قد تكون أفضل كلمة تصلح لوصف الطريقة التي تنطلق بها ماكمورتري سبيرلينغ McMurtry Speirling من حالة التوقف التام نحو سرعة عالية هي "الانفجار"، لأن هذا هو حرفيًا ما تفعله السيارة متى أطلق لها السائق العنان.

وربما يرى البعض أن هذه الفاتحة ليست مثالية لتقرير يتحدث عن الصانع البريطاني الجديد ماكمورتري. ولكن عندما يتعلق الأمر بسيارة قادرة على فعل ما تفعله سبيرلينغ، فإن أفضل طريقة نبدأ بها الحديث هي من خلال التكلم عن أفضل ما تتمتع به، أي التسارع القاطع للأنفاس، الذي تتمكن سبيرلينغ من تحقيقه بفضل عوامل عدة، أولها طبعًا المحركات الكهربائية التي تستفيد من كونها قادرة على توفير عزمها الأقصى بشكلٍ مباشر.

وفيما يتمثل العامل الثاني بتصميم السيارة الانسيابي وعرضها الضيق الذي يجعلها تتخذ شكلاً أسطوانيًا، ما يسمح لها باختراق الهواء بشكلٍ أفضل، فإن العامل الثالث يكمن في كونها جُهزت بزوج من المراوح التي تساعد في تعزيز ضغط الجاذبية للأسفل من خلال شفط الهواء من تحت جسم السيارة وتوفير ضغط هوائي من أعلى إلى أسفل بوزن 2,000 كيلوغرام، ما يساعد بدوره في تعزيز تماسك السيارة، سواء عبر المسارات المستقيمة أو عند عبور المنعطفات. ولذا فإن هذه المراوح، وبنتيجة أدائها، تعوض عن عرض السيارة الضيق الذي يجعل العجلات اليمنى واليسرى متقاربة بعضها من بعض.

ثمة أيضًا عدد من التقنيات والأنظمة التي صممتها ماكمورتري خلال تطوير السيارة. فنظام المروحة المزدوجة على سبيل المثال يعمل عند الطلب لتوليد فراغ جزئي تحت السيارة، ما يعزز مستويات الثبات التي تسمح بالانعطاف والكبح والتسارع بشكلٍ يتفوق على أي سيارة تقليدية لا تتمتع بهذه التقنية.

تقنية المراوح في سيارة ماكمورتري سبيرلينغ

ومن المميزات التي توفرها تقنية المراوح هذه أنها تعمل بكامل طاقتها بغض النظر عن السرعة التي تسير بها المركبة، ومن ثم فإن الهواء الذي يُسحب من تحت السيارة يبقى بأقصى سرعته، ولذا يحقق أفضل كفاءة في الوقت الذي تكون فيه السيارة بأمس الحاجة له، أي عند الانعطاف، وذلك على غير ما هو عليه حال السيارات التي تعمل على توليد قوة الضغط الهوائي من خلال الأجنحة.

فهذه الأخيرة تنجح في توليد الضغط الأعلى عندما تنطلق السيارة بسرعةٍ عالية، أي عبر المسارات المستقيمة حيث لا فائدة من القوة السفلية. أما عند الوصول إلى المنعطفات، أي عند الحاجة الماسة للضغط، فينخفض هذا الضغط بسبب تباطؤ سرعة المركبة استعدادًا لاجتياز المنعطف.

فضلاً عن ذلك، قد تكون سبيرلينغ أول سيارة ذات قوة ضغط من أعلى إلى أسفل كافية للقيادة رأسًا على عقب. فبالرغم من أن مصممي سيارات الفورمولا 1 تباهوا كثيرًا في الماضي بقدرة مركبتهم نظريًا على تنفيذ ذلك، إلا أن السيارة التي نتحدث عنها هنا تستطيع تحقيق هذا الأداء على أرض الواقع، لأنها، على ما ذكرنا آنفًا، لا تحتاج إلى سرعة هواء فوق الأجنحة لتوليد الضغط المطلوب.

