ظل تعقيد الكرونوغراف يُنسب إلى الصانع الفرنسي نيكولا ريوسيك منذ عام 1821 في ظل إجماع على أن هذا الابتكار من بنات أفكاره.
على أن عرض ساعة Compteur de Tierces في أحد المزادات التي نظمتها دار كريستيز في عام 2012 قلب موازين التاريخ المثبت لهذا التعقيد.
كانت الساعة المعروضة من تصميم صانع حاذق آخر هو لويس موانيه، وقد سبق ظهورها ظهور ابتكار ريوسيك بنحو ست سنوات، إذ تمايزت بوظائف البدء والإيقاف والضبط المتأتية عن الأزرار الضاغطة، شأنها في ذلك شأن ساعات الكرونوغراف الحديثة.
الجدل القائم حول أصل هذا التعقيد يقابله جدل من نوع آخر، يتوخى تحديد الدار التي حازت قصب السبق في تطوير أول ساعة كرونوغراف حديثة. فالاستفسار عن الأمر من هواة الجمع كفيل بإفاضة اللبس حول هذه المسألة، بين من يقول إن السبق كان لدار زينيث، وبين من يرى أن سيكو تقدمت منافسيها في هذا الميدان، وبين هواة آخرين يميلون إلى تاغ هوير.
5 ساعات كرونوغراف حديثة صدرت هذا العام
مهما كان الحال، يبقى من المؤكد أن هذا التعقيد الساعاتي المبهر يُعد الأشهر في قطاع صناعة الساعات الحديثة وبسبب شهرته الكبيرة تتنافس العلامات في الارتقاء به عامًا تلو الآخر، على ما يتبين في هذه الطرز التي صدرت كلها في عام 2024.
Parmigiani Fleurier Tonda PF Sport Chronograph
تعكف برميجياني فلورييه على استنطاق الجماليات الراقية وتجسيدها في ساعات فاخرة ذات طابع رياضي، ما يجعلها خير رفيق للباحثين عن الاستمتاع بأجواء العمل والإنتاجية وأجواء العطلات والترفيه.
وقد تبيّن هذا التوجه أخيرًا في ساعة Tonda PF Sport Chronograph. تلقت الساعة التي تستوطن علبة من الفولاذ المقاوم للصدأ بقطر 42 ملليمترًا عناية فائقة، تتجلى على القرص المزدان بأخاديد أكثر بروزًا يبعث الضياء في ثناياها بريقًا لا تخطئه العين.
تمتد العناية الحرفية الرفيعة إلى الميناء أيضًا، إذ يتباهى بزخارف غيوشيه مثلثة الهيئة، كما يحتضن ثلاثة موانئ فرعية متناغمة تزهو بلون "رمادي لندن" London Grey. يستقر عداد الدقائق الثلاثين عند مؤشر الساعة 3، فيما يستقر عداد الساعات الاثنتي عشرة عند مؤشر الساعة 9.
أما عداد الثواني الصغيرة، فإنه يتخذ موقعه عند مؤشر الساعة 6. يحتضن الميناء أيضًا نافذة لعرض التاريخ بين مؤشر الساعة 4 والساعة 5، فضلاً عن عقارب ساعات ودقائق مخرومة ومصقولة بالروديوم ومطلية بمادة سوبرلومينوفا الوضاءة.
لم تقصّر برميجياني فلورييه في تجويد الرموز الجمالية للساعة والأمر نفسه ينطبق على آلية الحركة ذاتية التعبئة التي تتمايز بوزن هيكلي متذبذب مصنوع من الذهب الوردي يتخذ هيئة عجلة قيادة سيارة فيراري 250 جي تي أو، لذلك تعد من أفخم ساعات الكرونوغراف التي صدرت هذا العام.
جدير بالذكر أن هذه الآلية المطورة بالكامل في محترفات الدار توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 65 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 100 متر.
Parmigiani Fleurier
TAG Heuer Carrera Chronograph Skipper
كان لدورة عام 1967 من كأس أمريكا تأثير مباشر على تطوير ساعة Skipper. فالفريق الفائز حقق هذا الإنجاز بفضل معدات تاغ هوير الدقيقة.
