تعمد فاشرون كونستانتين إلى الإضاءة على تاريخها العريق في قطاع الساعات الفاخرة كلما أكملت عقدًا جديدًا، إذ تتخذ من هذه المناسبة فرصة لاستذكار بداياتها وأبرز المحطات التي ساقتها إلى قمة القطاع. ولم يختلف الحال هذا العام. 
ففي ذكرى تأسيسها المائتين والسبعين، تحتفل الدار بمسيرتها الحافلة بالإنجازات، ليس من خلال إبراز منطلقات رؤيتها التصميمية فحسب، بل عبر طرح نسخة جديدة من ساعة Historiques 222 هي الأولى ضمن مجموعة من الإصدارات المتمايزة التي ستكشف عنها على مدار العام.

مسيرة راسخة في الإبداع الساعاتي المتفرد

بدأ الفصل الأول من هذه الرحلة المتنَاقلة عبر الأجيال في عام 1755، بعدما وقّع جان مارك فاشرون على عقد تدريب سمح له بالانطلاق في طريق التمايز الساعاتي بثقة، وفي وقت لاحق تمرير معارفه إلى الأجيال التالية. 

ومنذ تلك اللحظة التأسيسية الفارقة، سارت فاشرون كونستانتين على درب الإبداع المتسامي في كل ما تضطلع به من ممارسات جمالية وتصميمية وتقنية، حتى أصبحت اليوم مضرب المثل في التمايز والدفع باتجاه الآفاق غير المطروقة.

خلال مسيرتها المتجذرة في الإبداع، طرحت فاشرون كونستانتين مجموعة واسعة من الطرز المجهزة بشتى أنواع التعقيدات، مثل وظيفة الرنين وآلية التوربيون وتعقيد الكرونوغراف والوظائف الفلكية وغيرها الكثير. 

وقد كان القاسم المشترك دائمًا بين إصداراتها هو الإتقان، سواء الجمالي أو التقني، وكذلك السعي نحو حفظ التقاليد الحرفية العتيقة، منذ ساعة التقويم الأولى المحفوظة في سجلات الدار بتاريخ 1790 إلى ساعة Les Cabinotiers The Berkley Grand Complication الصادرة في عام 2024 والتي اجتمع فيها 63 تعقيدًا ساعاتيًا مختلفًا.

احتفاء متواصل بالتمايز

سبقت الإشارة إلى أن فاشرون كونستانتين تحتفل على رأس كل عقد جديد تُكمله بإنجازاتها العديدة في قطاع الساعات الفاخرة، فقد كرّست هذا الاحتفال منذ عام 1995 بإطلاق ساعة رفيعة تستوطن علبة برميلية الهيئة تتمايز بوصلات متحركة، وتحتضن آلية حركة دقيقة تتيح قراءة منسوب احتياطي الطاقة وعرض التاريخ والثواني الصغيرة.

وفي عام 2005، احتفالاً بمرور قرنين ونصف على تأسيسها، أطلقت الدار ساعة Tour de l’Île المشتملة على 16 تعقيدًا في علبة يُمكن مطالعتها من الأمام والخلف، ما جعلها أعقد ساعة تُنتجها فاشرون كونستانتين على نطاق واسع. 

وخلال العام نفسه، طرحت العلامة ساعة Saint Gervais التي حطّم احتياطي طاقتها البالغ 250 ساعة الأرقام القياسية كلها، بالإضافة إلى ساعة L’Esprit des Cabinotiers التي احتجبت تحت بتلات كرة مشغولة من الذهب الوردي في تصميم طافح بالإبداع.

بعد مضي عقد آخر، أضاءت العلامة على تاريخها هذه المرة بطريقة لافتة للأنظار، إذ كشفت عن مجموعة جديدة باسم Harmony تضم طرزًا نسائية ورجالية تستوطن علبًا وسادية الهيئة. وقد برزت من بين سائر هذه الطرز ساعة Harmony Ultra-Thin Grande Complication Chronograph التي جسّد فيها حرفيو الدار براعتهم بتطوير آلية حركة نحيفة حطمت الأرقام القياسية المعروفة آنئذ، وكذلك ساعة Les Cabinotiers Reference 57260 التي تطلّب التأليف بين تعقيداتها التي بلغ عددها 57 تعقيدًا ثماني سنوات من العمل الدؤوب.

