وقد جاءت هذه الساعة، التي تتبّع باحثو دار فيليبس للمزادات تاريخها بحذافيره، لتتألق بين المجموعة المعروفة لاتصالها بالإمبراطور الصيني بوئي، آخر أباطرة سلالة تشينغ، والذي اضطر للتنحي عن عرشه لينتهي به الأمر في ما بعد بستانيًا يعتني بالحدائق.

ساعة Reference 96 Quantieme Lune.. إنجازٌ غير مسبوق

كانت هذه الساعة، التي رافقت بوئي مدة سجنه في معسكر خاباروفسك عام 1945 عقب اتهامه بارتكاب جرائم حرب وتُعد من الساعات النادرة، إنجازًا غير مسبوق عندما طرحتها باتيك فيليب لأول مرة، إذ جمعت بين وظيفة أطوار القمر وتقويم ثلاثي للتاريخ، وهو الأمر الذي كان تحقيقه صعب المنال وقتها.

مع أن آثار الزمن ظاهرة على الساعة، إلا أنها تُحافظ على الرونق المعروف عن ساعات اليد المستديرة، إذ تتمايز بتلك الخطوط الأنيقة التي أصبحت دارجة في مجموعة ساعات كالاترافا. صيغت هذه الساعة في علبة من البلاتين بقطر 30 ملليمترًا، واقترنت بتاج كبير وقرص مصقول وعروات مستدقة ومائلة، وكلها عناصر تعيد إلى الأذهان أسلوب باوهاوس المميز الذي كان سائدًا حينها.

وما يزيد من تمايز هذه الساعة التي كانت مملوكة للإمبراطور بوئي أنها تحمل توقيع الصانع السويسري الشهير أنطوان غيرلاش، الذي كان وراء تطوير علب ساعات مميزة لدار باتيك فيليب.

بالإضافة إلى ذلك، تحتضن علبة الساعة ميناءً غير مألوف، يتداخل فيه اللون الأبيض المائل إلى الأصفر واللون النحاسي، كما يظهر عليه تقويم فرنسي، وحلقة خارجية شبيهة بالروليت. وقد جاءت نافذة أطوار القمر عند مؤشر الساعة 12، في حين استقرت نافذتا عرض التاريخ وسط الميناء.

وجدير بالذكر أن باتيك فيليب اشترت ساعة Reference 96 Quantieme Lune مماثلة في عام 2002 مقابل مليوني دولار في مزاد نظمته دار سوذبيز، فيما اقتنى أحد جامعي الساعات النموذج الثاني من هذه الساعة في عام 1996.

وبالنظر إلى ما دفعته باتيك فيليب قبل عشرين عامًا، فمن المتوقع أن يتجاوز سعر النموذج الثالث من هذه الساعة سقف الثلاثة ملايين دولار.

يشار إلى أن دار فيليبس ستعرض ساعة الإمبراطور بوئي، بالإضافة إلى مجموعة من أشيائه الخاصة الأخرى، في مزاد هونغ كونغ في 23 من شهر مايو الحالي.