وبعد ذلك سيسافر إلى هونغ كونغ للمشاركة في معرض آرت بازل Art Basel قبل أن ينطلق مجددًا إلى نسخة المعرض في ميامي في وقت لاحق من هذا العام. وستتخلل أسفاره أيضًا رحلة إلى موطنه الأصلي البرازيل وكذلك إلى إيطاليا حيث يُصاغ كثير من جواهره.

لذا يسرّني أن أغتنم الفرصة لمقابلته في معرضه الجديد في مايفير، حيث انتقل العام الماضي. يقع المعرض في دور علوي جيد الإضاءة يتباهى بقطع أثاث وأعمال فنية برازيلية تغلب عليها تصاميم من حركة الحداثة في منتصف القرن الفائت، وتشاركه المبنى نفسه صالة العرض الفنية Sprüth Magers. وهذا ليس من قبيل المصادفة، إذا ما أخذنا في الحسبان انتقال خورخيه السلس من عالم الأزياء إلى عالم الفن والتصميم.

وفي هذا يقول المصمم: "خلال جائحة كورونا، كان بعض زبائني يركزون على التصميم والفن أكثر من الأزياء الراقية، والجواهر الراقية تندرج في هذه الفئة". كانت استجابته ذات شقين: جعل مختلف ابتكاراته متاحة عبر الإنترنت، ومنها قلادة عين النمر التي تبلغ قيمتها 900 دولار وعِقد مرصع بالألماس زنته 54 قيراطًا (السعر عند الطلب)، كما ركّز على تقديم قطع تحافظ على قيمتها لاشتمالها على عدد وفير من أحجار الألماس كبيرة الحجم، حتى تصبح في صدارة المجموعات الرئيسة بوصفها قطع جواهر راقية تحمل روح تصميماته المميزة.

وقد ظهر هذا التوجّه بوضوح في معرض Just One Eye، حيث كشف عن أحدث الإضافات إلى مجموعته الأولى Fluid، بما في ذلك خواتم وأقراط محدبة الشكل ومرصعة بالألماس.

وكان خورخيه قد ابتكر هذه المجموعة التسلسلية لصالح برنامج الماجستير الخاص به في كلية سنترال سانت مارتينز في لندن، وهي نفسها التي لفتت أنظار المشترين والمحررين إليه في عام 2010.

منذ عرض شهادة التخرّج، فاز خورخيه بأربع جوائز لتصميم الأزياء الراقية وجائزة Gem لتصميم الجواهر في 2019. وارتدى الجميع ابتكاراته، من المبدعات في شرق لندن إلى سيدات المجتمع في العالم والشخصيات البارزة مثل ميشيل أوباما وبيونسيه.

والجدير بالذكر هو أن إبداعاته تتمايز بخطوط توحي بالرشاقة، وطابع حسي تجريدي يوازن بسهولة بين حس ابتكار متفرّد ومعاني بساطة يمكن التزيّن بها. وفي هذا يقول: "عندما بدأت، كانت لدي رغبة في إحداث ثورة. ما زلت أرغب في ذلك، ولكن في الوقت الحاضر، أشعر بأنني أحدث ثورة كلما صممت مزيدًا من القطع التقليدية التي تعلو فوق التوجهات الآنية".

تتطور قاعدة زبائنه أيضًا، إذ عبّر خورخيه عن شعوره تجاه معرضه في لوس أنجليس قائلاً: "كان من المثير للاهتمام أن أرى المصورين والفنانين والتجار يتفاعلون مع أعمالي. فهؤلاء الأشخاص ينظرون إلى الأعمال الفنية على أنها قطع وأصول". وبالرغم من حضوره المتزايد في هذا المجال، إلا أنه لا يصنّف نفسه فنانًا، إذ يقول: "الغرض من الجواهر هو أن تحظى بالاستحسان وتُجمع وتُلبس".

وفيما يستكشف خورخيه التقاطع بين الفن الراقي والزينة اليومية، يقول إنه "يتحرك في كلا المسارين" بوصفه مصممًا يبتكر قطعه لفئة خاصة من الزبائن، وعلامة متكاملة للجواهر الراقية. وفي هذا يقول: "إنها تبقى رؤيتي الإبداعية. فأنا أقف وراء كل تصميم، لكننا بنينا عالمًا لا يسمح لي بأن أكون النقطة المركزية. إني سعيد لأن الجواهر يمكن أن تتحدث عن نفسها".