حتى في عصر الإنستغرام، يأسر التصوير الفوتوغرافي بتقنية الفيلم كثيرًا من الناس، بسبب طابعه الملموس الذي يُشرِك الحواس كلها، بداية من صوت الغالِق ورائحة محلول التظهير، ونهاية بثقل الصور المطبوعة وملمسها. فضلاً عن ذلك، تلتقط عملية التصوير هذه الضوءَ بطريقة تُضفي على الصور طابعًا وعمقًا مُميزين، ما يرتقي بجودتها إلى مستوى يصعب استنساخه رقميًا.
آلات تصوير فاخرة
نستعرض في ما يأتي خمسة ابتكارات تُبقي الشغف بهذا الأسلوب في التصوير حيًا:
للباحثين عن الكمال
Leica M6
تنضوي كاميرا Leica M6، التي أُعيد تصميمها حديثًا، تحت فئة الكاميرات التي تستخدم فيلمًا بحجم 35 ملليمترًا، وهي من الآلات المعدودة التي تجمع بين التقاليد والتكنولوجيا الحديثة لتوفير جودة صورٍ استثنائية. بسبب مُحدِّد المدى المُعدَّل والموثوق (الذي يتكوّن من 100 عنصر مختلف)، يحتاج التصوير بهذه الكاميرا إلى تركيزٍ شديد بِقصد مُطابقة الصورة المُقسّمة يدويًا، الأمر الذي يدفع المُصوّر إلى التفاعل بدرجة أكبر مع موضوع الصورة. ويحتفظ الطراز الأحدث من كاميرا M6 من لايكا، الذي يبدأ سعره من 5,295 دولارًا، بالتصميم الكلاسيكي والتميز الميكانيكي اللذين جعلا من الطراز الأصلي أيقونة مطلوبة، كما أنه يتمايز ببنية مُحكمة ودِقة حرفية عالية تُبشّر بعمر مديد للآلة.
Eric D Floberg
لهواة الكاميرات متوسطة النسق
Hasselblad 500 C/M
تتمايز كاميرا Hasselblad 500 C/M، التي تُعد آلة تصوير متوسطة النسق صالحة لكل زمان، ببنية مؤلفة من وحدات مستقلة، وهي بنيةٌ عززت لحظةَ ظهورها تعددية استعمالات الكاميرا وقابليتها للتخصيص. تشتهر الكاميرا، التي تحمل توقيع هاسلباد، والتي قد يزيد سعرها حاليًا على 2,500 دولار (بِحسب المكونات والحالة)، بعدسات كارل زايس، كما تتميّز بدقتها الكبيرة ووضوحها الباهر وقدرتها الفائقة على التقاط التدرجات اللونية.
يُتيح مُحدّد المَنْظر الذي يُثبَّت على مستوى الخَصر تنسيق المشهد بدقة والانغماس فيه، في حين تَضمن البنية المتينة للهيكل استخدام الآلة لزمن طويل. بسبب الاستخدام السلس لأدوات التحكم وصوت الغالق المُبهج، يُصبح استخدام هذه الكاميرا - التي تُعد قطعة مميزة حقيقة - أشبه بالتصرّف في منحوتة طيّعة.
Hasselblad
لعشاق المغامرات
Alpa 12 SWA
تُعد كاميرا Alpa 12 SWA (المعززة بعدساتٍ تُتيح إزاحة منظور الزاوية الواسعة) آلة تصويرٍ متوسطة النسق مطلوبة للغاية، وهي صَنيعة الإتقان السويسري وتشتمل على عدسات متفردة وحركات شديدة الدقة. يُساوي سعر هذه الكاميرا نحو 7,000 دولار، وهي مجهزة بميزةٍ تُتيح تصحيح المنظور بتحريك العدسات إلى الأعلى وإلى الأسفل بمقدار 25 ملليمترًا، ما يجعلها أداة قيّمة لمصوري المباني والمناظر الطبيعية الذين يتطلب عملهم تحكمًا من هذا النوع.
أما بالنسبة لمُحدِّدات المَنظر، فحتى جهاز آيفون صالحٌ لهذا الغرض إذا اقترن بحامل Smart Device Hold MII وبتطبيق eFinder II اللذين طورتهما شركة أَلْبا. يبلغ وزن كاميرا Alpa 12 SWA نحو 0.64 كيلوغرام مع المقابض، وهي مثالية للسفر، سواء أكان المرء محترفًا أم هاويًا شغوفًا.
Alpa
لخبراء التصوير في الاستوديو
Linhof Master Technika 4 x 5
تُعد كاميرا Linhof Master Technika 4 x 5، التي يبلغ سعرها نحو 8,000 دولار (بدون العدسة)، إنجازًا في فئة آلات التصوير ذات النسق الكبير. بإمكان هذه الكاميرا ضَبط المنظور والتركيز البُؤَري بدقة كبيرة، والفضل في ذلك يعود إلى حركاتها المُستفيضة، التي تشمل إمالةَ الآلة إلى الأمام وإلى الخلف بزاوية 30 درجة، وأَرْجحتها بزاوية 15 درجة، وتحريك عدستها إلى الأعلى بمقدار 55 ملليمترًا وإزاحتها بمقدار 40 ملليمترًا.
ويُتيح الجزء القابل للمدّ، الشبيه بآلة الأكورديون، استخدام مجموعة متنوعة من العدسات، فيما يضمن مُحدّد المنظر تنسيق المشهد بدقة وضبط التركيز البؤري.
وسواء استُخدِمت هذه الكاميرا في الاستوديو أو في موقع تصوير خارجي، فإنها كفيلة بالتقاط صورٍ لا تشوبها شائبة.
Linhof
لهواة الجمع
Mamiya 7 II
تنتمي كاميرا Mamiya 7 II إلى فئة آلات التصوير متوسطة النسق، وهي آلة محبوبة استحسنها مُصورو المناظر الطبيعية ومصورو الشارع منذ إصدارها في عام 1999. ويعود الفضل في ذلك إلى أدوات التحكم سهلة الاستخدام وحركة الغالِق المكتومة ومقاس العدسات المُعتَبر الذي يمتد من 65 ملليمترًا و80 ملليمترًا إلى 150 ملليمترًا (تتيح الشركة مقاسات أخرى).
Mamiya
بنقرة واحدة على آلية تقديم الفيلم، يُتيح مُحدّد المدى مقاس 6×7 سنتيمترات عَرض صورٍ عديدة في لقطة واحدة، كما يُمكن تعزيزه بمُعدِّل عدساتٍ اختياري من أجل التقاط صور بانورامية بحجم 35 ملليمترًا. ومع ارتفاع شعبية التصوير الفوتوغرافي بتقنية الفيلم، وَجّه هواة الجمع أنظارهم إلى كاميرا Mamiya 7 II التي انقطع إنتاجها والتي يُحتمل أن يبلغ سعرها الآن 6,000 دولار إن كانت في حالة جيدة.