رؤي غوتشي ورحلتها المبدعة

صُممت هذه الرحلة عبر ماضي غوتشي وحاضرها ومستقبلها بإيحاء من ثمانية عوالم في سجل العلامة، إذ كرمت خلالها تصاميم الدار المميزة وأيقوناتها ورموزها ومواهب مبدعيها على مر السنين، فيما استكشفت روح المغامرة والبراعة والإيمان بقوة الإبداع والحرفية، مقدمة فصلاً جديدًا من فصول حدائق غوتشي الفريدة.

وبالصعود على درج القصر الذي يعود للقرن الرابع عشر، تبدأ الرحلة الساحرة في عالم غوتشي، لتتبُّع تاريخ غني بالأحداث والرموز، فيما يتخلل القصر في طابقيه الأول والثاني ثماني غرف تقدم كل واحدة منها جانبًا مختلفًا من قصة العلامة العريقة، كعرض موضوعات وأيقونات الدار، وحروف غوتشي وأنماطها بما يتيح استكشاف أصولها وتاريخها ومراحل تطورها وتراثها عبر العقود.

ويكتمل ذلك كله برؤية العلامة السباقة في عالم الميتافيرس، من خلال سلسلة من المحادثات الإبداعية التي تسافر بالزائر عبر الزمن لربط الرؤية الأصلية والخيالية للمبدع غوتشيو غوتشي والعمل الرائد لأبنائه ألدو ورودولفو والمديرين الإبداعيين للدار، أمثال توم فورد وفريدا جيانيني وأليساندرو ميشيل، من الذين جمعتهم رؤية غوتشي فكان إبداع غرف المعرض الثماني.

في عالم الميتافيرس 

لم تتوقف علامة غوتشي على مدار عمرها عن الإبداع، وقد كان لها الصدارة في إدخال الابتكار إلى عالمها. ومع الألفية الجديدة طورت الدار من أدواتها مرة أخرى واقتحمت بقوة العالم الرقمي، كما استطاعت أخيرًا أن تضع نفسها بوصفها مبتكرًا عالميًا رائدًا في Web3، الجيل التالي من الإنترنت والميتافيرس.

وتحتوي غرفة ميتافيرس في معرض رؤى غوتشي على كرسي ألعاب على أحدث طراز، حيث يمكن للزوار الجلوس واحدًا تلو الآخر للحصول على بانوراما شاملة للمبادرات الحديثة للدار مثل Gucci Town on Roblox وGucci Vault Land في Sandbox، ومختلف تجارب غوتشي الإبداعية المبتكرة بالتعاون مع Yuga Labs.

على قياس المشاهير

تحتفي غرفة النجوم في معرض رؤى غوتشي بتلك العلاقة الرائعة التي استمرت لقرن من الزمن بين العلامة وكبار الشخصيات والمشاهير في عالم الإبداع، إذ يُعرض فيها عددًا من تجارب غوتشيو غوتشي الأولى للمجتمع الراقي، مرورًا بما قدمته الدار لهوليوود على مدار عقود القرن الماضي وصولاً للعصر الرقمي.

وفي هذه الغرفة تهيئ المرايا والشاشات الرقمية تأثيرًا خاصًا للعباءات التسع المعروضة والمصممة حسب الطلب، إذ صنعت كل منها خصيصًا لتناسب شخصية رائدة في عالم السينما أو الموسيقى، فيما يستحضر كل منها العلاقة الطويلة والمستمرة بين غوتشي والوجوه المتغيرة لثقافة المشاهير.

سفر أنيق

عندما أسس غوتشيو غوتشي علامته الرائدة عام 1921، كان يطمح لابتكار أكثر التصاميم أناقة، مع أمتعة سفر مصنوعة بشكل راقٍ وحديث وأكثر عملية. وقد تكون الأمتعة والحقائب المعروضة في غرفة السفر دليلاً على أن العلامة استمرت في التمسك برؤيتها الأصلية.

تعرض العلامة هنا رسومًا متحركة تصور مسارات لا نهائية، تبرز خلالها قطع من حقائب أدوات التجميل الجلدية النادرة التي تعود إلى أربعينيات القرن الماضي، مرورًا بحقيبة سفر من الخمسينيات مع طبعات Rinascimento، وتصاميم من الستينيات والسبعينيات بشعار وزخارف غوتشي الكلاسيكية، وصولاً إلى مجموعة غوتشي سافوي، والتي تشير إلى ماضي الدار التي بدأ مؤسسها حياته حمالاً للأمتعة في فندق سافوي بلندن، مع إظهار كيف كان تراثها دائم التحديث تماشيًا مع أنماط الحياة المعاصرة.

