لأكثر من ألف عام، اجتذبت هذه الثروات الطائلة اللصوص من مختلف أنحاء العالم، السلاجقة والتشالوكيين والمماليك والمغول، وفي النهاية البريطانيون. وأخيرًا، في أوائل سبعينيات القرن العشرين، جرّدت الهند المستقلة الأسر المالكة من آخر ألقابها ومن قدر كبير من ثرواتها.

ومن أجل الصمود، اتخذ عدد قليل من المهراجات السابقين طريق الضيافة الفندقية، إذ استضاف قصر رامباغ في جايبور الملكة إليزابيث الثانية وجاكلين كينيدي، في حين كان من بين الضيوف المشهورين لقصر تاج ليك العائم في أودايبور ديانا، أميرة ويلز، و(سينيمائيًا) جيمس بوند، الذي أدّى دوره السير روجر مور، حين وصل إلى الفندق متنكرًا في زي تمساح في فيلم Octopussy لعام 1983.

ألوان صارخة تزيّن مساحات فيلا بالاديو. 

لا تزال كلتا الوجهتين تُعدان من بين أفضل الوجهات في العالم، إذ تبلغ تكلفة الإقامة لليلة واحدة ألف دولار في الغرف الفاخرة بما يكفي لإبهار أغنى الأثرياء. ولكن منذ أن تسلل العميل السري البريطاني عبر الباب الخلفي لقصر ليك، وكان ذلك منذ نحو 4 عقود، لم يحظَ قطاع الضيافة في راجستان باهتمام يُذكر. 

ولاية راجستان تتباهى بفنادق راقية جديدة

تغير ما مضى كله في عام 2020 مع ما ثبت أنه طفرة حقيقية في الفنادق الخاصة، وبدأت هذه الموجة بافتتاح تاج فاتح براكاش، وهو قصر صغير أصفر اللون يضم 65 غرفة فقط ويقع فوق بحيرة بيكولا. في العام التالي، افتتحت سيكس سينسز فندق فورت باروارا Fort Barwara، وهو حصن من الحكايات الخيالية يضم 48 جناحًا (العديد منها يتكامل مع شرفات مكشوفة)، وأكثرها تميزًا هو جناح Raja Man Singh الذي يضم حوض سباحة على شكل هلال.  

يحتضن الفندق أيضًا ناديًا صحيًا رحبًا يقع في قصر النساء السابق ويقدم برامج للتخلص من السموم والاختراق الحيوي. أما قصر جوهري، المكوّن من خمسة أجنحة، فيعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر ويقع في سوق للجواهر، وهو أكثر راحة ولكنه ليس أقل جمالاً من باقي القصور الفخمة.

سكان قرية ميدا في جودايبور. 

تتباهى هذه الملكية بتصميمات داخلية أبدعتها ناينا شاه، الهندية الأصل المقيمة في نيويورك، والتي ساهمت دارها في تصميم أزياء راقية مع ألكسندر ماكوين وغوتشي ودولتشي آند غابانا. وتُضاف إلى القائمة فيلا بالاديو الريفية، ذات التصاميم الداخلية الحمراء المفعمة بالحيوية والتي تصدرت أغلفة المجلات في مختلف أنحاء العالم. وفي ذلك تقول باربرا ميوليني، المالكة الإيطالية السويسرية والمقيمة منذ فترة طويلة في الولاية الهندية: "تحيا الهند بقُراها، وقد أردنا أن تتاح للضيوف فرصة تجربة ريف راجستان".

أما تانيا دالتون، العضو المنتدب لشركة Greaves Travel Limited المتخصصة في الرحلات إلى الهند والتي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها، فتقول: "تقدم راجستان مجموعة واسعة من الوجهات والتجارب، بدءًا من الحصون والقصور القديمة حتى الأسواق الملونة، ومدينة البحيرات، وتلال أرافالي الصخرية، وبالطبع الغابات الخادعة التي كتب عنها كيبلينغ باعتزاز كبير". وتضيف دالتون: "حتى الآن، لم ننسق أي رحلتين متشابهتين. وبما أن مشاريع الافتتاح الأخيرة تشمل العديد من المواقع الريفية، مثل فورت باروارا، فإن راجستان تشرع فضاءاتها أمام الجميع".

يقع القصر الذي يشغله فندق رافلز أودايبور على جزيرة مساحتها 21 فدانًا في وسط بحيرة عدي ساجار. 

اختارت رافلز أيضًا مكانًا بعيدًا عندما افتتحت أول فندق لها في الهند، رافلز أودايبور Raffles Udaipur الذي ظهر لأول مرة خلال الجائحة (ومن ثم، لم يلفت النظر كثيرًا). يقع القصر العصري على جزيرة مساحتها 21 فدانًا في وسط بحيرة عدي ساجار، ويتميز بأجواء تراثية ملحوظة ولكنه مجهّز بوسائل الراحة العصرية، من حوض سباحة وملاعب لكرة المضرب إلى ملعب كريكيت ومجموعة فنية.

وكانت هذه البداية فحسب، إذ تعمل رافلز على الكشف عن فندقها التالي، رافلز جايبور Raffles Jaipur المقرر افتتاحه في وقت لاحق من هذا العام. وفي ذلك يقول عمر أكار، الرئيس التنفيذي لرافلز وفيرمونت، والذي يوسّع نطاق السرديات الاستكشافية التي تبدو في كل مكان في المنطقة اليوم: "يقع فندقنا الثاني على بعد ساعة طيران داخلية من رافلز أودايبور، وسيكون منطلقًا مثاليًا للزوار الراغبين في مواصلة رحلتهم إلى راجستان".

ما نعرفه هو أن القلعة المستوحاة من الطراز المغولي، والتي تحيط بها سلسلة جبال أرافالي المهيبة، ستحتوي على 50 فسحة إقامة، العديد منها مزود بأحواض غطس خاصة، بالإضافة إلى ناد صحي شامل ووسائل راحة بتوقيع علامة رافلز. وإذا ما أضفنا إلى تاريخ المنطقة المذهل الممتد عبر 5000 عام الهندسة المعمارية الرائعة، والمهرجانات المذهلة، والسيارات الكلاسيكية، ومباريات البولو، والمواقع التاريخية التي لم يكن من الممكن الوصول إليها سابقًا، وتزايد أعداد الفهود - وهي قصة نجاح في الحفاظ على الحيوانات النادرة - فإن عام 2024 سيصبح عام راجستان.