في سبعينيات القرن الماضي، طلبت وكالة ناسا من أستاذي علم الفلك كارل ساغان وفرانك دريك إنشاء سجل موجز للبشرية لإرساله إلى الفضاء باستخدام المركبة الفضائية فوياجر 1 و 2.

واليوم تُعرض نسخة من التسجيل الرئيس للكبسولة الزمنية Voyager Golden Record الملصقة على المركبة الفضائية فوياجر 1 و 2، التابعة لوكالة الفضاء الأميركية ناسا، في مزاد لدار سوذبيز.

سجل فوياجر الذهبي التابع لناسا

تمثل الكبسولة الزمنية المرئية والمسموعة، التي من المتوقع أن تحقق ما بين 400 ألف دولار و 600 ألف دولار، لحظة فارقة في تاريخ استكشاف الفضاء. تقول سوذبيز إنها المرة الأولى التي يُعرض فيها شيء يتعلق بمهمة فوياجر الشهيرة في مزاد.

وكانت كبسولة الفونوغراف قد حققت رقمًا قياسيًا في رحلتها المستمرة عبر الفراغ منذ 46 عاماً، إذ صممت التسجيلات الذهبية للتواصل مع الحضارات المحتملة للفضاء، وإيصال ثقافة شعب الأرض إلى عوالم الكون. ويمكن للكبسولة أن تبحر حول مجرة درب التبانة لمليارات السنين، بحسب سوذبيز.  

تأتي هذه النسخة من التسجيلات، من مجموعة الثنائي كارل ساجان، أستاذ علم الفلك الشهير في جامعة كورنيل، والمدير الإبداعي لمشروع الرسائل بين النجوم التابع لوكالة ناسا، ومنتج الأفلام الوثائقية ومخرجها آن درويان، اللذين قادا مشروع "Voyager Golden Record"، وعملا على تجميع المقاطع الصوتية على مدار ستة أشهر في سبعينيات القرن الماضي.

نسخة من سجل فوياجر الذهبي قد تحقق 600 ألف دولار في المزاد

Sotheby's

ما يحويه سجل فوياجر الذهبي

يعرض السجل الذهبي تحيات بـما مجموعه 59 لغة حول العالم، ومجموعة كبيرة من الأصوات الجيولوجية لكوكبنا: غابة مطيرة تعج بالحياة، كلمات الأم الأولى لطفلها، موجات الدماغ، وخشخشة نجم نيوتروني سريع الدوران. يتضمن السجل أيضًا 27 مقطوعة موسيقية وألحانًا لباخ وبيتهوفن وموزارت وسترافينسكي ولويس أرمسترونج وغيرهم من الموسيقيين البارزين. بل إنه يتضمن أغنية زفاف بيروفية، وأغنية موسيقية هندية وأغنية Johnny B. Goode للمغني تشاك بيري.

كان درويان مدير المشروع قد أدى دورًا رائدًا في تنسيق الموسيقى التي من المفترض أن تعكس التجربة الإنسانية. قال درويان في بيان: "مع أصوات الحياة التي لا تعد ولا تحصى، صممتُ وكارل وزملاؤنا السجل الذهبي ليكون شاهدًا على جمال الحياة على الأرض"، مضيفًا: "كنا نأمل أن يجسد ثراء عالمنا وتنوعه".

وتابع درويان: "تعمل هذه الأشرطة منذ نصف قرن، وتشكل فرصة فريدة لهواة الجمع للحصول على النسخة الأصلية الوحيدة من أول شيء يعبر منطقة الشمس، إذ إن الرياح الشمسية تفسح المجال لرياح الأشعة الكونية بين النجوم، وقد تكون الشيء الوحيد الذي سيعيش بعد زوال كل شيء نعرفه".

تحتوي سجلات السفر على 115 صورة للحياة البشرية أيضاً، فضلاً عن صور عدائين أولمبيين، وصور لسيدة في محل بقالة، وجسر غولدن غيت المعروف.

نسخة من سجل فوياجر الذهبي قد تحقق 600 ألف دولار في المزاد

Sotheby's

سجل من النحاس المطلي بالذهب

صُنع السجل من النحاس المطلي بالذهب في 8 نسخ فقط، بما في ذلك النسختان الموجودتان في المجسات الفعلية (الشريط الذي سيُعرض في المزاد هو نسخة شخصية لساغان ودرويان).

يحتوي الغلاف المصنوع من الألمنيوم المطلي بالذهب على عينة فائقة النقاء من نظير اليورانيوم 238 المطلي بالكهرباء، وهو بمنزلة ساعة زمنية، إذ إن نصف عمر اليورانيوم 238 يبلغ 4.468 مليار سنة. والغلاف محفور بالهيروغليفية العلمية التي توضح عنوان نجمنا بين أقرب النجوم النابضة، بالإضافة إلى وحدة الوقت لسرعة السجل وتعليمات تشغيله. وقد نقش على سطح السجل يدويًا جملة "إلى صانعي الموسيقى - كل العوالم ، جميع الأوقات".

تعد مجسات فوياجر التي تحتوي على السجل الذهبي هي أبعد الأشياء التي صنعها الإنسان عن كوكبنا وستستمر في الطفو بين نجوم مجرة ​​درب التبانة لمليارات السنين.