تتعدد السبل التي تسلكها العلامات الفاخرة لإثراء غلّتها من الساعات النسائية الفاخرة. ولكن بالرغم من تعدد هذه السبل، إلا أن الغاية تظل واحدة، وهي تطوير ابتكارات تليق بالحسان.
ثمة دور تتبنى الإبداع إلى أقصى حد، فتوظّف في ساعاتها الأنثوية أحدث التقنيات التي تعكس منظورًا مواكبًا للعصر، فيما تتكئ دور أخرى على التقاليد الحرفية العريقة لتروي حكايات زاخرة بمعاني الجمال والتمايز. تتباين النتائج باختلاف المنطلقات، وهذا أمر لا مفر منه، على ما يتبين من فرائد الساعات التي نستعرضها هنا والتي تدفع بحدود الممكن في عالم التصميم.
مجموعة منتقاة من الساعات النسائية الفاخرة
Chanel Mademoiselle Privé Pincushion Ring Couture
تُقيم شانيل وزنًا كبيرًا لمفردات التمايز التي تمزج بين الجرأة الإبداعية والتطور التقني والمواد المتفردة، لذا يزدهر معجمها التصميمي بابتكارات تليق بإطلالات الحسان.
تكشّف هذا النهج أخيرًا في مجموعة Couture O'Clock التي تستلهم أدوات الحياكة في عالم شانيل، مثل المشابك والأزرار والدبابيس وتعيد صياغتها على هيئة ساعات ترقى إلى مقام التحف الفنية الجديرة بالجمع.
بين مختلف قطع المجموعة تبرز ساعة Mademoiselle Privé Pincushion Ring Couture بسبب تجسيدها أعلى معايير التمايز. فرموزها مستمدة من وسادة الدبابيس التي يستخدمها المصممون في أثناء حياكة الأزياء كما أنها تتخذ هيئة خاتم بديع التصميم.
تستوطن الساعة الخاتم علبة من الذهب الأصفر بقطر 40 ملليمترًا، تتألق جوانبها بضياء 60 ألماسة بالقطع البراق. وتحت الواجهة المشغولة من البلور الياقوتي، يزهو الميناء بزخارف على هيئة ألحفة، بالإضافة إلى دبابيس ذهبية تشعّ نهاياتها ببريق 20 لؤلؤة مستزرعة و12 ألماسة بالقطع البراق.
ولكن براعة حرفيي شانيل لم تتوقف عند هذا الحد. فزيادة على اللآلئ الذهبية المتناثرة فوق الميناء والعقارب المتمركزة حول نقطة مرصعة بألماسة بالقطع البراق، تنجذب الأنظار أيضًا إلى الحلقة الداخلية المزدانة بالحبيبات الذهبية والحلقة الخارجية المستضيئة بالألماس المرصوص بدقة.
وفي العموم، من الجائز القول إن دار شانيل قد سكبت معارفها الحرفية الممتدة في هذه الساعة التي يقتصر إنتاجها على 5 نماذج فقط.
Chanel
تستمد ساعة شانيل رموزها من وسادة الدبابيس التي تُستخدم في أثناء حياكة الأزياء.
Jaeger-LeCoultre 101 Secrets Watch
تضع جاجيه - لوكوتر أحدث تقنيات صناعة الساعات في خدمة التصميم، إذ تتضافر جهود حرفيي الدار في سبيل تحقيق التوازن بين الرموز الجمالية والعناصر التقنية الدقيقة.
بدأت هذه الرحلة مع المؤسس أنطوان لوكوتر وتواصلت فصولها مع خلفه إلى العصر الراهن، وخلالها ظهر كثير من الابتكارات التي حظيت باستحسان هواة الجمع على نطاق واسع، مثل ساعات Calibre 101.
أبرز ما يميّز طرز هذه المجموعة من الساعات النسائية الفاخرة أنها موجهة أساسًا إلى صفوة الجميلات، وهذا ما لم تشذّ عنه الساعة الأخيرة التي تنضم إلى أسلافها مصحوبة بأسرار لا تدركها إلا مالكتها.
