فيما تتواصل جهود رأس الخيمة لترسيخ حضورها اليوم على خارطة الإمارات العربية المتحدة للمشاريع السكنية الراقية ووجهات الضيافة الفاخرة - بعد أن كانت طيلة سنين مقصدًا لهواة المغامرات والتخييم في الصحراء وتسلق الجبال - تجلى أحدث مسعى لتحقيق هذه الغاية في الكشف مطلع هذا العام عن ملكية فندقية جديدة لعلامة أنانتارا في الإمارة الشمالية.
منتجع أنانتارا ميناء العرب
أول ما يلفت الأنظار في منتجع أنانتارا ميناء العرب رأس الخيمة هو الموقع المتفرّد الذي يحتكره عند الواجهة البحرية لمجمّع ميناء العرب، متيحًا إطلالات آسرة على جبال الحجر وأفق الخليج العربي. هناك يساورك شعور غامر بأنك في رحاب واحة من واحات جزر المالديف ومنتجعاتها المفتوحة على ألق الطبيعة ومياه المحيط.
وكيف لا تستحضر ذاكرتك أنس فضاءات المالديف فيما تستأثر بحواسك سكينة ملاذ يتمدد في محيط الرمال الذهبية لشاطئه الخاص ومحمية أشجار القرم الطبيعية والبحيرة التي تحاذي فيلاته الطافية فوق صفحة الماء، ولا تكاد تسمع في رحابه سوى تغريد الطيور وهمس الأمواج؟
فسحات عيش مؤنسة
تولت ابتكار المعالم التصميمية للمنتجع شركتا ويلسون أسوشيتس وبيركنز إيستمان باعتماد مقاربة تناغم بين معاني الأناقة العصرية ومؤثرات تحتفي بالتراث العربي فيما تركّز على حماية النظام البيئي المحيط، بما في ذلك أشجار القرم، وموائل السلاحف البحرية، والطيور المهاجرة، وأبقار البحر الأطوم النادرة. أما خيارات الإقامة، فتتوزّع على 174 فسحة تحتفي بمفهوم الرفاهية المستدامة وتتفاوت بين غرف وأجنحة تستوطن المبنى الرئيس للملكية وكتل الأبنية المستلهمة من الرياض، وفيلات من حجرة نوم واحدة أو حجرتين، بعضها ينبسط عند أطراف الشاطئ وبعضها الآخر يرتفع، للمرة الأولى في إمارة رأس الخيمة، فوق صفحة الماء، بما في ذلك فيلا ملكية لمن ينشدون قدرًا أعلى من الخصوصية.
في الفيلات العائمة خصوصًا، التي تحميها أسقف من القش، فيما تصميم مساحاتها الداخلية فسيفساء بألوان السماء والبحر، تزاوج بين أرضيات مكسوة بالخشب، وأثاث مصنوع من مواد صديقة للبيئة، وسجاد يزهو بزخارف تجريدية، وفواصل جدران تستلهم أشكال المشربيات الشهيرة في منطقتنا، يُهيّأ لك ألا حدود تفصلك عن تلك اللوحة الطبيعية التي تتجلى معالمها عبر واجهات زجاجية ممتدة تفضي مباشرة إلى سطح التشميس المؤثث بمجالس وثيرة وحوض سباحة خاصة.
على أن المشهد، الذي يطالعك من كل ركن تقريبًا، يظلّ يتغيّر على إيقاع حركة المد والجزر.
فتارة تزحف المياه بلطف تجاه أشجار القرم المحيطة، وطورًا يتراجع البحر مخلفًا مكانه لطيور البلشون ومالك الحزين التي تخوض في المياه الضحلة. أما إذا أمعنت النظر إلى الأعالي، فإنك قد تلمح طائر نحام زهري اللون أو نورسًا يحلق في كنف الوشاح الناري الذي تفرده شمس الغروب في كبد السماء.
Anantara Hotels, Resorts & Spas
تذكّر فيلات المنتجع الطافية فوق صفحة الماء والمشرفة على أشجار القرم بفسحات الإقامة الفاخرة في جزر المالديف.
رفاه صحي ومغامرات استجمامية
بالرغم من أن أنس الطبيعة الذي يعترش جنبات المنتجع يكفي ليُعتق فؤادك وحواسك من صخب المدينة، إلا أنك لن ترغب في تفويت ذاك الشعور بالرفاه الذي تعد به تجارب العافية في نادي أنانتارا الصحي الذي يضم سبع غرف للعلاج، بما في ذلك جناحان للأزواج، ومجالس للاسترخاء، ومرافق للعلاجات المائية تشمل غرفًا للساونا والبخار وأحواض جاكوزي، فضلاً عن صالون للتجميل. في هذه الواحة التي تنفرد بموقع خاص وسط الحدائق المطلة على البحر وأشجار القرم، نوصيك بألا تكتفي بالعلاجات التقليدية المستوحاة من موطن أنانتارا في تايلاند، وأن تختبر على سبيل المثال تجربة رأس الخيمة الصحية التي تشمل تقشير الجسم بمزيج التمر والملح وعسل أشجار القرم.
