عانت مبيعات تسلا في الربع الأول من عام 2024 بشكل غير مسبوق، إذ شهدت مبيعات انخفاضًا كبيرًا بنسبة تتجاوز 8٪ مقارنة بما كان عليه الحال في الفترة نفسها من العام السابق، وذلك وفق تقرير مبيعات الشركة الذي كشفت عنه نيويورك تايمز.
رغم أن التقرير ركز بشكل رئيس على أعداد السيارات التي سلمتها تسلا في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، إلا أن هذه الأعداد تنعكس مباشرةً على أعداد السيارات المبيعة، كون الشركة لا تكشف عن هذه الأرقام بشكل رسمي.
وفق ما نقله التقرير، فإن أعداد السيارات تقلصت بمقدار 36 ألف سيارة، وهو الانخفاض الذي لم يحدث منذ أزمة كوفيد-19، كما أنه أقل من التوقعات التي وضعتها الشركة والمحللون حول العالم للمبيعات خلال الربع الأول بمقدار 74 ألف سيارة.
ويعد هذا الانخفاض الأول بمعدل سنوي منذ عام 2020، إذ كانت مبيعات الشركة تتعافى دائمًا وتتمكن من تعويض الانخفاضات بشكل مباشر. ولكن يبدو أن وضع قطاع السيارات الكهربائية لن يساعد تسلا على التعافي بسهولة، إذ يمثل هذا العام بداية النهضة الصينية في قطاع السيارات الكهربائية وذلك بفضل بزوغ مجموعة من السيارات الكهربائية الناجحة من أهم الشركات الصينية مثل BYD إلى جانب الشركات الكورية لإنتاج السيارات، وهي التي شهدت مبيعاتها ارتفاعًا كبيرًا خلال العام الماضي ومطلع هذا العام.
على الجانب الآخر، بدأت شركات صناعة السيارات التقليدية مثل مرسيدس-بنز وجنرال موتورز في التريث في تنفيذ خطط التحول الكهربائي بالكامل، وهو الأمر الذي كانت تسعى له الشركات بشكل حثيث خلال السنوات الماضية، وذلك من دون توضيح أي سبب لمثل هذا التحول رغم وجود القوانين التي تجبرها على التحول إلى الطاقة المستدامة.
تسلا تواجه تحديات جمّة
من الملاحظ أن تسلا تواجه تحديات كثيرة في محاولة الانتشار إلى قطاعات جديدة من المستخدمين بعيدًا عن القطاع الأساسي الذي تبنى سيارات الشركة وساهم في نجاحها، إذ تواجه الشركات تحديات في إطلاق طرز جديدة تستهدف فئات مختلفة مثل سايبرتراك CyberTruck التي تستهدف محبي الشاحنات القوية أو رودستر الجديدة التي تستهدف محبي السرعة، إذ يعاني كلا النموذجين في الوصول إلى المستخدمين.
وقد أوضحت تسلا أن سبب انخفاض أعداد السيارات التي جرى تسليمها يعود لنقص حاد في الشرائح تعانيه مصانع الشركة في ألمانيا، وذلك إلى جانب الطلب المتزايد على طراز Model 3 المحسن من دون التطرق إلى أي أسباب أخرى. على أن بعض المحللين يرون أن إيلون ماسك هو السبب الرئيس في انخفاض مبيعات الشركة بسبب شخصيته الجدلية، وهو الأمر الذي أوضحه تقرير رويترز الأخير عن ماسك نقلاً عن شركة Caliber المختصة في تحليل الأسواق.
بالطبع، تسببت هذه التقلبات في انخفاض قيمة أسهم الشركة بمقدار 5٪ عقب ظهور التقارير المختصة بها، فضلاً عن الانخفاض الذي لحق بها في مطلع هذا العام، ليصل إجمالي انخفاض قيمة الأسهم إلى 33٪ تقريبًا عن العام الماضي، وهو ما وضع الشركة ضمن قائمة أضعف الشركات في بورصة ناسداك وS&P 500.
وفي الوقت الحالي، يظل مستقبل تسلا مبهمًا بسبب التخبطات التي تعانيها في تسليم السيارات وإنتاج الطرز الجديدة. ولكن إن نجحت الشركة في إنتاج رودستر بالمواصفات التي وعد ماسك بها، فإن هذا سيسهم في رفع قيمة الشركة وجذب مزيد من المستثمرين إليها.