لا تجربة تضاهي استكشاف الأعماق على متن غواصة خاصة فيما لا يفصلك عن مظاهر الحياة البحرية سوى واجهة من الأكريليك. وبالرغم من الجلبة التي أثارها خبر غرق الغواصة تيتان في طريقها إلى حطام تيتانيك قبل نحو عام ونصف، إلا أن القطاع استعاد زخمه مع تزايد الاهتمام في أوساط المغامرين من الزبائن المحتملين. في ما يأتي ثلاث غواصات شخصية تتيح لكم سبر الأعماق.
غواصات ترقى بتجربة المغامرين لاستكشاف الحياة تحت الماء
U-Boat Worx Nautilus
استُلهم اسم الغواصة نوتيلوس، التي تتيح لها منظومة تعتمد الديزل والكهرباء الوصول إلى عمق 150 مترًا، من مركبة الأعماق الخيالية في رواية "عشرون ألف فرسخ تحت البحر" لجول فيرن.
وقد صُممت هذه الغواصة بالتعاون مع الشركة الهولندية المصنعة يو-بوت ووركس بهدف الاستكشاف تحت الماء، إذ يمكنها العمل بشكل مستقل لمدة تصل إلى 12 ساعة، كما أنها تحقق مدى يصل إلى 100 ميل بحري عند الإبحار بسرعة ثلاث عقد، فيما سرعتها القصوى تساوي 10 عقد.
لكن هذه ليست ميزتها الأكثر استثارة للإعجاب. فغواصة نوتيلوس التي تمتد بطول 123 قدمًا مصممة أيضًا للاسترخاء فوق سطح الماء على نسق ما تتيحه اليخوت الفارهة، إذ إنها تكتمل بسطح تشميس مهيب يضم حوض سباحة تملؤه المياه العذبة، وناديًا شاطئيًا يمكن طيه قبل الغوص.
أما في الداخل، فيكمل مساحة المعيشة ومنطقة تناول الطعام مطبخ كامل التجهيز، وفسحات إقامة تتسع لما يصل إلى 10 ضيوف وسبعة أفراد في الطاقم (يبدأ سعرها من نحو 24.5 مليون دولار).
U-Boat Worx
تحتضن الغوّاصة فسحات إقامة تتسع لما يصل إلى 10 ضيوف.
SEAmagine Aurora 80
تسعى سيماجين لمساعدتك على رؤية المزيد من عالم البحار. فقد صُممت غواصتها أورورا 80 لمنح ثلاثة إلى خمسة ركاب إطلالات لا مثيل لها على عالم ما تحت الماء، إذ رُتبت المقاعد بذكاء تحت واجهة شفافة من الأكريليك لضمان استمتاع المسافرين بمناظر بانورامية خلابة.
أما السطح العلوي، فمشغول من خشب الساج الاصطناعي، ومن هناك يقود درج الركاب إلى بوابة الدخول الكبيرة ومنها إلى المقصورة المكيفة. على مستوى الأداء، جُهزت الغواصة بأربع دافعات قوية، ما يتيح الغوص إلى أعماق تراوح بين 300 متر و1300 متر (لثلاثة ركاب فقط).
كما يمكنها المناورة بسهولة في مختلف الاتجاهات بسرعات تصل إلى ثلاث عقد، ما يوفر فرصًا نادرة لاستكشاف الشعاب المرجانية وحطام السفن القديمة وغيرها.
يراوح وزن أورورا 80 بين 7.7 طن و8.8 طن، وتوفر ما يصل إلى 14 ساعة من الاستقلالية في الأداء بفضل بطاريات أيونات الليثيوم متوازنة الضغط التي يمكن إعادة شحنها في غضون ساعتين فقط (يبدأ سعرها من 6 ملايين دولار).
SEAmagine
في غوّاصة أورورا 80، رُتبت المقاعد بذكاء تحت واجهة شفافة من الأكريليك.
Jet Shark
تجمع غواصة جيت شارك بين جسم القرش وقوة القارب النفاث. وعلى الرغم من الإيحاءات في اسمها، إلا أنها تتميز بمخطط طلاء مخصص يجعلها تبدو كأنها خارجة من فيلم Jaws (الفك المفترس).
وعلى ما يقول المصممون، تتمايز هذه الغواصة بحجم أكبر على نحو ملحوظ وسرعة أعلى بكثير مقارنة بما كان عليه حال الجيل الأخير من طراز "سي بريشتر" Sea Breacher، وذلك بفضل محرك V-8 من كودياك مارين مشابه لمحرك شيفروليه كورفيت البحري.
The Jet Shark
تمكّن الزعانف الأربع الصغيرة غواصة جيت شارك من الانزلاق تحت السطح من دون أن تنقلب.
لم يُكشف عن السرعات الحقيقية للغواصة التي بلغت المراحل الأخيرة في تطويرها، لكن المعروف هو أن شقيقتها الأبطأ سي بريتشر تصل إلى سرعة مثيرة للإعجاب تبلغ 43 عقدة (80 كيلومترًا في الساعة) على سطح الماء و17 عقدة (32 كيلومترًا) على عمق نحو 1.8 متر تحت السطح.
تتميز جيت شارك بقمرة قيادة فسيحة ومكيفة الهواء، وتضم أربعة مقاعد مريحة، وأدوات تحكم مزدوجة للقيادة. كما أن زعانفها الأربع الصغيرة تمكنها من الانزلاق تحت السطح من دون أن تنقلب، والغوص لأعماق تصل إلى حوالي ست أقدام في فترات قصيرة (تبلغ كلفتها حوالي 200,000 دولار والطلبات باتت متاحة فيما النماذج الأولية ستُسلم هذا العام على ما هو متوقع).