بعد أكثر من قرنين على التقدم العاثِر للإمبراطور الفرنسي بونابرت من كوت دازور إلى واترلو، يتردد صدى القوة النارية البريطانية مرة أخرى في مختلفة أنحاء المنطقة، ولكن هذه المرة في هيئة سيارة أستون مارتن الجديدة DB12 التي تُجلجل على طول طريق نابليون في أوروبا.

وبالرغم من أن الشركة تُدرك أن قطاع السيارات يمضي على طريق تبنّي نظام دفعٍ جديد، وقد تعهّدت بإصدار سيارة كهربائية بالكامل بحلول عام 2025، غير أنها تظل متشبثة بمحرك الاحتراق الداخلي، وهذا ما اتضح سابقًا في سيارة DBS 770 Ultimate المجهزة بمحرك من اثنتي عشرة أسطوانة، والآن في سيارة التجوال الفاخرة DB12 التي تُعد خلفًا لطراز DB11 الصادر في عام 2016.

مواصفات سيارة DB12

تحت الغطاء العريض لسيارة DB12، تَقْبع نسخةٌ مُعدلة من محرك V-8 الشهير سعة أربعة لترات، الذي كان حتى وقت قريب ركنًا رئيسًا في سيارات مرسيدس - إيه إم جي. يُنتج هذا المحرك، الذي جرى تثبيته في مؤخرة الهيكل، قوةً تساوي 671 حصانًا وقوة عزم دوران بقيمة 800 نيوتن متر.

وهذا ما يُتيح لسيارة الكوبيه هذه، التي يبلغ وزنها الصافي نحو 1,685 كيلوغرامًا، التسارع من صفر إلى 60 ميلاً/الساعة ومن ثم بلوغ سرعة قصوى تُساوي 202 ميل/الساعة.

سيارة DB12 من أستون مارتن تثبت حضورها في وجه طوفان المحركات الكهربائية

Aston Martin


في الطرقات المنحدرة عبر التلال، يستشعر السائق فتورًا طفيفًا فور الضغط بقوة على دواسة الوقود. ولكن ما إن تتجاوز سرعة دوران المحرك 3,000 دورة في الدقيقة حتى تنطلق السيارة مثل قذيفة مدفعية. ولا داعي للقلق (لكن ليس في أثناء التسارع) من كَوْن ناقل الحركة، المكوّن من ثماني سرعات، أوتوماتيكيًا تقليديًا، وليس مزدوج القابض. فالسيارة تستجيب بقوة مركبة خارقة، موفّرة زخمًا شديدًا.

تقنيات مُعزِّزة للهيكل

ولأن أستون مارتن سارت على خطى فيراري، فقد أطلقت ترسانة من التقنيات المُعزِّزة للهيكل، منها مستشعر حركة سداسي المحاور من طراز بوش وتُرس تفاضلي إلكتروني خلفي. وكانت النتيجة سيارة تَقْطع باتزانٍ حازمٍ الطرقات الواقعة في مرتفعات جبال الألب ووِهادها، وتتمايز بقوة سحب تُعززها عجلات ميشلان بايلوت سبورت 5 إس المصممة خصيصًا لهذا الطراز والتي تُحيط بإطارات مضغوطة خفيفة الوزن مقاسها 21 بوصة (كل واحد من هذه الإطارات أخفّ بكيلوغرامين تقريبًا من إطارات الطرز السابقة).

سيارة DB12 من أستون مارتن تثبت حضورها في وجه طوفان المحركات الكهربائية

Aston Martin


أما على مستوى الثبات، فلا توحي النتيجة النهائية بأن سيارة DB12 مجهزة بنظام دفع خلفي. ولكن أي شخص قد ينخدع بها ويقول إنها سيارة بنظام دفع رباعي من فئة جي تي.على أن الجزء الذي طالته التعديلات الأكثر جذريةً كان نظام المعلومات والترفيه، إذ حلّت شاشة مقاس 10.25 بوصة تعمل باللمس محل نظام مرسيدس - بنز عتيق الطراز الذي استُخدم في سيارة DB11.

سيارة DB12 من أستون مارتن تثبت حضورها في وجه طوفان المحركات الكهربائية

Max Earey © Aston Martin


قد لا تكون هذه الشاشة مبهرة بقدر شاشات السيارات المنافسة، أو حتى بقدر شاشة سيارة تِسلا العادية، ولكنها متوارية وسهلة التصفح، وهذا في حدّ ذاته تحسين مهم. وعلى مستوى الوظائف، تُمثّل هذه السيارة أول طرز أستون مارتن المتصلة حقيقةً بشبكة الإنترنت، إذ تتمايز بتحديثات لاسلكية للبرامج، وميزة لحساب المسارات فوريًا، وتطبيق ذكي خاص، بالإضافة إلى إمكانية الاتصال اللاسلكي بمنصات آبل كار بلاي وتطبيق أندرويد أوتو.


ومع ذلك، لا تخلو سيارة DB12 من العيوب، إذ تفتقر إلى طابع التميز الذي يختبره المرء خلف عجلة قيادة DBS 770 Ultimate. كما أن صخبها لا يُضاهي في شيء الصخب الآسر لشقيقتها المجهزة بمحرك من اثنتي عشرة أسطوانة. بل إنها تفتقر أيضًا إلى قرقعة سياراتٍ مثل Mercedes-AMG GT وMercedes – AMG E63 S. 


ربما تعتزم أستون مارتن تصحيح مسألة الصخب في طراز فولانتي المقبل، ولكن هذا الأخير لن يكون مجهزًا بمحرك V-12 على ما هو الحال مع طراز DB11، وذلك لأن العلامة استبعدت هذه الإمكانية تمامًا.

وفي حين تتمايز طرزٌ مثل DBS 770 Ultimate، وVantage F1 Edition، وDBX707، بطابع رياضي، يزهو طراز DB12 الذي يبدأ سعره من 245,000 دولار بطابعٍ يُمثل جوهر الشركة. إنها بحق سيارة مثالية للتجوال الفاخر، جذابةٌ، وقيادتها ليست شاقة أبدًا. كما أنها، بمظهرها هذا، تُعد وقفةً أخيرة لهذا الخط في وجه طوفان المحركات الكهربائية القادم.