وفيما يتكامل النادي الصحي في الطابق العلوي بمركز للياقة البدنية مجهّز بأحدث المعدات، أقيم في الجانب الآخر من المنتجع جناح مفتوح على الأفق البحري ومخصص لتمارين اليوغا التي استغرقنا فيها ذات صباح فاختبرنا منافع تمديد العضلات.
أما إذا كنت ممن يؤثرون موازنة فيض الاسترخاء بجرعة من الإثارة، فإن المنتجع يتيح أيضًا مجموعة من الأنشطة التي تشمل، إضافة إلى السباحة في الحوض غير المتناهي، الرياضات المائية، بما في ذلك الجدف بقوارب الكاياك عبر أشجار القرم، ما يشكل فرصة للاتصال مع الطبيعة واستكشاف النظام البيئي المتنوّع لهذه الواحة، بانتظار أن تكتمل أعمال تطوير مركز للحياة البرية على أرض المنتجع. أما الأطفال والشباب، فاستُحدث لهم ناد خاص.
وفيما يمكن لهذه المرافق والأنشطة أن تكفيك عناء البحث عن متنفّس إضافي، يوفّر المنتجع لهواة الاستكشاف مغامرات خارجية مبهجة، بما في ذلك رحلات السفاري عبر الصحراء، والجولات الثقافية في الإمارة التي تحتضن مواقع تاريخية، ومتاحف، وأسواقًا تقليدية، فضلاً عن تجربة الانزلاق بالحبل عبر أطول مسار فوق قمة جبل جيس، والتحليق بالمنطاد فوق الصحراء لمشاهدة حيواناتها البرية من علو، وزيارة مزرعة إماراتية لتعرف تقاليد الغوص في المحيط بحثًا عن اللؤلؤ المكنون في الأعماق.
Anantara Hotels, Resorts & Spas
فسحة لاستعادة الرفاه وتحقيق العافية في نادي أنانتارا سبا الصحي.
تجارب متنوّعة للذوّاقة
على ما يليق بتجربة إقامة متكاملة، نختبر في رحاب منتجع أنانتارا ميناء العرب مستوى خدميًا غير منقوص، لا سيّما في وجهات الطعام التي ترسم بتنوّعها معالم مشهد يحتفي بالمذاقات العالمية، بموازاة التركيز على المكوّنات المحلية المستدامة. فمن مقهى Waves الذي يحتشد بالزائرين طيلة اليوم، ومطعم Sea Breeze الذي تنشط فيه الحركة خصوصًا ساعة الفطور في الصباح، إلى مجلس Jalabar الذي يتيح اختبار خيارات متنوعة من الأطباق الكلاسيكية المثالية لاستراحة ما بعد السباحة، يحار الضيوف في تحديد وجهتهم المفضلة في أوقات النهار.
Anantara Hotels, Resorts & Spas
مطعم ميكونغ الذي يتيح مغامرة استكشافية لعوالم جنوب شرق آسيا ومذاقاتها.
أما في الأمسيات، فلكم أن تختاروا بين وليمة من المأكولات البحرية والأصناف التي تحتفي بمنطقة الشرق الأوسط في مطعم Beach House الذي تكمله شرفة خارجية رحبة في مواجهة الأفق البحري (والمتاح أيضًا لوجبات الغداء) أو مغامرة استكشافية لعوالم جنوب شرق آسيا ومطابخها التايلاندية والفيتنامية والصينية في مطعم Mekong. على أن بمقدوركم أيضًا الانغماس في تجارب أكثر رومانسية يبتكرها طاه خاص على قياس ذائقتكم لتختبروها في مواقع أكثر خصوصية مثل شاطئ البحر أو شرفة الفيلا.
فيما نستزيد من المباهج التي تتيحها هذه التجارب وغيرها، نُجمع على أن منتجع أنانتارا ميناء العرب يشكل إضافة قيّمة إلى مشهد الضيافة الفاخرة في الإمارة، ويستحق أن يكون وجهة مثالية للعائلات بقدر ما هو مقصد متفرّد للباحثين عن فسحة لأوقات شاعرية.