بمناسبة ذكرى تأسيسها المائتين والسبعين، تؤكد فاشرون كونستانتين أن هذا العام يحمل في طياته مزيدًا من المفاجآت والإبداعات التي تشهد على علو كعبها في صناعة الساعات، وأول هذه الإبداعات نسخة جديدة من ساعة Historiques 222.

Historiques 222

يستلهم الإصدار الجديد رموز ساعة 222 التي أصدرتها الدار في عام 1977، والتي أضفى عليها المصمم الألماني يورغ هايسِك لمسة جمالية خارجة عن أعراف الساعات الرياضية آنذاك. 

بالإضافة إلى كسر قواعد التصميم المعروفة واستحداث لغة تصميمية جريئة، جسدت هذه الساعة بامتياز أسلوب حقبة السبعينيات، كما أضافت توقيعًا جماليًا جديدًا إلى إرث فاشرون كونستانتين المتنوع أصلاً.

صحيح أن لمحدودية النماذج التي طرحتها الدار من هذه الساعة أثرًا في اندراجها السريع تحت فئة الساعات الأيقونية، لكن السبب الأكبر في تصنيفها هذا هو الرموز الجمالية التي تفردت بها، ولا سيما القرص المخدد والشعار المالطي القابع عليه عند مؤشر الساعة 5 والسوار المدمج الأنيق.

فاشرون كونستانتين تحتفل بمرور 270 عامًا على تأسيسها بإطلاق نسخة جديدة من ساعة Historiques 222

Vacheron Constantin

في النسخة الجديدة من ساعة Historiques 222، التي تلتحق بالنسخة المشغولة من الذهب الأصفر التي طرحتها الدار في عام 2022، تعود الرموز المذكورة بقوة، لكن بعد تطعيمها بالعديد من التحسينات التقنية. صيغت الساعة في علبة مشغولة من الفولاذ المقاوم للصدأ بقطر 37 ملليمترًا، مع قرص مخدد يحتضن عند مؤشر الساعة 5 شعارًا مالطيًا مشغولاً من الذهب الأصفر. وتكتمل هذه العلبة بسوار مدمج بتشطيبات لامعة مُرفق بمشبك ثلاثي الشفرات يُخفي الدبابيس الظاهرة.

عبر الواجهة المشغولة من البلور الياقوتي، يبرز ميناء أزرق أنيق يحتضن نافذة لعرض التاريخ عند مؤشر الساعة 3، وعقارب ومؤشرات مشغولة من الفولاذ المقاوم للصدأ ومطلية بمادة سوبرلومينوفا وضّاءة بلون أبيض عاجي، يتوهج ليلاً بلون أخضر ليموني يُذكّر بلون التريتيوم المستخدم في الساعات التاريخية.

فضلاً عن الرموز الجمالية الأنيقة، تحتضن هذه النسخة آلية الحركة ذاتية التعبئة 2455/2 المطورة بالكامل في محترفات الشركة. تتمايز هذه الآلية بقطر أصغر من سلفها ووزن متأرجح منقوش بشعار 222 الأصلي وزخارف تحاكي أخاديد القرص، كما توفر احتياطيًا للطاقة يدوم نحو 40 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 50 مترًا.

لقد كانت ساعة 222 الأصلية نقطة مضيئة في تاريخ دار فاشرون كونستانتين ومن المرجح أن تُحقق ساعة Historiques 222 الجديدة منزلة مماثلة، بحكم تصميمها الكلاسيكي الذي يستغني عن الزوائد التصميمية لصالح الأناقة الفاخرة والراحة عند الارتداء.