ابتكارات أيقونية

تكشف غرفة الأيقونات في معرض رؤى غوتشي عن أيقونات الدار، في عرض مذهل لثلاثة أساطير تضم حقائب Bamboo 1947 و Horsebit 1955 وJackie 1961، وكل منها يرمز إلى جانب أساسي من هوية غوتشي.

فالحقيبة الأولى بمقبضها الفريد المصنوع من الخيزران شكلت حلاً لمشكلة نقص الخامات في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فيما جاءت الحقيبة الثانية بحلقتها وقضيبها المزدوج واحتفائها بالفروسية بتكرّس حس الابتكار المعاصر والإتقان الحرفي. أما الحقيبة الثالثة، فشكلت مثالًا عن الأناقة السهلة.

وقدم معرض رؤى غوتشي كذلك أكثر من 400 إصدار مختلف من حقائب اليد الأيقونية على أرفف عاكسة تكشف عن براعة مخيلة العلامة في مجموعة واسعة من الزخارف المبهرة والألوان التي لا حصر لها.

الخيزران في أشكال مبتكرة

في غرفة الخيزران بمعرض رؤى غوتشي، تحتفل الدار بما يقرب من ثمانية عقود من التصميم المبتكر، منذ عام 1947 عندما تفتق ذهن غوتشيو غوتشي عن أفكار عبقرية لتجاوز آثار الحروب وما أدت إليه من نقص، فقدم أشكالًا جديدة من الخيزران، أشاد بها الجميع وصارت من علامات الدار المميزة، ومن ثم استمر تطويرها على يد مبدعي العلامة لإيصال الماضي بالحاضر، والتأكيد على تجاوز تصاميم الدار لمختلف الظروف مع تقديم الحلول العملية الراقية، وبالبراعة الفنية المميزة للدار.

رموز لا تشيخ

على مدار تاريخ الدار البالغ 102 عام، اهتمت غوتشي بالرموز كتجربة غامرة ومتعددة الألوان. وفي معرض رؤى غوتشي، عرضت الدار في غرفة الرموز شعارها وحروفه المميزة بأشكال وأنماط مختلفة، بدءًا من G إلى Interlocking G ، و Horsebit و Web.

على جدران أربعة، عُرض عبر الشاشات رسم متحرك شامل يكشف رحلة إعادة صياغة مختلف هذه الأشكال وإعادة تخيلها من قبل أصحاب الرؤى الفنية في الدار من أبناء غوتشيو إلى مديري الدار المبدعين توم فورد وفريدا جيانيني وأليساندرو ميشيل.

الأزياء الخالدة

تستضيف غرفة الأزياء بمعرض رؤى غوتشي مجموعة منتقاة من الإطلالات المميزة لهذا العقد، والمنتقاة بعناية من سجل غوتشي، في أزواج من التصاميم المتحاورة التي يمتد تاريخها من الستينيات حتى يومنا هذا، والتي تكشف عن مدى امتثال مديري الإبداع في الدار لتلك المحادثات عبر الزمن.

تشمل المعروضات هنا البدلة المخملية الحمراء من أليساندرو ميشيل لخريف وشتاء 2021 والتي تشبه صدى خريف وشتاء 1996 من إصدار توم فورد، وفستانًا قصيرًا من الجلد المدبوغ الأسود من السبعينيات أعادت فريدا جيانيني تصوره في عام 2014، ونمط فلورا المتدفق لفستان من أوائل السبعينيات أعاد أليساندرو ميشيل تخيله لخريف وشتاء 2017. هكذا يجعل هذا الحوار من سجل غوتشي رحلة ملهمة عبر الزمن تغذي وتثري باستمرار رؤية الدار للجودة والجمال والحرفية.

شغف بالطبيعة

تستكشف غرفة النبات بمعرض رؤى غوتشي النمط المذهل الذي طلبه رودولفو غوتشي من الفنان والرسام الإيطالي فيتوريو أكورنيرو دي تيستا في عام 1966، والذي ظهر لأول مرة على وشاح من الحرير.

ومنذ ذلك الحين أصبح هذا النمط شعارًا للدار وحبها للعالم الطبيعي. وتنقسم الغرفة إلى قسمين: الأول حيث الأعمدة الرقمية داخل حديقة زهور منحوتة عملاقة، والثاني متلألئ كالهرم الذي ينعكس فيه النمط على الأرضية والسقف والجدران لخلق شعور اللانهائية.

وفيما يسيطر عطر Gucci Flora Gorgeous Gardenia eau de parfum على المكان، يبث الحيوية في التصوير الغني بالتفاصيل لأنواع مختلفة من الزهور والنباتات والحشرات، تكتمل بها تلك الرحلة المثيرة في معرض Gucci Visions والتي تجيب بدورها عن سؤال يتردد حول سر جاذبية هذه العلامة، وكيف ظلت تحتل مكانتها المميزة بين الكبار لأكثر من قرن من الزمان.