استغرق ابتكار الساعة السوار 101 Secrets Watch بحثًا طويلاً وتداولاً ممتدًا حول السبيل إلى صياغة العلبة وتشكيل السوار ورصّ الأحجار الكريمة من دون المساس بدرجة الفخامة المنشودة.
لذلك، صيغت الساعة مثل سوار من البلاتين. وبالرغم من أن تطويع هذا المعدن من الصعوبة بمكان، إلا أن حرفيي جاجيه - لوكوتر أفلحوا في هذه المهمة، بل زادوا درجة صعوبتها من خلال ترصيعه بضياء 1,024 ألماسة بزنة إجمالية تصل إلى 26.21 قيراط. على أن إجادة الترصيع ليست الشيء الوحيد الذي يُحسب لخبراء الدار.
فالساعة التي تحرسها مصفوفة الألماس تظل متوارية إلى حين الضغط على الزر الخفيّ الذي لا تدرك مكانه إلا المالكة. بضغطة لطيفة، ينفتح قسم صغير من السوار مثل صفحة كتاب، معلنًا عن الميناء المتلألئ بعرق اللؤلؤ.
وعند تحرير الزر نفسه يعود الميناء إلى مخبئه، ليلتئم بذلك مجرى الضياء بعد انقطاعه الوجيز. تحتضن الساعة آلية حركة متناهية الصغر، توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 33 ساعة.
Jaeger-LeCoultre
تحتجب تفاصيل الساعة خلف مصفوفة من 1,024 ألماسة رٌصّع بها السوار المشغول من البلاتين.
Bovet Miss Audrey Purple
منذ أن تولى باسكال رافي إدارة شؤون دار بوفيه، وضع على عاتقه تطوير طرز تجسّد المعايير السويسرية العالية في صناعة الساعات الفاخرة.
ولتحقيق هذا الهدف، عمد رافي إلى تقييد عدد النماذج المطروحة سنويًا لكي يتسنى لحرفييه دفع حدود الإبداع إلى أقصاها بعيدًا عن القلق المتصل بضرورة زيادة المبيعات.
تتكشّف حصيلة هذه الفلسفة التصميمية عند مطالعة مختلف ساعات العلامة، خصوصًا ساعة Miss Audrey التي توشحت أخيرًا بلون بنفسجي لا تخطئه الأنظار.
صيغت هذه الساعة التي تعد من أفضل الساعات النسائية الفاخرة في علبة من الفولاذ المقاوم للصدأ بقطر 36 ملليمترًا، مع قرص يتألق إلى جانب القوس المدمج في الحزام بضياء 103 ألماسات بيضاء بالقطع البراق.
لا بد من الإشارة هنا إلى أن هذه العلبة معززة بنظام Amadeo الذي استغرق تطويره نحو سبع سنوات. وأهم ما يميز هذا النظام المبتكر هو أنه يتيح تحويل هذه القطعة إما إلى ساعة طاولة أو إلى ساعة قلادة حسب ذائقة مالكتها.
مهما كان الحال، فإن الأبصار تنشدّ إلى هذه الساعة بسبب الميناء الوردي المزدان بزخارف غيوشيه وأربع ألماسات والعقارب التي تتخذ هيئة متموجة.
بالإضافة إلى الجماليات المشغولة بعناية فائقة، تنبض الساعة بآلية حركة ذاتية التعبئة توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 42 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 مترًا. كما تكتمل الساعة بحزام مشغول من جلد التمساح وسلسلة طويلة.
Bovet
صيغت ساعة المعصم في علبة من الفولاذ المقاوم للصدأ رُصعت بالألماس واحتضنت ميناء باللون البنفسجي.
Piaget Swinging Sautoir
في عام 2023، قررت دار بياجيه الضرب على وتر الابتكارات التي طرحتها في ستينيات القرن العشرين وسبعينياته من خلال مجموعة تستعيد رموز الساعات القلائد والساعات الأساور.
