48 ملليمترًا ليبلغ طول العلبة مع الوصلات 52.30 ملليمتر وسماكتها 17.20 ملليمتر.

أما الميناء المفرّغ والشفاف، فيكشف عن أجزاء الحركة يدوية التعبئة 501-CM التي تسيّرها، كما يعرض الثواني الصغيرة ومخزون الطاقة الذي يصل إلى 72 ساعة، في عدادات خاصة عند مؤشري الساعة 9 والـساعة 3، إضافة إلى قراءة الدقائق بوساطة عقرب مركزي ومؤشرات باللون الأخضر الذي نراه أيضًا يلوّن الجزء المصنوع من نسيج "ألكانتارا" والذي يدخل ضمن تركيبة الحزام المطاطي الأسود المرافق للساعة.

تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الطراز هو الأول بين الطرز الأربعة لساعة "هاسترويد" التي ستطلقها HYT تباعًا، وسيقتصر إصدار كل منها على 27 نموذجًا فقط.