في يناير الفائت، ألقي القبض على ريتشارد بيل، المالك والمدير الإداري لشركة روما نوميسماتيكس، وهي دار مزادات في لندن تتعامل في العملات القديمة، بتهم متعددة تتعلق ببيع عملات قديمة، من بينها عملة Eid Mar، بملايين الدولارات. 

تُعد هذه العملة واحدة من أكثر العملات ندرة وأغلاها قيمة في العالم، إذ بعد مقتل يوليوس قيصر، قام بروتوس بسك العملات المعدنية لإحياء ذكرى هذا الحدث التاريخي. ومن المعروف أنه لم يتبق إلا ثلاث قطع فقط من عملة Eid Mar، وفي عام 2020، باع ريتشارد بيل وشركته قطعة منها في مزاد مقابل 4.2 مليون دولار، ولكنها بيعت بأوراق غير رسمية.

كان بيل البالغ من العمر 40 عامًا عضوًا في الجيش البريطاني سابقًا، ثم دخل فجأة إلى عالم تجار العملات المعدنية في لندن عام 2009. ظهر بيل كالبرق، وترك بصمته في سوق العملات المعدنية رغم أنه لم يترعرع فيه. وفي غضون عام واحد كان يبيع عملات معدنية بملايين الدولارات.

فصحيح أنه يأتِ إلى هذا المجال عن طريق العائلة، ولم يبدأ العمل عندما كان شابًا، ولكن ببطء وثبات اكتسب سمعته بوصفه خبيرًا، وبطريقة ما، كان لديه دومًا القدرة على الوصول إلى عملات معدنية ذات قيمة عالية.

قام ريتشارد بيل أيضًا بتأسيس دار مزادات حديثة للعملات المعدنية مع كتب لامعة وصور حديثة، وبخلاف زملائه. وفي عام 2014، وضع يده على عملة Eid Mar ويبدو أنه قد حصل عليها من إيتالو فيكي، وهو تاجر عملة إيطالي نشأ في المملكة المتحدة، واشتهر وعلى مر العقود أولاً بوصفه تاجرًا مستقلاً، ثم متعاونًا مع العديد من شركات تجارة العملات الكبيرة. 

فق أوائل التسعينيات، عمل فيكي في شركة CNG الأمريكية. ولكن قُبض عليه وبحوزته كنز من العملات المعدنية اليونانية غير المصرح بها في أثناء محاولته دخول الولايات المتحدة؛ ما أدى إلى بعض المشكلات له ولشركة CNG.

قطعة من أغلى العملات في العالم ولكن يبدو أنها زائفة!

ROMA NUMISMATICS

انتقل بعدها إلى العمل مع المتحف البريطاني الذي يحتوي على عشر عملات يبدو أنه جرى الحصول عليها من فيكي، وفقًا لسجلات المتحف على الإنترنت. وأوضح متحدث باسم المتحف البريطاني أن المتحف ليس لديه مخاوف بشأن مصدر العملات التي حصل عليها من فيكي.

فقد استحوذ المتحف على بعضها عن طريق البيع والبعض الآخر عن طريق التبرع، وجُلبت هذه العملات جميعها إلى المتحف خلال السبعينيات والثمانينيات. في السبعينيات من عمره، بدأ فيكي العمل مستشارًا متخصصًا في روما نوميسماتيكس، وهي الشركة التي يرأسها ويديرها ريتشارد بيل.

 لم يقتصر الأمر على قيامه بإحضار عملة Eid Mar في عام 2013، بل زُعم أيضًا أن فيكي أعطى بيل ما يُعرف باسم عملة صقلية ناكسوس، التي جرى سكها تقريبًا عام 430 قبل الميلاد في مستعمرة ناكسوس اليونانية. وفي المزاد الذي بيعت فيه عملة Eid Mar عام 2020، وصل سعر عملة صقلية ناكسوس إلى 291,682 دولارًا.

ولكن، قبل أن يحاول بيل بيع هذه العملات من خلال دار المزادات الخاصة به، كان قد حاول في الأصل بيعها مباشرة إلى طرف لم يذكر اسمه خلال نسخة عام 2015 من مؤتمر نيويورك الدولي السنوي للنقود، والذي أقيم في فندق والدورف أستوريا في نيويورك. وقتها قال ريتشارد بيل إن عملة Eid Mar جُلبت من «مجموعة سويسرية قديمة» يُعتقد أنها رمز معروف في تجارة الآثار مقابل عنصر مشكوك فيه.

ولما لم يتمكن من إقناع أي مشتر في المؤتمر، أمضى بيل وفيكي السنوات التالية في الاستعداد لتزوير وثائق عملة Eid Mar بهدف بيعها من خلال دار المزادات الخاصة.

من غير الواضح إلى الآن كيف حصل فيكي على هذه العملات المعدنية وما هي المشكلات التي كان هو وبيل يحاولان التستر عليها. ويُعتقد أن هذين الرجلين دفعا أموالاً لتزوير مستندات تقول إن عملة Eid Mar مصدرها مجموعة البارون دومينيك دي شامبيري.

صادرت السلطات عملة Sicily Naxos وعملة Eid Mar، ووُجهت إلى ريتشارد بيل تهم عدة مثل السرقة وحيازة ممتلكات مسروقة، والتآمر، في حين لا يزال التحقيق مستمرًا مع فيكي، ولكن لم يوجه إليه أي اتهام.