لم يكن السبب الذي يقف وراء إنتاج Bugatti Type 52 من بوغاتي هو مجرد توفير نسخة مصغرة عن واحدة من أفضل سيارات سباق الصانع الفرنسي، تُعرض بوصفها وسيلة دعائية في المعارض أو الفعاليات التي تحتفي برياضة السيارات. 

فقد قرر إيتوري بوغاتي إنتاج السيارة، التي باتت تُعرف باسم Baby Bugatti (في إشارة إلى كونها موجّهة للفتيان الذين تراوح أعمارهم بين 6 سنوات و8 سنوات)، لتُقدم هدية بمناسبة عيد ميلاد ابنه الأصغر رونالد قبل أن تتحوّل إلى حلم لعدد حصري من الفتيان الذين يلهمهم عالم السيارات المثير.

Baby Bugatti

صُممت السيارة بدايةً لتحاكي مظهر شقيقتها الكبرى Bugatti Type 35 Grand Prix التي نالت الكثير من الاهتمام، الأمر الذي شجع بوغاتي على إنتاجها بأعداد تفوق ما كان مقررًا. 

وفيما لم يتبق سوى عدد قليل من نسخ السيارة الأصلية، قرر فارس بوغاتي الأول، السائق الرسمي للشركة بيار هنري رافانيل، أن يعيد إحياء سيارة Type 52 المميزة من خلال شركته الخاصة Nations Racing Legends عبر سلسلة محدودة الإنتاج لا تزيد على 99 نسخة مصنوعة يدويًا.

ورغم أنّ رواية رافانيل مع بوغاتي بدأت مع بداية الحقبة الحالية للصانع الفرنسي، أي منذ إنتاج طراز فيرون طيب الذكر والذي يُعد من الطرز المعاصرة البعيدة كل البعد عن الهندسة التي قامت عليها كل من Type 52 وType 35 Grand Prix قبلها، إلا أنّ شغف السائق الشهير بالعلامة ولد الرغبة في نفسه للارتباط ليس بحاضر بوغاتي فحسب ولكن بماضيها المجيد أيضًا. وقد لا يكون ثمة ابتكار أفضل من Bugatti Type 52 لتوثيق هذا الارتباط.

وفرت بوغاتي لفريق الإنتاج مخططات أرشيفية تتيح بناء نسخ جديدة تكون مطابقة إلى أقصى حد للطراز الأصلي.

Bugatti

وفرت بوغاتي لفريق الإنتاج مخططات أرشيفية تتيح بناء نسخ جديدة تكون مطابقة إلى أقصى حد للطراز الأصلي.

يمكن القول إن كل نسخة من نسخ السيارة تتجاوز حدود المحاكاة المباشرة للتصميم الأصلي، لتكرّم إرث بوغاتي وإبراز جوهر الصناعة اليدوية الفرنسية عالية الحرفية.  لتحقيق هذا الغاية، سافر رافانيل عبر فرنسا بحثًا عن حرفيين تتيح مهاراتهم في مختلف المجالات إحياء المركبة الأسطورية بأدق تفاصيلها. 

ونظرًا للعلاقة المميزة بين بوغاتي ورافانيل، وفرت العلامة الفرنسية لفريق الإنتاج في شركة Nations Racing Legends عددًا كبيرًا من المخططات الأرشيفية التي تحدد تقنيات إنتاج السيارة، بهدف الوصول إلى نسخ جديدة تكون مطابقة إلى أقصى حد للطراز الأصلي. 

وبذلك تمكّن فريق رافانيل من إعادة إنتاج قضبان الإطار الفولاذي، وهيكل السيارة المصنوع من الألمنيوم المطروق يدويًا، ومبرّد النحاس المطلي بالنيكل، والمقاعد المكسوة بالجلد بالشكل الذي كانت تعتمده بوغاتي في بدايات القرن الماضي.

جرى تخصيص 60 نسخة من السيارة للزبائن المميزين كي يختاروا الألوان المفضلة لديهم، مع تحديد بعضها كي تكون مطابقة للألوان التي استخدمت في سباقات بوغاتي في الماضي الجميل. 

وتمثل هذه الألوان الأيقونية كلاً من فرنسا، وإيطاليا وموناكو، وكلها جزء من نسيج تاريخ سباقات السيارات الطويل والمليء بالعراقة.