هل فكّرت يومًا في ما قد يكون عليه واقع العالم سنة 2071 مثلاً؟ اليوم بمقدورك أن ترتحل إلى هذا المستقبل على صهوة تجارب تفاعلية مبتكرة تتيحها مدينة دبي التي افتتحت بعد طول انتظار متحفًا وصفته "بأجمل مبنى على وجه الأرض". إنه متحف المستقبل الذي يستأثر بأنظار المارة على طريق الشيخ زايد حيث يربض فوق تلة متمايزًا بطابع هندسي مبتكر ينأى به عن المفهوم التقليدي للأبنية الشاهقة.
فوسط التلة - التي تحتلها حديقة غنّاء تزهو بنحو 100 جنس من الأشجار والنباتات لتعكس التنوع البيئي الطبيعي في دولة الإمارات العربية المتحدة فيما ترمز إلى ارتباط البشر بالأرض - صممّت شركة كيلا ديزاين متحف المستقبل في هيئة مبنى دائري انسيابي الخطوط بارتفاع 77 مترًا تغيب عنه أي أعمدة أو ركائز، وكرّست تمايزه بواجهة من الفولاذ المقاوم للصدأ شُكلت بمساعدة الروبوتات من 1,024 قطعة وازدانت بمقولات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نُقشت بخط من تصميم الفنان مطر بن لاحج.
خلف الواجهة التي تتباهى بإرث لغة الضاد وفن الخط العربي بقدر ما تحتفي بتفرّد الإبداع الهندسي، يتجلى متحف المستقبل، المنبسط على مساحة 30,548 متراً مربّعاً، بوابة عبور إلى عوالم الغد.
فعلى غير ما هو عليه حال المتاحف التقليدية التي تعرض آثارًا ومقتنيات قديمة من وراء حواجز ومنصات عازلة، يشرع المتحف طوابقه السبعة للانغماس في واحات تستشرف عوالم مستقبلية. في كل واحة يختبر الزائرون محتوى مبتكرًا من المنتجات والوسائط والمعارض والتجارب التفاعلية التي تجعلهم شركاء في استشراف الغد، بدءًا من السكن في الفضاء وليس انتهاء باستكشاف عجائب الطبيعة ومختبر إعادة تأهيل البيئة ومستقبل العافية وغير ذلك. من المتوقع أيضًا أن يثري متحف المستقبل والذي سيعد من أفخم المتاحف في العالم معارف زوّاره بسلسلة من المحاضرات والندوات التي يشارك فيها نخبة من المبتكرين والعلماء والشخصيات البارزة في القطاعات الصناعية الرائدة لعرض رؤيتهم عن المستقبل.