فقدت تجارة الألماس بريقها في الآونة الأخيرة، ويريد أكبر منتج في هذه الصناعة استعادة بعض هذا الألق الضائع. تتخذ شركة دي بيرز De Beers إجراءات لتعزيز الطلب على الأحجار الكريمة مرة أخرى من خلال إجراء أحد أكبر التخفيضات للأسعار منذ سنوات، وفقًا لتقرير جديد صادر عن بلومبرغ.
وفي أول عملية بيع لها هذا العام، خفضت الشركة الأسعار بنسبة 10%. بل إنها أجرت ولمرة واحدة تخفيضات أكبر لأسعار بعض الأحجار الكبيرة، إذ تراجعت أسعار فئة واحدة بنحو 25%، وفقاً لمصادر مطلعة.
تلاشي الطلب على الألماس
كانت السنوات القليلة الماضية أقرب إلى رحلة متقلبة لقطاع الألماس. فقد تأثرت الصناعة منذ بداية جائحة كورونا، وكانت أحد الفائزين الكبار بعد أن تحول المتسوقون العالقون في المنازل إلى شراء الألماس وغيره من المنتجات الفاخرة. لكن سرعان ما تلاشى الطلب مع إعادة فتح الاقتصادات، فوجد كثيرون من الناشطين في هذه التجارة أنفسهم مع مخزون فائض دفعوا الكثير مقابله.
وفيما أدت موجة من التضخم إلى انخفاض المبيعات، بدأ الألماس المصنع في المختبرات يسبب تآكل الطلب على الأحجار الطبيعية، وذلك بموازاة تعثر السوق الصينية أيضًا.
سياسات جديدة
ولمنع الأسعار من الانهيار التام، في الخريف الماضي، توقفت أكبر شركتين لاستخراج الألماس: دي بيرز وشركة ألروسا الروسية عن بيع الألماس تمامًا. أوقفت ألروسا - التي تواجه الآن حظرًا على المبيعات في الاتحاد الأوروبي بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا – المعاملات لمدة شهرين اعتبارًا من سبتمبر 2023، في حين حذت شركة دي بيرز حذوها في أكتوبر. وقد استأنفت الشركتان مبيعات الأحجار الخام حتى نهاية عام 2023 بعد أن بدا أن السوق استقر.
سمحت دي بيرز في السابق لعملائها برفض الأحجار الكريمة التي تعاقدوا على شرائها لآخر عمليتي بيع لعام 2023، مع عدم خفض أسعارها رغم الانخفاضات في السوق الأوسع. لكنها ألغت اليوم هذه المرونة في رفض الأحجار.
خفض أسعار الألماس
مع انطلاقة عام 2024، أجرت شركة دي بيرز أكبر تخفيضاتها في الأسعار على فئة "المنتجات المختارة" التي تشمل الألماس الذي يراوح حجمه بين قيراطين إلى 4 قراريط، والذي عادة ما يقسم إلى أحجار أصغر تُقطع لاستخدامها في خواتم الزفاف. وشهدت هذه الفئة من الألماس، التي كانت عرضة للمنافسة من الألماس المصنوع في المختبرات، تخفيضًا بنسبة 25% من قبل شركة دي بيرز.
يذكر أن آخر مرة قدمت فيها الشركة هذا الخصم الكبير كانت في عام 2019 عندما واجهت فائضًا في المعروض من الحجارة. الآن سيتعين على شركة دي بيرز أن ترى ما إذا كان الإجراء الأخير الذي اتخذته كفيل بأن يضيء مستقبل الصناعة.