حُكم على ناشطين بيئيين في بلجيكا بالسجن لمدة شهرين بسبب احتجاج قام فيه أحدهما بلصق يده على الحائط بجوار لوحة فنية شهيرة للرسام الهولندي يوهانس فيرمير، تحمل اسم "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي"، بينما حاول الآخر لصق رأسه باللوحة.
وبحسب صحيفة غارديان البريطانية، فقد طلب المدعي العام الحكم عليهما بالسجن لمدة أربعة أشهر مع وقف التنفيذ لمدة شهرين، قائلاً في جلسة استماع: "إنه عمل فني معلق هناك لنستمتع به جميعًا جرى تشويهه من قبل المدعى عليهم الذين شعروا أن رسالتهم لها الأسبقية على أي شيء آخر". وحكم في النهاية على المتظاهرين بالسجن لمدة شهرين، مع تعليق شهر واحد.
وفي مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع للحادث بمتحف موريتشويس Mauritshuis في مدينة لاهاي الهولندية، شوهد أحد الناشطين المحكوم عليهما يلصق رأسه بالغراء بالعمل الفني الشهير، فيما قام الآخر، الذي لم يصدر حكم بحقه بعد، بسكب علبة من حساء الطماطم على قميص الأول قبل لصق يده على الحائط، وصور شخص ثالث الحادثة.
يبدو أن المتظاهرين لا ينتمون مباشرة لمجموعة حملة Just Stop Oil، لكنهم كانوا يرتدون قمصانًا تحمل اسم المجموعة.
وقد أوضح المسؤولون عن المتحف أن التحفة الفنية التي تعود إلى القرن السابع عشر "لم تتضرر"، وأعيدت للعرض العام في اليوم التالي، فيما أضافت النيابة العامة الهولندية أن إطار اللوحة الذي يعود للقرن التاسع عشر قد تضرر خلال الاحتجاج.
وفي بيان، قال ممثل عن حملة Just Stop Oil: "لم يكن هذا أحد إجراءات Just Stop Oil على الرغم من أننا نقف تمامًا وراء الأشخاص الذين فعلوا ذلك"، مضيفًا: "على الرغم من أن ذلك قد يكون صادمًا، إلا أنه لم يتضرر أحد ولا أي عمل فني في أثناء هذا العمل، في حين أننا إذا لم نوقف الضرر الناجم عن حرق الوقود الأحفوري فلن يتبقى أحد ليحدّق في هذه الروائع البشرية العظيمة".
رسم الفنان الهولندي يوهانس فيرمير لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي Meisje met de parel عام 1665، ولا يُعرف سوى القليل عن الشابة التي صورت في اللوحة، إذ قيل إنها ابنة فيرمير، فيما لا توجد أدلة قاطعة على هذا الترجيح عن شخصية اللوحة التي يُطلق عليها "الموناليزا الشمالية" أو "الموناليزا الهولاندية".
ينبع التشابه الذي يضعه البعض بين هذه اللوحة ولوحة الموناليزا للرسام العالمي ليوناردو دافنشي، من الغموض الذي يحيط بكلاهما، فلا يعلم من هي صاحبة الوجه المرسوم، والسطوع الموجود في كل من ملامح الفتاتين.
ولد فيرمير في مدينة دلفت بهولندا عام 1632 وتوفي عن عمر يناهز 43 عامًا عام 1675. وعلى الرغم من بقاء حوالي 36 لوحة فقط من لوحاته، إلا أن هذه الأعمال النادرة هي من بين أرقى الأعمال الموجودة في المتاحف العالمية. بدأ فيرمير حياته المهنية في أوائل خمسينيات القرن السادس عشر برسم مشاهد أسطورية، لكن معظم لوحاته اللاحقة، خاصة الشهير منها، تصور مشاهد من الحياة اليومية في الأماكن الداخلية. وتتميز هذه الأعمال بنقائها وسطوعها.
يشار إلى أن اللوحة التي تعرض لها الناشطون تنتمي لاتجاه رسم معروف في هولندا، في القرن السابع عشر، يطلق عليه اسم Tronie، ويُقصد به لوحات ترتبط بالحياة اليومية للأشخاص في هذا العصر، وتركز بشكل أساسي على تعبيرات الوجه، والمبالغة فيها أحيانًا. ولطالما ارتبطت هذه الأعمال بتجسيد الأشخاص العاديين مثل المزارع أو المهرج والبائع وغيرهم من نماذج توجد في الحياة اليومية.