تتمثل إحدى الميزات الرئيسة الأخرى التي تتمتع بها السيارة بالبطارية التي تتميز بكثافة طاقة عالية بسبب تصميمها الخاص واستخدام خلايا متطورة في تركيبتها، فضلاً عن موقعها في السيارة، الذي يتخذ شكل الحرف "يو" باللاتينية، ما يسمح بتوزيع مثالي للوزن وتوفير الحد الأدنى من التأثير الديناميكي الهوائي على السيارة.

جُهزت السيارة بزوج من المراوح التي تساعد في تعزيز ضغط الجاذبية للأسفل، ما يساعد بدوره في تحسين تماسك السيارة، سواء عبر المسارات المستقيمة أو عند عبور المنعطفات.

McMurtry
جُهزت السيارة بزوج من المراوح التي تساعد في تعزيز ضغط الجاذبية للأسفل، ما يساعد بدوره في تحسين تماسك السيارة، سواء عبر المسارات المستقيمة أو عند عبور المنعطفات.


وقد جُهزت ماكمورتري سبيرلينغ، التي تمكنت من اجتياز مضمار مهرجان غودوود للسرعة خلال 39.08 ثانية، ببطارية قدرتها 60 كيلوواط/الساعة، الأمر الذي يمكّن محركيها الكهربائيين من توليد قوة 1000 حصان وتوجيهها إلى العجلات الخلفية. كما تضمن هذه البطارية للمركبة السير لمسافة تصل حتى 480 كيلومترًا قبل الحاجة إلى الشحن مجددًا بوساطة قابس شحن سريع بقوة تصل حتى 200 كيلوواط.

الجدير بالذكر أيضًا أن ماكمورتري سبيرلينغ تنتمي لفئة السيارات الكهربائية ذات المقعد الأحادي، وهي تتمتع بوزن خفيف للغاية يتناغم مع أداء المحركات الكهربائية وتصميم السيارة الانسيابي لتوفير القدرة على الانطلاق من صفر إلى سرعة 60 ميلاً/الساعة خلال 1.5 ثانية.

إنفوجراف سيارة ماكمورتري سبيرلينغ

McMurtry

فريق من المتخصصين

تأسست ماكمورتري في عام 2016 على يد رجل الأعمال البريطاني السير ديفيد ماكمورتري. ومباشرةً بعد التأسيس، استقطب ماكمورتري إلى الشركة المهندس توماس ياتس من فريق مرسيدس الذي يعمل في مجال سباقات الفورمولا 1 لإنشاء شركة تهدف لبناء أفضل السيارات الرياضية الصغيرة في العالم، وبذلك جرى تجميع فريق من مهندسي سباقات الفورمولا 1، وعلوم الفضاء وآخرين متخصصين في تطوير السيارات المجازة للقيادة على الطرقات العامة لبناء واحدة من أكثر السيارات ابتكارًا وإثارة.

وترى ماكمورتري أن معظم السيارات الجديدة تسعى بشكلٍ متزايد إلى أن تكون أكبر حجمًا وأعلى قوةً ولكنها لا تكترث كثيرًا لمستويات الرشاقة والأداء الديناميكي أو متعة القيادة الخالصة، لذا أتت سبيرلينغ على هيئة سيارة تتحدى التقاليد في مجال التصميم وتستفيد من تقنيات مبتكرة لعلاج سلبيات هندسة معينة مقابل تحقيق الاستفادة من إيجابياتها.

وبالرغم من أن الشركة لما تكشف بعد عن تفاصيل السيارة بحلتها الجاهزة للإنتاج التجاري، إلا أنه من المتوقع أن تتوفر السيارة أيضًا في نسخة أخرى مخصصة للحلبات تتمتع بسرعة أعلى، وسيتمكن الزبائن من شرائها بأسعار تبدأ من أقل من مليون دولار أمريكي.