يبدو قطاع صناعة الساعات متجذرًا في أرض التقاليد لدرجة أن العديد من العلامات تُعيد إصدار الطرز القديمة بهدف زيادة نشاطها التجاري، إلّا لويس فويتون.
تحت إشراف جان أرنو، مدير قسم الساعات في لويس فويتون، والابن الأصغر لرئيس مجموعة LVMH برنارد أرنو، تعكف الدار الفرنسية على ابتكار بعض الساعات الأشد تعقيدًا والأكثر تقدمًا في العالم.
وخير مثال على ذلك طُرز Tambour Moon Tourbillon Volant الشفافة التي ظهر ثلاثة منها لأول مرة في عام 2021. ومع النسختين الجديدتين اللتين طُرحتا في فصل الربيع، ارتفع العدد الإجمالي إلى خمسة طُرز، وهذا ما جعلها أول مجموعة ساعات مشغولة في عُلب من البلور الياقوتي تنال دمغة جنيف المرموقة.
يُذكر أن الساعات الوحيدة التي يمكن أن تنال هذه الشهادة المميزة هي تلك التي صنعت عُلبها ومُكونات آلية حركتها يدويًا في محترفات جنيف وفقًا لأعلى المعايير الحرفية الممكنة.
يجري تصنيع العديد من هذه المكونات وتجميعها في مُحترف La Fabrique du Temps، وهو محترف متخصص استحوذت عليه مجموعة LVMH في عام 2011، وذلك بعد أربع سنوات فقط من تأسيسه على يد الصانعيْن الخبيريْن مايكل نافاس وإنريكو باربازيني، اللذين أسّساه بعد العمل معًا في باتيك فيليب وفرانك مولر.
في تصريحٍ لمجلة Robb Report، يقول نافاس: "إن فلسفة محترف La Fabrique du Temps تتوخى ابتكار ساعة مثالية تخلو من العيوب"، ويشير كذلك إلى أن الحرفيين قد يَقضُون أسابيع في صقل المكوّنات وتشطيبها قبل بدء عملية التجميع. والأمر يستحق بلا شك هذا العناء كله.
فالساعة المجهزة بآلية حركة ذاتية التعبئة والمعززة بآلية توربيون تتمايز بعلبة شفافة للغاية صيغت من مادةٍ تحتلّ المرتبة الثانية بعد الألماس من حيث الصلابة. ينطوي إنتاج هذه العلبة على عملية دقيقة جدًّا لدرجة أن الشركة لم تُرِد الكشف عن عدد النماذج التي تصنعها سنويًا. على أن سعر الساعة، الذي يبلغ نحو 410,000 دولار، يعكس حقيقة مدى التعقيد في هذه العملية.
يقول نافاس: "لا تزال لويس فويتون فتيّة في قطاع صناعة الساعات - عمرها 21 عامًا فقط - وهذا ما قد يكون عائقًا أو يُعد مشكلة. ولكننا نرى في هذه الحداثة فرصة سانحة لابتكار ساعات جريئة".
1. تصحيح الألوان
يُستخدم البلور الياقوتي في خمسة ظلال لونية هي: الأزرق والأحمر والأبيض والأخضر والأصفر. في البداية، يتخذ البلّور هيئة مسحوقٍ من أكسيد الألمنيوم، ثم تبدأ عملية التلوين التي تقتضي طرق تصنيع مختلفة بناءً على اللون المرغوب، على أن تحقيق اللون الأزرق يستغرق وقتًا أطول مقارنة بالألوان الأخرى.
في أثناء هذه العملية، يُمكن أن تظهر تباينات لونية دقيقة على البلور، غير أن إجراء فحصٍ لمراقبة الجودة يضمن أقصى قدر ممكن من الاتساق اللوني.
Louis Vuitton © Alex Teuscher
2. فضّ الكُتل
ما إن يتحوّل المسحوق إلى اللون المطلوب، يجري تسخينه على درجة حرارة تفوق 3,600 درجة فهرنهايت، وهذا ما يحيله إلى كتل من الكريستال الياقوتي.