بعد هذا اللقب بعام واحد، طرح جاك هوير ساعة تتناغم فيها ألوان المركب الذي عبر خط النهاية قبل بقية المنافسين، وتحديدًا الأزرق والأخضر والبرتقالي، وهي الألوان التي تعود للظهور على ساعة Carrera Chronograph Skipper التي أطلقتها العلامة في معرض واتشز أند وندرز لهذا العام.
صيغت الساعة الجديدة في علبة من الذهب الوردي بقطر 39 ملليمترًا، تقترن بقرص دقيق تثريه تشطيبات لامعة، فضلاً عن تاج وأزرار ضاغطة مصقولة بعناية فائقة.
وفي قلب العلبة المقببة المغطاة بواجهة من البلور الياقوتي المقاوم للانعكاسات، يقع ميناء أزرق يزهو بزخارف دائرية، وتبرز حلقة الدقائق المائلة التي تسهل قراءة الوقت مهما كانت الظروف.
يشتمل الميناء أيضًا على عداد للدقائق الخمس عشرة عند مؤشر الساعة 3 ويتمايز بتوزيع لوني يناغم بين الأخضر والأزرق والأزرق المائل إلى الأخضر، وعداد للثواني الصغيرة عند مؤشر الساعة 6، وعداد للساعات الاثنتي عشرة عند مؤشر الساعة 9.
يكتمل هذا التنسيق اللوني بنافذة مائلة لعرض التاريخ عند مؤشر الساعة 6 ومؤشرات ذهبية تقع بمحاذاة نقاط حمراء وعقارب ذهبية تتخللها مادة سوبرلومينوفا التي تتوهّج بالأبيض عند حلول الظلام.
بموازاة الرموز التصميمية التي تستحضر أجواء الإبحار، تحتضن الساعة آلية حركة ذاتية التعبئة توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 80 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 100 متر.
TAG Heuer
Breitling Chronomat B01 42 Giannis Antetokounmpo
تحتل ساعات Chronomat الميكانيكية مكانة رفيعة في تاريخ علامة بريتلينغ. فعندما أصدرتها الدار لأول مرة في عام 1984، كانت خطوتها تلك رهانًا خارجًا عن المألوف في حقبة سادت فيها ساعات الكوارتز.
على أن هذه الخطوة الجريئة سرعان ما تكللت بالنجاح، إذ أعادت ساعات الكرونوغراف إلى مقدمة أولويات الدار، كما فتحت المجال أمام العديد من التفسيرات التي كان آخرها ساعة Chronomat B01 42 Giannis Antetokounmpo.
تمخضت هذه الساعة عن تعاون بريتلينغ مع لاعب كرة السلة يانيس أنتيتوكونمبو، الذي قاد فريقه ميلووكي باكس بجدارة إلى التتويج بلقب إن بي إيه في عام 2021.
صيغت الساعة في علبة من الذهب الأحمر بقطر 42 ملليمترًا، تقترن بقرص متدرج أحادي الاتجاه، وتاج يتوسط زرين ضاغطين.
عبر الواجهة المحدبة المشغولة من البلور الياقوتي، يبرز ميناء أخضر تنتظم عليه ثلاثة عدادات سوداء ذات زخارف دائرية. يستقر عداد الدقائق الثلاثين عند مؤشر الساعة 3، فيما يبرز عداد الساعات الاثنتي عشرة عند مؤشر الساعة 6 وبه نافذة لعرض التاريخ. أما عداد الثواني الصغيرة، المزدان بصورة لكرة السلة، فاستُحدث عند مؤشر الساعة 9.
إلى ذلك، ينطوي الميناء على مؤشرات وعقارب مطلية بمادة سوبرلومينوفا الوضاءة، ويتمايز بينها عقرب الكرونوغراف المدموغ بالأحرف الأولى من اسم يانيس أنتيتوكونمبو. وقد جهزت الدار هذه الساعة بآلية حركة ذاتية التعبئة توفر احتياطيًا للطاقة يدوم نحو 70 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 200 متر.
