انطلقت مهمة بولاريس دون Polaris Dawn بقيادة جاريد إيزاكمان أخيرًا من الأرض على متن الصاروخ فالكون 9 من مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة ناسا، مطلقة طاقمًا مدنيًا بالكامل إلى المدار على أمل القيام بأول عملية سير في الفضاء.
على الرغم من أن الطريق كان طويلاً للإقلاع، إلا أن إيزاكمان وسارة جيليس، مهندسة سبيس إكس SpaceX، خرجا بنجاح من الكبسولة وأمضيا بضع دقائق خارج مركبة دراغون Dragon الفضائية، وهو ما يمثل علامة فارقة جديدة في رحلات الفضاء البشرية.
بدلة سبيس إكس الفضائية لمهمة بولاريس دون
من أجل تنفيذ الجزء الأكثر خطورة من المهمة التي تستغرق خمسة أيام، احتاج رواد الفضاء الأربعة، ومن بينهم طيار المهمة سكوت كيد بوتيت والمسؤولة الطبية آنا مينون، إلى بدلات جديدة للأنشطة خارج المركبة (EVA) لضمان سلامتهم.
صممت البدلات، التي كشفت عنها شركة سبيس إكس التابعة للملياردير إيلون ماسك في مايو 2024، على نحو خاص للسير في الفضاء، وهي تتميز بخوذة مزودة بكاميرا مدمجة وشاشة عرض رأسية، بالإضافة إلى حاجب لتقليل الوهج ومنسوجات حرارية جديدة لزيادة القدرة على الحركة.
مهمة بولاريس دون تمثل علامة فارقة في رحلات الفضاء التجارية
قال مدير وكالة الفضاء الأميركية ناسا، بيل نيلسون: "إن البعثة تمثل قفزة هائلة إلى الأمام لقطاع الفضاء التجاري". وقد تجاوزت الرحلة الرقم القياسي لعام 1966 للرحلات الفضائية غير القمرية ومهمة أبولو 17 إلى القمر في عام 1972، إذ بلغت ارتفاعًا قدره نحو 870 ميلاً. كما حققت إنجازًا آخر مع إكمال أول مهمة خاصة للسير في الفضاء. وقالت سبيس إكس إن طاقم بولاريس دون شاهد شروق الشمس مرة كل 106 دقائق تقريبًا.
SpaceX
كان على الطاقم أيضًا المشاركة في عملية ما قبل التنفس لمدة يومين قبل السير في الفضاء. ووفقًا لبرنامج بولاريس، فهو "مصمم لضمان تكيّف الطاقم ببطء مع الضغط المنخفض مع زيادة مستويات الأكسجين ببطء داخل مقصورة المركبة الفضائية".
وبمجرد الانتهاء من الاستعدادات، كان إيزاكمان أول من خرج من الكبسولة. وبعد أن دخل مرة أخرى، جاء دور جيليس للمغامرة بالخارج. استغرق السير في الفضاء بأكمله أقل من ساعتين، وخلال تلك الفترة، كلف كل من إيزاكمان وجيليس باختبار قدرات البدلة المضغوطة بينما ظل بوتيت ومينون داخل المقصورة.
SpaceX
أُطلقت بولاريس دون بوصفها رحلة تمتد 5 أيام لاختبار مركبة وبدلة فضاء تابعتين لسبيس إكس ضمن أهداف الشركة لتسويق السفر إلى الفضاء. كما تهدف الرحلة إلى اختبار شبكة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية ستارلينك التابعة لسبيس إكس من خلال إرسال بيانات تجارب أخرى على متن المركبة الفضائية، بما في ذلك اختبارات لمدى تأثير الإشعاع بالفضاء في جسم الإنسان.
وقال إيزاكمان الذي موّل الرحلة إن سبيس إكس تعتزم إطلاق بعثتين أخريين ضمن برنامج بولاريس، وتشملان رحلة إلى تلسكوب هابل الفضائي.
قبل العودة إلى الأرض، لا يزال أمام الطاقم حوالي 40 تجربة لإجرائها، بدءًا من اختبار الأجهزة القابلة للارتداء حتى جمع البيانات العلمية وإرسال الاتصالات عن طريق نبض الليزر. وبمجرد اكتمال الرحلة التي تستغرق خمسة أيام، من المتوقع أن تهبط كبسولة سبيس إكس قبالة ساحل فلوريدا.
