في مناسبة اليوم الوطني السعودي، تُعيد ابنة المملكة، مصممة الجواهر نادين عطّار، سرد حكاية مجد أبصرت النور قبل أكثر من مائة عام.

لكنها هذه المرة تخطّ تفاصيل الحكاية بأبجدية لململت حروفها من شذو أزهار ونباتات يتضوّع عبقها في رحاب المملكة العربية السعودية ورياضها الغنّاء.

نادين عطّار، المفطورة على الشغف باستنباط شوارد المعاني في قصيدة أو معزوفة أو حكاية حلم، لتعيد تشكيلها خطوطًا عذبة وتناسق حجارة ملوّنة يتحقق بها الإبداع، ترجع اليوم إلى أصل جذورها التاريخية لتستنبتها هذه المرة في تصميم Rawda أو "روضة"، القلادة التي تحكي بتفاصيلها المتناغمة قصة مجد استهلّها أمير انطلق في عام 1902 في مسيرته الطموحة لتوحيد المملكة العربية السعودية.

فبعد ضم الرياض والقصيم ونجد، ومن ثم المنطقة الشرقية، واصل الأمير الشاب عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحلته عبر المناطق الغربية الجنوبية ومنها إلى مكّة والمدينة المنورة ليتربّع على عرش نجد والحجاز، حتى كان عام 1932، تاريخ إعلان المملكة العربية السعودية وعلى رأسها مؤسسها الملك عبد العزيز.

Nadine Jewellery

عن قلادة Rawda، المبتكرة في تصميم متعدد الأوجه صيغت تفاصيله المتقنة في محترفات إيطاليا من الذهب الوردي، تقول المصممة السعودية: "يجسّد التصميم مسيرة توحيد المملكة بأسلوب شاعري وعذب. فنحن قوتنا في توحيدنا.

لا شك في أن لكل منطقة عاداتها وتاريخها، لكن توحيدنا تحت راية المملكة جعلنا شعبًا أقوى".

هذا التلاحم التاريخي بين خصوصيات المناطق وقوة التوحيد استحضرته نادين عطّار فوق سطح القلادة روضة فانبعثت زهورها ونباتاتها إشراقات لونية بديعة.

تشكلت معالم الروضة في لوحة عطّار الإبداعية تفاصيل من طلاء المينا وعذوبة حجارة ياقوتية زهرية اللون تتوسطها ألماسة من فئة VS بالقطع الوسادي، تبلغ زنتها قيراطًا ويغلب عليها لون من الدرجة F، فيما يختبئ في جنباتها الفوّاحة قلب نُحت من دفء حجر ياقوتي أحمر.

Nadine Jewellery

بهذه النفائس صوّرت نادين مناطق المملكة العربية السعودية، بعد أن اقتفت بإلهامها أثر المسارات التي مضى عبرها المؤسس الأول في رحلته، فجاءت من المنطقة الوسطى، الموقع التاريخي الذي انطلقت منه مسيرة المجد، بسعفة تختزل مشهد بساتين النخيل المنتجة لأجود أنواع التمور، ولملمت من المنطقة الشرقية بتلات من زهور الياقوتية الصحراوية لتصوّر بها قوة البقاء.

وفيما استدرجت من جبال المملكة في المنطقة الغربية شذا ورود الطائف الشهيرة، أعادت ابتكار ربيع الحدائق في مناطق الجنوب على خدّ القلادة في هيئة زهرة من ياسمين القانة المعمّر ذي اللون الأبيض النقي.

أما المنطقة الشمالية، فجلبت منها البتلات الزهرية والأشواك المميزة لنبات الأثل ذي المنافع العلاجية.

وعلى ما يليق بحكاية تحتجب الأسرار بين سطورها، أخفت نادين عطّار في باطن القلادة إطارًا لصورة يقابلها نقش للمناطق الخمس في المملكة.