حوّل ثمانية نشطاء مرتبطين بمجموعة النشاط البيئي الإيطالية Ultima Generazione (الجيل الأخير) المياه الزرقاء في نافورة تريفي في روما إلى اللون الأسود باستخدام الفحم المخفف.
وقالت شرطة روما إن حوالي 8 نشطاء دخلوا إلى النافورة التي تعود إلى أواخر القرن الثامن عشر، والتي تعد نقطة نهاية قناة أكوا فيرجو، ورفعوا لافتة كتب عليها: "دعونا لا ندفع ثمن حملات الحفريات بالنظر إلى ما يحدث في إميليا رومانيا"، في إشارة إلى الفيضانات المميتة. وكتبت لافتات أخرى "بلادنا تحتضر".
استمرت الاحتجاجات 15 دقيقة، واعتُقل منذ ذلك الحين النشطاء كافة ليواجهوا اتهامات بالتخريب. ومن المقرر أن تجفف النافورة الشهيرة وتنظف ويُعاد ملؤها، فيما لا توجد مؤشرات على تعرضها لأي ضرر.
أضرار مكلفة
أدان عمدة روما روبرتو غوالتيري الاحتجاج قائلاً في منشور على فيسبوك: "على الرغم من عدم تضرر النافورة، إلا أن عملية التنظيف المعقدة ضرورية وستكلف الكثير من العمل والموارد العامة"، وأضاف: "فلتتوقف هذه الهجمات السخيفة على تراثنا الفني. أدعو النشطاء للتنافس على أرض المواجهة من دون تعريض الآثار للخطر".
وقال غوالتيري لوسائل إعلام محلية في مكان الحادث إنه سيتعين إفراغ النافورة من 300 ألف لتر من المياه، مضيفًا أنها "نافورة لإعادة التدوير وأنه يجب التخلص من المياه المصبوغة. سيشمل هذا تدخلاً مهمًا. سيكلف الوقت والجهد والماء".
كما استنكرت لويزا ريجيمنتي، مستشار شؤون الموظفين والأمن الحضري والشرطة المحلية والسلطات المحلية، هذا الفعل، وكتبت في بيان أن "العمل التوضيحي الألف للمخربين الإيكولوجيين" هو الذي ضرب "رمزًا لروما معروفًا في العالم". وأضافت: "إنها بادرة جدية، وتصعيد مقلق يجب وقفه بخطة سلامة للحفاظ على الآثار والأعمال الفنية الأكثر عرضة للخطر في روما ولازيو. شكرًا لضباط الشرطة المحليين الذين أوقفوا على الفور الهجوم غير المسؤول".
يذكر أن نافورة تريفي تنظف مرة واحدة في الأسبوع، ولم تسفر الاحتجاجات الأخرى في إيطاليا التي تنطوي على صبغة الفحم عن أضرار أو تكاليف طويلة الأمد.
Roberto Gualtieri Facebook
فيضانات إميليا رومانيا
وكانت احتجاجات المتظاهرين بسبب الفيضانات الأخيرة في منطقة إميليا رومانيا بشمال إيطاليا، والتي أودت بحياة أكثر من عشرة أشخاص، بعد أن هطل فجأة نصف معدل الأمطار السنوي المتوقع في طوفان استمر 36 ساعة ربطه بعض العلماء بتغير المناخ.
وأشار المتظاهرون في بيان صحفي إلى أن آثار إميليا رومانيا تعرضت لأضرار حقيقية وكبيرة، وأن التراث الثقافي لإيطاليا عمومًا في خطر ما لم تقم السلطات بشيء للتخفيف من تغير المناخ. وقد غمرت المياه والطين المتاحف المتعددة في المنطقة، وانهارت أجزاء من دير سانتا ماريا ديل مونتي القديم، وفقدت المكتبات الكتب بسبب أضرار المياه.
هذا وتعمل مجموعة النشاط البيئي الإيطالية Ultima Generazione، وكذلك مجموعات النشطاء البيئيين Just Stop Oil و Letzte Generazione، للضغط على حكومتهم لإلغاء الإعانات المقدمة لصناعة الوقود الأحفوري.
النشاط المناخي
هجوم نشطاء المناخ هو ثالث هجوم من نوعه على المدينة بعد إلقاء الفحم في نافورة الأنهار الأربعة في ساحة نافونا في مايو، وتلويث نافورة باركشيا في قاعدة الدرجات الإسبانية بمادة الفحم في أبريل. وقد أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن كل حادث وكتبت على تويتر: "فحم في مياه نافورة تريفي: 1 من أصل 4 منازل في إيطاليا عرضة للفيضانات. إلى أي مدى يتعين علينا انتظار الحكومة لاتخاذ إجراءات ملموسة؟"
في العام الماضي، ذكرت وكالة رويترز أنه على الرغم من موافقة إيطاليا على توقيع تعهد بإنهاء دعم التجارة العامة وتمويل الصادرات لمشاريع الوقود الأحفوري الخارجية، إلى جانب المملكة المتحدة وثماني دول أوروبية أخرى، إلا أنهم حاولوا إضعاف الصفقة في اللحظة الأخيرة باستثمار بقيمة 8.4 مليار يورو. وقد خصصت إيطاليا معظم الأموال لمشاريع ومصانع الوقود الأحفوري من بين مجموعة التعهدات الخاصة بها.
من الطرائف المتعلقة بنافورة تريفي أسطورة تقول إن أي شخص يلقي عملة فيها سيضمن عودته إلى روما. ولذا يجمع ما يقرب من مليون إلى 1.5 مليون يورو من العملات المعدنية كل عام تذهب لصالح جمعية كاريتاس الخيرية الكاثوليكية. ويُلقى حوالي 3000 يورو يوميًا في النافورة خلال أشهر السياحة المزدحمة، وفقًا لمجلس السياحة في روما.