بعض المنازل ليست مجرد بناء من الحجر والأخشاب، بل هي ملاذ لقصص تعيش بين جدرانها. هكذا هو حال منزل "طاحونة الهواء" The Windmill House الفريد من نوعه في منطقة هامبتونز شرقي ولاية نيويورك الأمريكية، الذي شهد جانبًا من حياة جميلة هوليوود، مارلين مونرو.
فعلى غرار الكثير من المبدعين الأمريكيين في خمسينيات القرن الماضي، بما في ذلك الكاتب المسرحي إدوارد ألبي والرسام جاكسون بولوك والروائي ترومان كابوت، ذهبت مارلين مونرو والكاتب المسرحي آرثر ميلر المتزوجان حديثًا إلى هامبتونز في صيف عام 1957.
وفي هامبتونز، أقام الزوجان في كوخ بسيط بمزرعة ستوني هيل التاريخية الواقعة في قرية أماغانست، يملكه حاليًا الممثل الأمريكي أليك بالدوين وزوجته هيلاريا.ومع ذلك، حسب ما هو متداول، فإن الثنائي كانا يختلسان أوقاتًا في مكان آخر بقرية كويل هيل القريبة، في حيلة للهروب من أعين الصحافيين والمصورين. هذا المكان كان طاحونة هواء قديمة غير مرئية من الطريق، وحوّلها أحد ملاكها القدامى إلى منزل فريد من نوعه.
جوهر معماري بقيمة 12 مليون دولار
بعد مرور 5 سنوات فقط على تلك المغامرة، توفيت مارلين مونرو في منزلها بمنطقة برينتوود التابعة لمدينة لوس أنجليس، لكن منزل الطاحونة الهوائية بقي شاهدًا على تلك الأيام الرائعة في كويل هيل. واليوم، يمكن للراغبين في الاستمتاع بجمال الطبيعة والسكون الوجداني أن يستحوذوا على هذا الجوهر المعماري الفريد مقابل 12 مليون دولار.
تتميز الملكية التي أقيم عليها المنزل بموقع استثنائي يبعد بأقل من ميلين عن شاطئ أتلانتيك أفنيو الشهير المطل على المحيط الأطلسي. وتمتد هذه الملكية على مساحة 22 ألف قدم مربعة تقريبًا، معظمها مغطى بالأشجار.
كما يتمتع "منزل طاحونة الهواء" بخصوصية تامة؛ فالأشجار الكثيفة المحيطة به تخفيه عن العيون، فيما توجد على جانبي الملكية المقام عليها أراضٍ محمية مملوكة لجمعية Peconic Land Trust، وهي منظمة غير ربحية للحفاظ على الأراضي.
Rise Media
حكاية منزل طاحونة الهواء
لمنزل طاحونة الهواء قصة خاصة تعود لأكثر من 180 عامًا. ففي منتصف القرن التاسع عشر، بُنيت طاحونة هواء من 3 طوابق في موقع من تلك الأرض يقع في أعلى نقطة بقرية كويل هيل.
ولمدة 100 عام تقريبًا، ظلت هذه الطاحونة تدور بلا كلل لضخ الماء إلى المزرعة التي كانت تقع عليها. ثم حولها سامويل روبين، مؤسس شركة فابرجيه للعطور، إلى بيت ضيافة ريفي عام 1950. وفي ذلك الوقت، أضاف روبين للطاحونة بناء مكونًا من مطبخ وغرفة نوم وحمام.
Rise Media
في عام 1967، انتقلت ملكية منزل طاحونة الهواء إلى أديبورا آن لايت، وريثة مؤسس شركة الأدوية أبجون، والتي تبرعت بنحو 81 ألف قدم مربعة من الأراضي المجاورة لجمعية Peconic Land Trust.وتشير سجلات الضرائب إلى أن آن لايت امتلكت العقار لمدة تزيد على 10 سنوات. واليوم، يظل منزل طاحونة الهواء، الذي تبلغ مساحته حوالي 1300 قدم مربعة، مكانًا هادئًا في واحدة من أكثر المنتجعات تميزًا وتكلفة في الولايات المتحدة.
يحتوي هذا المنزل على غرفة جلوس وحمام، ومطبخ صغير الحجم مع طاولة مدمجة صغيرة لشخصين، فضلاً عن غرفتي نوم، واحدة منهما في الطابق الثاني. أما الطابق الثالث غير المكتمل، فيضم خزانة ملابس فريدة من نوعها. واللافت هو أن المعدات الميكانيكية لطاحونة الهواء لا تزال محفوظة في هذا الطابق أيضًا. وأمام باب طاحونة الهواء، ينبسط فناء مبلط بالطوب الأحمر يتيح الاستمتاع بنسائم البحر. وثمة أيضا مرآب منفصل يتسع لسيارتين، ومبنى ملحق صغير كان يستخدم سابقًا كاستوديو فني.
Rise Media
قبلة للمبدعين
بالإضافة إلى مونرو وميلر، استضاف هذا المنزل على مر السنين العديد من المبدعين، بينهم الممثل الإنجليزي تيرنس ستامب، والروائي الأمريكي الساخر كورت فونيغت.وعن هذا المنزل، قال وكيل العقارات بوبي روزنبوم من شركة دوغلاس إليمان، الذي أقام فيه لسنوات أيضًا: "هنا تشعر حقًا بجمال الطبيعة".
لا ننسى أيضًا أن منطقة هامبتونز هي المأوى الصيفي لأغنى الأثرياء في العالم وأشهرهم. ولذلك، فإن قيمة هذا العقار لا تتوقف على تاريخه الفني والأدبي فحسب، بل تمتد إلى قيمته التجارية كذلك.