Breitling
IWC Schaffhausen Portugieser Chronograph
تستمد آي دبليو سي شافهاوزن شهرتها في قطاع الساعات الفاخرة من جمعها البارع بين الرموز التصميمية الأنيقة والتعقيدات الدقيقة، على ما يتجسد في مجموعة Portugieser التي أبصرت النور في عام 1939.
أثرت العلامة هذه المجموعة بالعديد من التعقيدات، لكن تعقيد الكرونوغراف لم يدخل عليها إلا في عام 1995. مع ذلك تجذر حضوره منذئذ حتى أصبح ضيفًا دائمًا على المجموعة، على ما يشهد التفسير الأخير الذي كشفت عنه الدار لساعة Portugieser Chronograph في الدورة الأخيرة من معرض واتشز أند وندرز.
صيغت هذه الساعة في علبة من الفولاذ المقاوم للصدأ بقطر 41 ملليمترًا، تقترن بميناء يزدان بلون الكثبان الرملية Dune في إشارة إلى الفترة الممتدة من آخر النهار إلى احمرار الشمس. ابتكر حرفيو الدار هذا اللون عن طريق استخدام 15 طبقة من طلاء المينا وإخضاعها للإشعال ثم صقلها بدقة إلى حين بلوغ درجة اللمعان التي توحي بطابع ثلاثي الأبعاد.
يتجلى هذا الإتقان أيضًا على العدادات المزدانة بزخارف حلزونية، سواء عداد الدقائق الثلاثين الذي يستقر عند مؤشر الساعة 12 أو عداد الثواني الصغيرة الذي يستقر عند مؤشر الساعة 6.
ولئن كان الميناء يكتمل بعقارب ومؤشرات ذهبية، فإن قلب الساعة ينبض بآلية حركة ذاتية التعبئة توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 46 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 مترًا.
وقد اعتنت آي دبليو سي شافهاوزن بتحسين مختلف عناصر ساعة الكرونوغراف هذه، بما في ذلك الحزام الأسود المشغول من جلد التمساح، لذا تعد من أفضل ساعات الكرونوغراف الحديثة.
IWC Schaffhausen
Girard-Perregaux Laureato Chronograph Ti49
طرحت جيرار - بيريغو ساعة لورياتو Laureato الأولى تحت اسم مختلف في عام 1975. أما اسمها الحالي، فيُنسب إلى هواة الساعات الإيطاليين الذين أقروا بتصميمها الناجح ودقتها المتناهية.
بعد اعتماد التسمية، أثرت العلامة العريقة هذه المجموعة بكثير من الطرز المتباينة، آخرها ساعة Laureato Chronograph Ti49 التي تحتفي بمرور 49 عامًا على الإصدار الأول.
Girard-Perregaux
تستوطن الساعة علبة مشغولة من التيتانيوم من الدرجة الخامسة بقطر 42 ملليمترًا، تقترن بقرص ثماني الأضلاع ووصلات مصقولة بعناية وحواف متألقة وأزرار ضاغطة تزدان بتشطيبات لامعة.
تُعزز التشطيبات المتباينة أناقة هذه العلبة التي تُظهر واجهتها المشغولة من البلور الياقوتي ميناءً رماديًا يتباهى بالزخارف المسمارية المتعاقبة Clous de Paris.
بالإضافة إلى العدادات الثلاثة التي تزهو بزخارف حلزونية متماثلة، يحتضن الميناء نافذة لعرض التاريخ بين مؤشري الساعة 4 والساعة 5، وعقارب رمادية على هيئة عصا تتوهج بالأبيض في الظلام. على أن حِرص العلامة على طرح تفسير يليق باسم لورياتو لم يتوقف عند الرموز الجمالية، بل شمل أيضًا آلية الحركة ذاتية التعبئة التي توفر احتياطيًا للطاقة يتعدى 46 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 100 متر، وتعد من أفخم ساعات الكرونوغراف التي صدرت هذا العام.