تخال نفسك في جزيرة كابري، ولكن بنسختها المتمددة سحرًا في جزر الكاريبي. فالإطلالة على المحيط من طرف حوض السباحة غير المتناهي الممتد بطول 100 قدم في روك هاوس Rock House، هذا المنتجع الجديد المكوّن من فيلات سكنية نُحتت في جوف جرف جيري منخفض عند الساحل الشمالي لجزيرة بروفيدانسيال بأرخبيل توركس وكايكوس – تلك الإطلالة تكاد توهمك بأنك في رحاب إيطاليا. وحدها المياه الفيروزية بتدرّجاتها الأحلى هنا تشي بالحقيقة.
لكن هذه الخدعة متعمّدة. فبمنأى عن المشهد التقليدي الذي يختزل العطلات في جزر توركس وكايكوس بصورة لكرسي استرخاء فوق الشاطئ وشراب زاهي الألوان، يكشف منتجع روك هاوس على نحو جلي عن الطابع البحري المتوسطي الذي ألهمه، من الصفوف الحجرية بيضاء اللون إلى المطبخ الذي تثريه عناصر من البحر الأدرياتيكي (والذي تتمايز فيه أطباق مثل حساء غازباتشو المنعش، وثمار البحر النيئة التي تُقدم يوميًا وتشمل حبات من محار الاسقلوب متبلة بإتقان بزيت الزيتون المعتق وعصير الليمون الحامض وملح مالدون البحري وبشر الليمون الأخضر).
أما الميزة الأخرى المألوفة أيضًا عند روّاد كان وسانتوريني الدائمين، فهي المستوى الخدمي الرفيع. سواء أكان الضيف قادمًا على متن رحلة تجارية أم على متن طائرته الخاصة، ستقله سيارة رياضية متعددة الاستعمال تنتقل به في غضون عشر دقائق فقط إلى المنتجع حيث يقصد فسحة الإقامة المخصصة له مباشرة ليتمم المرحلة الأخيرة من إجراءات تسجيل الدخول على مهل. يتساءل مساعد المدير باتو إيريم: "جمعتُ بياناتك كلها تقريبًا قبل وصولك. فلمَ أجعلك تملأ بعض الاستمارات فيما ما تنشده حقيقة هو الاستحمام؟".
يحتضن منتجع روك هاوس TCI Rock House، الذي تغلب عليه أجواء حصرية توحي بالحميمية، 46 فسحة للإقامة تتفاوت بين حجرات من فئة الاستوديو، وفيلات بحجرة نوم واحدة أو حجرتين، ولكن ثمة إمكانية لجمع عدد منها في فسحة إقامة متعددة الوحدات.
وبالرغم من أن العديد من الطلبات هنا، من خدمة تنظيف الغرف إلى حجوزات العشاء، يُنسق عبر تطبيق، إلا أن الخدمة المصممة بأدق تفاصيلها على قياس احتياجات الزائر الشخصية تشكل عنصر جذب في جزر توركس وكايكوس: يتخذ إيريم وزميله دانيال هوفمان، المساعد الآخر لمدير المنتجع، التدابير اللازمة لاستقبال الضيوف لحظة وصولهم ليتسنى لطاقم العمل معرفة ما يفضّلونه وما يعزفون عنه في حمياتهم الغذائية، واحتياجاتهم على مستوى النقل، وأي طلبات خاصة ينشدونها.
يشرع روك هاوس أبوابه هذا الموسم ليتجلى الملكية الفندقية الأحدث من مجموعة منتجعات غرايس باي Grace Bay Resorts التي تقود مساعي تطوير جزيرة بروفيدانسيال.
وبالرغم من أن رحلة قصيرة بالسيارة تفصل الزائرين عن قوارب الغوص وأطباق المحار المقرمش في الجزيرة، إلا أن المنتجع يهدف إلى توفير مختلف الفرص الترفيهية للضيوف في رحابه. يقول المدير العام كراوفورد شيرمان: "في الليل سيتحول حوض السباحة غير المتناهي إلى منصة لعروض الأزياء. وبالرغم من أن منتجعنا يوفّر قدرًا عاليًا من الخصوصية إذا كان هذا ما تنشده، إلا أنه يزخر أيضًا بالمرافق المثالية لأولئك الذين يميلون إلى البقاء في دائرة الضوء".
أطلق على المنتجع اسم روك هاوس تيمنًا بألواح لا عد ولا حصر لها من الصخور الجيرية المستخرجة والمحفورة يدويًا والتي تولى مشقة تجميعها عبر أرجاء الملكية حرفيون محليون.
أما فكرة المنتجع، فصاحبتها هي ميليسا، زوجة الرئيس التنفيذي مارك دورليات التي تعمل مستشارة إعلامية ومنتجة ابتكرت العديد من برامج التلفاز من المواقع الصخرية في كان. وتؤكد ميليسا أن الساحل الشمالي في بروفيدانسيال، المقفر من مشاريع الضيافة، سيشكل نسخة جديدة بالكامل من تجربة العطلات في جزر توركس وكايكوس، لكنها نسخة يألفها نخبة المسافرين.
يقول مارك، الذي استحوذ سنة 2016 على الملكية الممتدة على مساحة 14 فدانًا، والتي ستشمل قريبًا وحدات سكنية أكبر ومرافق للرفاه الصحي: "ثمة إحساس متفرّد يتملكك في كان أو ساحل أمالفي. ونحن نعد بأنك ستختبره هنا أيضًا".