قد تبدو فكرة العيش بجوار البحر من المزايا البديهية لامتلاك يخت، إلا أن صناع القوارب لم يبدأوا سوى مؤخرًا في استغلال المساحات الخارجية لإثراء التجربة على متن اليخوت. وقد تصدّرت بينيتي هذا التوجه من خلال يخت Oasis 40M الذي يمتد بطول 131 قدمًا.
شرع صنّاع اليخوت في التركيز على تعزيز مساحات الأسطح الخارجية
يقول سيباستيانو فيدا، رئيس قسم المنتجات في بينيتي: "أدركنا أن المالكين، خصوصًا في فئة اليخوت التي يقل إجمالي وزنها عن 500 طن، كانوا يقضون وقتهم في نوادٍ شاطئية تشبه الأقبية المظلمة." لذا، جاء تصميم سطح الواحة Oasis بجوانب قابلة للطي، وحوض سباحة، ومنصة على مستوى سطح الماء، ما يمنح المالكين مساحة خارجية أكثر رحابة ولكن مع تعزيز استخدامها بشكل عملي ومتجدد.
شهد هذا التصميم إقبالًا غير مسبوق، إذ جرى تسليم أو البدء في بناء 30 يختًا من طراز Oasis 40M، وهو عدد لا يستهان به في عالم اليخوت الفارهة. كما أصبح هذا النهج الجديد سمة راسخة في سبعة طُرز أخرى من بينيتي، يراوح طولها بين 131 و236 قدمًا، بما في ذلك سلسلة B.Now الحديثة.
Benetti
أعادت بينيتي ابتكار السطح الخلفي على متن يختها Benetti Oasis 40M.
يُعد اليخت Asani من الإضافات الأحدث إلى فئة B.Now 50 من بينيتي، وهو واحد من أصل 20 يختًا تحتضن سطح Oasis. وفي هذا يقول مارك غاردنر، مدير تصاميم الأسطح الخارجية في شركة Redman Whiteley Dixon البريطانية، التي قادت فريق تصميم مفهوم Oasis: "أظهروا شجاعة بالغة في اعتماد هذه الفكرة. كان من المفترض أن يكون هذا التصميم محصورًا في هذا الطراز فحسب، لكنه أصبح الآن توجهًا عامًا في القطاع."
في الطراز الرائد B.Now 72M، ينبسط سطح Oasis على مساحة تقارب 2,700 قدم مربعة، كما توفّر بنيته الفوقية التي ترتفع في سبعة أسطح رؤية ممتدة من كل مستوى. يقول غاردنر: "الأمر كله يتعلق بالإطلالات"، مشيرًا إلى أن التصميم يبدد الفواصل بين الداخل والخارج، ومؤكدًا على أن "العيش في الهواء الطلق مرادف للعيش في الداخل."
وعن هذا التوجّه يقول بيدر إيدسغارد، أحد الشركاء في الاستوديو البريطاني هاريسون إيدسغارد: "يتعلق الأمر بأسلوب العيش في الفيلات. فالمالكون يتوقعون أن تكون يخوتهم امتدادًا طبيعيًا لمنازلهم الصيفية." لذا يعمل المصممون على إعادة صياغة مناطق المعيشة الأكثر تقليدية، فيصممون المساحات الخارجية وفقًا للنهج نفسه المعتمد في تصميم المساحات الداخلية، مع استخدام الأرضيات الحجرية، والسجاد، والمطابخ الخارجية، وقطع الأثاث المكسوّة بالأقمشة الكاملة، وطاولات الطعام.
Maurizio Paradisi
يعكس اليخت Oceano 39 من مانغوستا الميل إلى تبديد الفواصل بين المساحات الداخلية والأسطح الخارجية.
في مشروع لتجديد يخت يبلغ طوله 230 قدمًا، حوّل إيدسغارد منصة للطائرة المروحية إلى بيت دفيئة مبهر. وفي هذا يقول: "لديك طاولة طعام تحيط بها حديقة شتوية مع ستائر زجاجية منزلقة مقاومة للماء، ويمكن إغلاقها تمامًا عند هطول الأمطار أو اشتداد الرياح." ويضيف إيدسغارد: "يشمل التصميم أيضًا ستائر خارجية ضخمة، وهي ميزة جديدة تظهر على متن القوارب. فالزبائن يطالبون بدفع حدود الابتكار".
أما مقدمة اليخت، التي كانت في العادة تُستخدم لأغراض وظيفية، فتحوّلت اليوم إلى ملاذ بارز للقاءات الاجتماعية. طلب مالك يخت جديد من طراز Riva 70 Metri أن يكون سطح المقدمة الممتد لليخت البالغ طوله 230 قدمًا هو المنطقة المخصصة للاجتماعات بدلاً من مؤخرة السطح. ويقول ماورو ميكيلي، المصمم الرئيس في استوديو أوفيتشينا إيتاليانا ديزاين: "أراد المالك مساحة فسيحة جدًا ليتشاركها مع أفراد عائلته."