وبعدها، يستخدم الخبراء أدواتٍ برؤوس من الألماس لتشكيل أسطواناتٍ انطلاقًا من الكتل التي خضعت للتبريد. ومن هذه الأسطوانات، تُصنع ثلاثة مكوّنات: الجزء الأوسط من العلبة، والجزء الخلفي، والجسر.
Louis Vuitton © Alex Teuscher
3. مسار بناء شاق
يتطلّب تشكيل علبة واحدة 420 ساعة من التفريز بعجلة صقل ألماسية والتشطيب بمزيج خاص من مسحوق صقل ألماسيّ والزيت: يستغرق إكمال الجزء الأوسط من العلبة 250 ساعة، فيما يستغرق بناء الجزء الخلفي 110 ساعات.
أما الجسر الذي يحمل شعار "LV"، فيحتاج بناؤه إلى 60 ساعة. جدير بالذكر أن الصانع اضطر إلى تعديل إحدى الأدوات لصقل العلبة المقعرة المميزة.
Louis Vuitton © Alex Teuscher
4. حصاد الزوابع
صُممت آلية الحركة LV90 للفت الانتباه إلى التوربيون المحلق، وهي آلية تُقاوم تأثيرات الجاذبية على الميزان وعجلة التوازن، ما يسهم في تعزيز دقة الساعة.
Louis Vuitton © Alex Teuscher
5. أعمال داخلية
تحتوي آلية الحركة ذاتية التعبئة LV90 على 165 مكوّنًا تُصقل كلها يدويًا قبل التجميع. ومن أصل عشرين صانع ساعات يعملون في محترف La Fabrique du Temps المبين في الصورة، خمسةٌ فقط يمتلكون المهارات اللازمة لتجميع مكوّنات آلية الحركة.
Louis Vuitton © Alex Teuscher
6. توقيع مميز
يبرز الجسر الذي يحمل توقيع لويس فويتون عند مؤشر الساعة 9 ويُعد لمسة جمالية بارعة تُسهم في الربط بصريًا بين العلبة والمكوّنات القابعة داخلها. ويُثبّت هذا الجسر بعناية في أثناء تجميع الآلية.
Louis Vuitton © Alex Teuscher
7. يد العون
يجري تصنيع العديد من مكوّنات الساعة داخليًا في المحترف، ولكن بعضها مصدره شركاء خارجيون. وفي هذا يقول نافاس: "نحن نُفضّل إبقاء نطاق الشركة محدودًا، ولهذا نتعاون مع أفضل المزوّدين". في الصورة، يضيف أحد الحرفيين العقارب السويسرية الصنع إلى آلية الحركة.
Louis Vuitton © Alex Teuscher
8. لمسات نهائية
بعد شهر من العمل على آلية الحركة وحدها، يُحكم إغلاق الساعة، وهي لحظة مُرضية للحرفيين. وفي هذا يقول نافاس: "يُحب صانعو الساعات العمل في شركتنا لأن بإمكانهم العمل على الساعات بأنفسهم من البداية إلى النهاية"، أي أنهم يشرفون على العملية برمّتها. ويُضيف: "أستطيع أن أخبرك باسم الصانع الذي أشرف على كل ساعة".
Louis Vuitton © Alex Teuscher
9. تدقيق محكم
بمجرد أن يُحكم إغلاق الساعة، تُفحص بعناية للتأكد من نقائها ومقاومتها للمياه ودقتها في ستة أوضاع. بعد ذلك، تُرسل إلى مؤسسة "تايم لاب" Timelab المسؤولة عن تقييم الساعات وتحديد أحقّيتها في نيل دمغة جنيف، وهي عملية تستغرق أسبوعين على الأقل. وإذا اجتازت الساعةُ المعاينةَ باستحقاق، تُعاد إلى الصانع وعليها دمغة جنيف Poinçon de Genève.
Louis Vuitton © Alex Teuscher
10. جاهزة لتزيّن معصمك
Louis Vuitton © Alex Teuscher
قبل الوصول إلى معصم مالكها الجديد، تُجهز كل ساعة شفافة من هذه الساعات بحزام من جلد التمساح، في لمسة أنيقة وبسيطة تُبرز الإتقان الذي تطلّبه ابتكار العلبة ومكوّنات آلية حركتها.