كشفت شركة رولز - رويس عن أحدث إبداعاتها من طراز Boat Tail، وهي المركبة الثانية في سلسلة من 3 سيارات فقط. وقد تولت ابتكار هذه السيارة وحدة بناء الهياكل الخارجية حسب الطلب Coachbuild من رولز-رويس والتي تمنح الزبون الفرصة للمشاركة في ابتكار سيارة تستلهم تاريخه وتفضيلاته واهتماماته. ومن هذا المنطلق، كشفت الشركة البريطانية عن تصميم النسخة الثانية من طراز "بوت تيل" Boat Tail (أو ذيل القارب). وقد تجلت هذه النسخة تحفة فنية تعبّر عن الرقي في الأناقة والاهتمام بالتفاصيل، على ما كان عليه حال سلفها.
ظهرت النسخة الجديدة من طراز "بوت تيل" لأول مرة في مسابقة الأناقة السنوية للسيارات الفاخرة Coucours d'Eleganza التي نُظمت يوم 21 مايو في فيلا ديستي عند ضفاف بحيرة كومو الإيطالية.
تتميز سيارة "بوت تيل" الثانية من رولز - رويس والمصنوعة يدويًا بتصميم مبتكر وغير تقليدي طلبه زبون يعمل هو وعائلته في قطاع اللؤلؤ. ظلت هوية صاحب هذه السيارة سرية، مثل هوية صاحب النسخة الأولى، لكن رولز- رويس أن الزبون أراد من خلالها تكريم ذكرى والده، وقد استُلهم طلاؤها من صدفات اللؤلؤ.
في بداية عملية التكليف، عرض الزبون أمام المصممين في وحدة بناء الهياكل الخارجية حسب الطلب مجموعة من أربع أصداف من اللؤلؤ اختارها من مجموعته الخاصة لما تتحلّى به من لون خلاب وتعقيد آسر.
وقد شكّلت هذه الأصداف مصدر إلهام أساسي لابتكار لون الهيكل الخارجي، والذي يعد من أكثر الألوان تعقيداً التي تصنّع حسب الطلب باستخدام طبقات لونية متدرجة وهادئة.
يستند أساس اللون إلى مزيج متلألئ من لون المحار واللون الوردي الناعم مع رقائق ميكا بيضاء وبرونزية كبيرة تضفي لمسة لؤلؤية تلمع مع تغيّر الضوء. وتأتي المساحات الداخلية بلمسات لونية مماثلة، مع زخارف من خشب الجوز، ولمسات ذهبية لؤلؤية.
Rolls-Royce Motor Cars
احتفظت السيارة الجديدة بالأبعاد التقريبية نفسها للنموذج السابق لتأتي بطول 19 قدمًا، جنبًا إلى جنب مع الزجاج الأمامي شبه الدائري. أما الجزء الخلفي من السيارة، فكان طويلًا وشبيهًا بذيل القارب، وأثرته زوائد وأسطح خشبية لإضفاء مظهر اليخوت البحرية.
استوحت العلامة التجارية التصميم الشبيه بـذيل القارب من السيارات الكلاسيكية في عشرينيات القرن الماضي. وخلال تلك السنوات، كانت السيارات الفاخرة تُصمم أحيانًا بنهايات خلفية مدببة إلى حد يشبه خلفية القوارب، والتي غالبًا ما تكون مغطاة بألواح خشبية.
صُقل الغطاء في الجزء الخلفي من السيارة، حيث جناح الاستضافة الذي يزهو بتصميم الفراشة، بقشرة من الجوز الملكي، مطعّمة بخطوط مقلمة مطلية بالذهب الوردي مع لمسة نهائية مصقولة من الساتان لضمان مظهر أنيق ومتطور.
وتوفر المركبة في جناح الاستضافة مختلف ما يُحتاج إليه الزبون لنزهة فاخرة، سواء أدوات المائدة أو الكراسي والمظلة وغيرها من مقتنيات رولز رويس الثمينة.
Rolls-Royce Motor Cars
صنعت السيارة يدويًا بالكامل مثل النسخة الأولى، مع استخدام مكثف للألمنيوم في مختلف أنحاء المقصورة. وعلى ما هو عليه الحال في طراز فانتوم، يحتجب تحت غطاء السيارة محرك V12 من اثنتي عشرة أسطوانة سعة 6.75 لتر يرافقه شاحن توربيني مزدوج لإنتاج قوة تصل إلى 563 حصانًا مع 900 نيوتن متر من قوة عزم الدوران.
وأكد تورستن-مولر أوتفوس، الرئيس التنفيذي لشركة رولز-رويس أن قسم ابتكار الهياكل الخارجية حسب الطلب يرتقي بصناعة المنتجات الفارهة إلى مستويات جديدة. فهمة هذه الوحدة تشبه صناعة الأزياء الراقية ولكن في مجال صناعة السيارات، إذ تقدّم لزبائننا خدمة التصميم حسب متطلباتهم، ما يتيح لهم التعبير عن أنفسهم.
تتحوّل هذه المركبات الرائعة إلى إرث يجسّد معانيَ خاصة لدى الزبون ويعكس مشاعر دفينة أراد تخليدها في عمل حيّ. أما المصمّمون لدينا، فتوفّر لهم التصاميم مساحةً لا تُضاهى من الحرية وفرصاً لا يُستهان بها للارتقاء بالتصميم والمواد والهندسة والحرفية إلى أعلى المستويات.
وقال أليكس إينيس، رئيس قسم التصميم في وحدة Coachbuild: "لا شكّ في أنّ انطوت على بعد إضافي تمثّل بعمق المشاعر. يا له من امتياز رائع أن نبتكر سيارةً تكرّم والد أحد زبائننا وإرثه العائلي. إنها مسؤولية نأخذها على محمل الجدّ. تربط الزبون بتصميم "بوت تيل" حكايةٌ قديمة ملهِمة، فأتت النتيجة على شكل عمل فنيّ متحرّك وليس سيارة فحسب.
لم تكشف رولز - رويس عن سعر السيارة، ولكن سعر النسخة الأولى قُدر بنحو 28 مليون دولار، لذلك توقّعت بعض المواقع المتخصصة في أخبار السيارات أن تبلغ قيمة النسخة الثانية حوالي 30 مليون دولار.