بموازاة ذلك، يقوم صنّاع آخرون بإضفاء سمات خاصة على مقدّمة يخوتهم. على سبيل المثال، يحتضن اليخت Maiora 36 Exuma من مايورا حوض جاكوزي ومجالس للاسترخاء فوق سطحه العلوي، فيما اليخت Oceano 44 من مانغوستا Mangusta يضم في مقدمة سطحه مسبحًا زجاجيًا.
في ظل توجّه المشترين إلى التركيز على مساحات الاسترخاء الأكبر بدلاً من السرعة، أطلقت مانغوستا خط Oceano ذا المساحة الخارجية الرحبة جدًا بوصفه بديلاً عن سلسلة Maxi Open عالية الأداء.
يقول ستيفانو أرلونو، رئيس مانغوستا في الأمريكتين، موضحًا: "كان علينا التكيف من خلال تقديم منتجات تجمع بين الطابع الرياضي والحجم الكبير في مفهوم واحد." ومع تزايد هذه المبادرات التي تأخذ في الحسبان الأسطح الخارجية، يواصل مصممو اليخوت استكشاف نسخهم الخاصة من المساحة بوصفها الحدود النهائية للتجديد والابتكار.
Maiora
تشكل مساحات العيش التي استُحدثت في المقدمة سمة راسخة في يخت 36 Exuma من مايورا.
حل هندسي مبتكر
إذا كان التركيز على المساحات الخارجية لا يتماشى في العادة مع اليخوت المصممة لتحقيق السرعة في الإبحار، فإن تحقيق التوازن بين الأداء السريع وكفاءة استهلاك الوقود يفرض تحديًا مماثلاً لأن أشكال الهياكل تُعطي الأولوية لإحدى الغايتين على حساب الأخرى. لكن مع إطلاق سان لورينزو أخيرًا طراز Sanlorenzo SP92، يبدو أن هذه المعادلة قد تغيرت.
فهذا اليخت، وهو الطراز الثاني في سلسلة Smart Performance من الشركة الإيطالية، يعتمد هيكلاً شبه انزلاقي مزدوج التدرج، ما يمكّنه من بلوغ سرعة قصوى تصل إلى 38 عقدة، رغم أنه يستهلك 213 غالونًا من الوقود في الساعة عند هذه السرعة. ومع ذلك، عند سرعة 10 عقد فقط، ينخفض معدل الاستهلاك إلى 22 غالونًا في الساعة، ما يمنحه مدى إبحار يصل إلى 960 ميلاً بحريًا.
Guillaume Plisson
اليخت السريع وعالي الكفاءة Sanlorenzo SP92 من سان لورينزو.
يقول تيلي أنتونيللي، رئيس قسم التطوير والمنتجات لخط Sanlorenzo SP، والذي ابتكر تصميم الهيكل المتفرد: "لا يخت آخر بطول 92 قدمًا يتمتع بهذه المواصفات." لم يُصمم هذا الهيكل لتحقيق السرعة فحسب، ولكن لزيادة المساحة الداخلية أيضًا بنسبة %32 مقارنة بأسلافه. وعادةً، تعني زيادة الحجم زيادة في الوزن، لكن أنتونيللي يشير إلى أن البنية المصنوعة من ألياف الكربون والاستخدام الواسع للزجاج خفيف الوزن، ساهما في خفض الوزن الإجمالي لليخت.
إلى جانب ذلك، يتميز اليخت SP92 بنظام دفع مبتكر خالٍ من المراوح التقليدية، إذ يعتمد على نظام دفع مائي مدعوم بمحركين من طراز MAN V-12 لإنتاج قوة إجمالية تبلغ 4,000 حصان.
يقول أنتونيللي: "يوفّر هذا النظام أداءً ومناورة تحاكي ما هو عليه حال القوارب الأصغر حجمًا والأخف وزنًا. كما أنه أكثر كفاءة من أنظمة الدفع التقليدي ولا يسبب اهتزازات أو ضوضاء." وقد جرى تصميم هذا النظام لتحمل حمولة قصوى تبلغ 50 طنًا موزعة على المساحات الداخلية، بما في ذلك الجدران والأثاث. يقول أنتونيللي: "جرى تحديد الحد الأقصى للوزن بوضوح في العقد." ورغم أن الزبائن لن يتمكنوا من اختيار رخام ثقيل أو ديكورات داخلية ضخمة، إلا أنه يطمئنهم إلى أن فريق التصميم قد أخذ في الحسبان بعض الأطنان الإضافية لاستيعاب معدات الألعاب المائية.