أعلنت دار كريستيز أنها حققت في عام 2022 أرباحًا مذهلة بلغت 8.4 مليار دولار، ترجع في معظمها إلى مبيعات المجموعات التي يملكها مالك واحد. وقد جمعت الدار 7.2 مليار دولار من المزادات و1.2 مليار دولار أخرى من مبيعات خاصة.
كان ينبغي أن تكون المناسبة سببًا للاحتفال لكن الرئيس التنفيذي لشركة كريستيز، غيوم سيروتي، خفف من الإثارة من خلال الاعتراف بالوضع المعقد الذي يعيشه العالم حاليًا، سواء كان يدور حول الفن أو غير ذلك.
وقال سيروتي: "في بعض الأحيان يكون سوق الفن مثل الذي يرقص على بركان ساخن عندما نرى ما يحدث في العالم، في أوكرانيا، في إيران، في آسيا، مع وضع فيروس كوفيد الصعب الذي يواجهونه الآن، ومع الركود والتضخم في العديد من البلدان". وأصاف سيروتي: "نحن محظوظون للتعامل مع الفن، والعواطف، وبالطبع الحصول على هذه النتائج الرائعة".
كان نجاح العام مدفوعًا بمبيعات رفيعة المستوى مصدرها الأعمال الفنية التي تستحق مكانة في المتاحف، إذ حققت المجموعة الفنية الشخصية للمؤسس المشارك في شركة "مايكروسوفت"، الراحل بول ألين، أكثر من 1.6 مليار دولار، لتجسد بذلك أكبر عملية بيع لمجموعة مالك واحد في مزاد علني بالتاريخ.
حققت خمسة أعمال ضمن المجموعة ما يزيد على 100 مليون دولار، وشهد المزاد مشاركة أربعة ملايين شخص عبر الإنترنت. وقد لوحظ تفوق بيع مجموعة ألين على مجموعة الأعمال الفنية الخاصة بهاري وليندا ماكلو، وهما زوجان تضمنت تسوية طلاقهما بيع مجموعتهما الفنية من خلال دار مزادات سوذبيز، لتحقق عملية البيع آنذاك 922 مليون دولار.
ستستمر مبيعات المجموعات المثيرة للإعجاب مثل تلك المخصصة لمقتنيات ألين وآن باس وتوماس ودوريس عمان، والتي أقيمت جميعها في كريستيز، وفقًا لجيوفانا بيرتازون، نائبة رئيس قسم كريستيز للأعمال الفنية في القرنين العشرين والحادي والعشرين. ومن المرجح أن تؤدي مثل هذه الأعمال إلى منافسة مثيرة للاهتمام بين دور المزادات الرائدة على حقوق البيع.
يُذكر أن بيع مجموعة بول ألين حطم الأرقام القياسية، وأصبحت لوحة مارلين مونرو Shot Sage Blue Marylin، التي رسمها آندى وارهول، أغلى عمل لفنان من القرن العشرين بعدما بيعت مقابل 195 مليون دولار لتاجر الأعمال الفنية الكبير لاري غاغوسيان. كما أصبحت لوحة Violon d’Ingres للفنان مان راي أغلى لوحة تباع في مزاد على الإطلاق بعدما حققت 12.4 مليون دولار.
شكلت المبيعات الخاصة 1.2 مليار دولار من إجمالي مبيعات كريستيز، فيما حققت الدار 7.2 مليار دولار من المزادات الحية والمزادات عبر الإنترنت. وليس من المستغرب أن تمثل الفئة الفنية الجزء الأكبر من الأرباح التي بلغت 6.2 مليار دولار، بزيادة قدرها 21% عن العام الماضي.
وجاءت المنتجات الفاخرة - وهي فئة جديدة تشمل حقائب اليد والأحذية الرياضية والساعات، لتثبت أنها نقطة دخول رئيسة للمشترين من جيل الألفية - في المرتبة الثانية، إذ حققت 988 مليون دولار للدار.
وقالت الدار إن فئة المنتجات الفاخرة شكلت محط اهتمام 36% من المشترين الجدد، وكان 35% من إجمالي عدد المشترين جددًا في كريستيز، وأكثر من نصفهم يتعاملون عبر الإنترنت. وشهدت فئة الكلاسيكيات، التي تشمل التحف والتذكارات، أكبر زيادة من عام 2021، إذ بلغ مجموعها 789 مليون دولار هذا العام، بزيادة قدرها 37% عن العام الماضي.
أنفق المشترون من الأمريكتين 4.55 مليون دولار في دار كريستيز، وهو ما يمثل حوالي 40% من إجمالي عائدات الدار، بينما شكل المبيعات إلى المشترين من أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا 34% من إجمالي العائدات، بقيمة 1.8 مليار دولار.
وكانت منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي الوحيدة التي شهدت انخفاضًا في المشاركة مقارنة بالعام الماضي، إذ جلبت 833 مليون دولار، أي أقل بنسبة 20% عما كان عليه الحال في عام 2021.
توقعت سوذبيز، المنافس الرئيس لكريستيز، أن تبلغ مبيعاتها حوالي 8 مليارات دولار هذا العام، إلا أن مبيعاتها في قطاعي الفنون والمنتجات الفاخرة حققت في نهاية الأمر 6.8 مليار دولار فقط، بانخفاض 7% عن العام الماضي.