استولت صيحة الذكاء الاصطناعي على مختلف قطاعات التقنية بدءًا من القطاعات الخدمية التي تقدم منتجات للمستخدمين بشكل مباشر حتى القطاعات التجارية والاقتصادية، إذ سعت الشركات للاستثمار في الذكاء الاصطناعي أملاً في تعزيز أرباحها في وقت قصير.

حاولت الشركات تقديم نماذجها من الذكاء الاصطناعي، ومنها الشركات الرائدة في مجالاتها مثل أدوبي ومايكروسوفت حتى سامسونج وأبل، وصولاً إلى الشركات الناشئة التي تحاول شق طريقها في هذا العالم. لذا يتوقع أن يصل إجمالي الاستثمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي مع نهاية هذا العام إلى أكثر من تريليون دولار.

ولكن وفق التقرير الأخير الذي نشرته شركة غولدمان ساكس الاستثمارية، فإن عائدات الاستثمار على الذكاء الاصطناعي قد لا تبرر حجم الأموال المنفقة عليه.

الإنفاق على البنية التحتية

يشير تقرير غولدمان ساكس إلى أن غالبية الأموال المنفقة تتجه لاستحداث بنية تحتية مناسبة قادرة على تحمل خوارزميات ونماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة، وذلك على شكل بناء مراكز بيانات والاستحواذ على مزيد من الشرائح اللازمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة، فضلاً عن مصادر الطاقة والشبكات الخاصة بها.

ولكن هذا الاستثمار في حد ذاته قد لا يوفر عائدًا مناسبًا وذلك بسبب النقص المستمر في شرائح الذكاء الاصطناعي والمكونات اللازمة لتشغيل أنظمته. لذا فإن الشركات تدفع أكثر من القيمة النهائية لهذه المكونات في الوقت الحالي.

جيم كوفيلو، وهو رئيس قسم أبحاث الأسهم العالمية، أوضح في التقرير أن النتائج النهائية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لا تبرر التكاليف المرتفعة لتقديم الخدمة أو تطويرها، فضلاً عن كون الكلفة الأولية لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي مرتفعة للغاية ولا تنخفض بالشكل الكافي مع استمرار العمليات لتصبح مبررة أو مناسبة. وأتبع كلامه قائلاً: "الذكاء الاصطناعي لا يقدم نتائج جيدة تبرر هذه الكلفة الإضافية".

ربما يبدو تعليق كوفيلو حول الذكاء الاصطناعي متشائمًا وقادمًا من الماضي، ولكنه جزء من الحقيقة التي بدأت بعض الشركات تدركها، وفي مقدمتها غوغل التي قررت خفض الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في محرك البحث الخاص بها بسبب النتائج الخاطئة التي يقدمها. 

ردود فعل متفاوتة حول الذكاء الاصطناعي

تقرير غولدمان ساكس ضم عددًا من التعليقات والردود الأخرى من مستثمرين وخبراء في الأسهم داخل الشركة، وبعضهم كان يرى أن الذكاء الاصطناعي يشبه تقنيات أوبر وآيفون، وذلك لأن هذه الابتكارات كلها لم تلق إعجابًا جماهيريًا واسعًا، ولكن مع تقدم التقنية وظهور استخدامات جديدة لها، سيرتفع الإقبال الجماهيري عليها بشكل يبرر الاستثمار فيها.

في الوقت الحالي، تعد نفيديا أكبر المستفيدين من هذه التقنية وانتشارها بسبب الإقبال منقطع النظير على شراء شرائح الشركة الضرورية لتشغيل الذكاء الاصطناعي. ومن الجدير ذكره أن قيمة أسهم الشركة تضاعفت عدة مرات وأصبحت الآن ضمن أكبر 5 شركات تقنية في العالم.