في عام 2024، وبمناسبة مرور قرن ونصف على تأسيسها، عمدت العلامة إلى توسيع دائرة ما باشرته في العام الماضي بالكشف عن ساعات نسائية فاخرة يتلاقح فيها القديم والجديد بما يناسب تطلعات عاشقات الأناقة الراقية.
تتجسد هذه الفلسفة التصميمية على أكمل وجه في الساعة القلادة Swinging Sautoir التي تتباهى بالفيروز والملاكيت والياقوت الأصفر.
تُبرز هذه القطعة مقدار براعة خبراء الأحجار والصياغة في دار بياجيه، إذ أجادوا إدماج الخرزات الزرقاء والخضراء ضمن السلسلة الذهبية التي انبثقت يدويًا عن تحويل خيوط منفردة إلى حلقات بعضها متصل إلى بعض.
لقد أحسن الحرفيون كذلك إبراز بهاء الساعة المتدلية من خلال ربطها بحجر أكوامارين زنة 6.11 قيراط وياقوتة سريلانكية صفراء زنة 29.24 قيراط.
كما تتخذ العلبة هيئة شبه منحرفة، في إشارة بارعة إلى هيئة الطراز الأصلي الذي ظهر في عام 1969، وتقترن بقرص مرصع بالألماس وميناء أزرق مشغول من الفيروز، وهي قابلة للفصل عن القلادة بفضل نظام مبتكر يتيح ارتداءها على المعصم بسهولة بمحاذاة حزام أخضر مصنوع من الساتان.
جدير بالذكر أيضًا أن الساعة تحتضن آلية حركة من الكوارتز تسير على منوال آلية الحركة التي أدمجتها بياجيه حصرًا في الساعات المرصعة بالأحجار الكريمة بعيد تطويرها في عام 1957.
Piaget
تتدلى الساعة القابلة للفصل عن القلادة من عقد يتباهى بالفيروز والملاكيت والياقوت الأصفر.
Cartier Reflections Yellow Gold
تجيد علامة كارتييه فك ألغاز الوقت من خلال إبداعات جريئة تتلاقى فيها صناعة الساعات الفاخرة بصياغة الجواهر الراقية. لقد كان هذا دأبها منذ عقود، وبسببه استطاعت تقدم منافسيها في ميادين عديدة، قد يكون أبرزها ميدان القطع التي تتناغم فيها الهيئات غير المألوفة مع معاني الأناقة المألوفة، على ما هو عليه حال الساعة السوار Cartier Reflections.
من بعيد، تبدو هذه القطعة مثل منحوتة مشوبة بالانقطاعات، إذ تنشق بعض أقسامها عن زوايا تحول دون انسجام الرموز التصميمية. على أن الارتباك المترتب عن هيئة هذا السوار المصنوع من الذهب الأصفر أمر مقصود.
Cartier
يكشف طرف السوار المصنوع من الذهب الأصفر عن علبة ساعة لا يتعدى سمكها 8.9 ملليمتر.
فقد تعمدت كارتييه مخالفة المألوف لصياغة صنف جديد من الابتكارات العصيّة على التقييد في فئة الساعات النسائية الفاخرة. بعد التمعن في تقاطعات السوار وخطوطه الهندسية البارعة، يكتشف الناظر إلى طرفه المفتوح ساعة مشغولة في علبة من الذهب الأصفر لا يتعدى سمكها 8.9 ملليمتر.
ومن خلال الواجهة المشغولة من البلور الياقوتي، تبرز الرموز المقترنة بعلامة كارتييه، بداية من الأرقام الرومانية الشهيرة ونهاية بالعقارب الذهبية التي تتخذ هيئة سيوف.
يجد هذا الميناء نظيرًا له على الطرف الآخر للسوار، حيث يبدو الوقت كأنه يتحرك إلى الوراء، ما يعزز مقدار التعقيد الذي أسبغته كارتييه على هذه القطعة الجديرة بالاقتناء.
إلى ذلك، وتكملة للجمع المتقن بين الثنائيات المتقابلة، لا سيما الكلاسيكية والعصرية، تحتضن الساعة آلية حركة من الكوارتز توفر مقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 مترًا.