خلافًا لما هو عليه الحال في العالم الطبيعي، حيث يتجسد التعقيد الشديد في تصاميم أنيقة - على سبيل المثال، دوّامة فيبوناتشي في قلب زهرة تبّاع الشمس - فإن قطاع السيارات الحديث سوقٌ يسود فيها تماثلٌ يتبع فيه الشكلُ الوظيفةَ. مع ذلك، تظل شركة باغاني أوتوموبيلي مرادفًا للهندسة الرائعة والحرفية.

يُطلعنا كريستوفر باغاني، رئيس قسم التسويق ونجل المؤسس هوراسيو باغاني، على ما يُغذي نهج الصانع الإيطالي والسبب في تمرد آخر طرزه على المألوف، والحديث هنا عن سيارة "يوتوبيا" Utopia المتفوقة الأداء التي تنتج قوة تساوي 864 حصانًا، بسعر يقل بقليل عن مليوني دولار، ونماذج انحصر عددها في 99 نموذجًا، بيعت كلها قبل عام من الإطلاق الرسمي.

هلا وصفت لنا فلسفة باغاني؟

إننا نرى في فلسفتنا مزيجًا من الفن والعلم. إنها فلسفة تعود إلى ليوناردو دافنشي الذي قرأ عنه والدي للمرة الأولى عندما كان عمره 12 عامًا أو 13 عامًا، ولا يزال يدرس أعماله يوميًا. أما الركيزة الأخرى التي تقوم عليها علامتنا، فتتمثل في كون كل سيارة نصنعها هنا في مودينا امتدادًا للزبون. يُضاف إلى ذلك أننا نُطور سياراتنا لتجسّد ذروة ما وصلت إليه التكنولوجيا.

بالحديث عن "الامتداد"، إلى أي حد يتدخل الزبون في مسار الإنتاج؟

لطالما سعى والدي إلى إثارة حماس الزبون. فإذا كان الإنتاج يقتصر سنويًا على عدد محدود من السيارات، عندها يمكن قضاء الوقت مع الزبائن ومعرفة هواياتهم وشخصياتهم. كلما أنصتت إليهم أكثر، زادت قدرتك على ترجمة هذه المشاعر في السيارة.

بالرغم من أن سيارة "يوتوبيا" تزهو بتصميم يبدو بسيطًا، إلا أن تفاصيلها الهندسية تجعل منها آلة شديدة التعقيد.

بالرغم من أن سيارة "يوتوبيا" تزهو بتصميم يبدو بسيطًا، إلا أن تفاصيلها الهندسية تجعل منها آلة شديدة التعقيد.


من أين استلهمتم فكرة سيارة "يوتوبيا"؟ وكم من الوقت استغرق تطويرها؟

كان يهمّنا أن نبتكر سيارة تستخدم محركًا يعمل بالاحتراق الداخلي، ولذلك فإن هذه السيارة مجهزة بمحرك V-12 من اثنتي عشرة أسطوانة ومن دون أي نظام هجين، فضلاً عن ناقل حركة يدوي. كما تمتاز سيارة "يوتوبيا" بأسطح ناعمة وأنيقة الخطوط تنساب على الهيكل.

بالرغم من أن تصميمها يبدو بسيطًا، إلا أن تفاصيلها الهندسية تجعل من هذه السيارة آلة شديدة التعقيد. فقوتها السفلية تساوي أو تتجاوز قوة سيارة Huayra Roadster BC التي جهزناها بكثير من الرفارف وإضافات متنوعة تعزز مزايا الديناميكية الهوائية.

تستغرق معظم الشركات المنافسة من 18 شهرًا إلى 24 شهرًا لابتكار سيارة واحدة، فيما استغرق تطوير سيارة "يوتوبيا" ست سنوات. فغايتنا ضبط التفاصيل المرغوبة على الوجه الصحيح، مهما كانت التحديات. لهذا ليس مفاجئًا أن تكون هذه السيارة طرازنا الثالث فقط، مع أن العام المقبل يصادف الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيس الشركة.

أشرت إلى أن مزايا الديناميكية الهوائية في سيارة "يوتوبيا" أكثر سلاسة. فما هي الاختلافات الأخرى التي تمتاز بها هذه السيارة عن الطرز السابقة؟

عندما نشرع في ابتكار سيارة جديدة، فإننا نقصي أي أفكار مستعارة من الطرز السالفة. تُقدم سيارة "يوتوبيا" تجربة قيادة مغايرة، لأنها مزودة بمحرك V-12 معزز بشاحن توربيني مزدوج، وقادر على إنتاج قوة عزم دوران تساوي 1,100 نيوتن متر.

وغني عن القول إن إدارة هذا المقدار من قوة عزم الدوران في سيارة تزن 1,300 كيلوغرام فقط أمر مبهر. أردنا أيضًا تزويد السيارة بعجلات أمامية قياس 21 بوصة وعجلات خلفية قياس 22 بوصة، وهذا إطار ضخم صنعته شركة بيريللي خصيصًا لهذه السيارة. لم يكن القصد من استخدام هذه الإطارات الإبهار فحسب، ولكن تعزيز القيادة السلسة أيضًا. 

نهج متفرّد تتبنّاه علامة باغاني في صياغة معالم سيارة Utopia التي تتمرد على المألوف

قلت إن تزويد سيارة "يوتوبيا" بمحرك احتراق داخلي كان من الأهمية بمكان. فهل تخضع الشركة للجدول الزمني نفسه الخاص باستخدام المحركات الكهربائية مثل كبار صناع السيارات، في حالة قوانين تنظيم الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي؟

عندما يتعلق الأمر بهذه القوانين، فإن مجال حركتنا أوسع. تلقينا أخيرًا تحديثًا مفاده أن صغار الصناع يمكنهم استخدام محركات الاحتراق الداخلي لفترة أطول بكثير، قبل الاضطرار إلى استخدام المحركات الكهربائية.

بالعودة إلى ليوناردو دافنشي، كيف تتصور رد فعله على سيارة "يوتوبيا"؟

عندما أطلقنا "يوتوبيا"، عرضنا بجانبها ست رسومات أصلية تعود إلى ليوناردو دافنشي كنا قد حصلنا عليها سابقًا. أتصور أنه سيكون شديد التدقيق، مثل والدي. لن يقول إنه يحبها، ستعلو الابتسامة وجهه، لكنها ستختزل ما هو مرجو.