بعد ستة أشهر من إسدال الستار على حدث إكسبو 2020 دبي العالمي، الذي استضاف أكثر من 24 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم، تعود المنطقة التي قُدمت فيها أروع الإبداعات الهندسية والعروض الفنية والترفيهية لتفتح أبوابها للضيوف من كل مكان، لكن بمسمى جديد.
كان السؤال الذي ظل معلقًا بعد اختتام هذا الحدث الدولي: ما مصير هذه المنطقة الآن؟ لكن، بخلاف تلك المواقع التي نُسيت بعد تنظيم الحدث عليها، ظلت الروح التي ألهمت حدث إكسبو 2020 دبي متوثبة، غير أنها هذه المرة تجسدت في شكل جديد، أو بالأحرى في مدينة جديدة بتوجه مستقبلي يدور حول الإنسان.
وأشار أحمد الخطيب، الرئيس التنفيذي للتطوير والتسليم العقاري في إكسبو 2020 دبي، إلى أن الموقع يهدف إلى استضافة مراكز الأبحاث الرائدة وشركات التكنولوجيا العالمية، مثل "سيمنز" و"دي بي ورلد" و"تيرمينوس تكنولوجيز"، حتى يكون ملتقى تجتمع فيه ألمع العقول وتعرض فيه آخر ما توصلت إليه.
تحتفي هذه المدينة الجديدة بالإبداع والابتكار من خلال العديد من البرامج التعليمية والترفيهية التي تسعى إلى تعريف الضيوف بمبادئ الاستدامة التي باتت حجرًا أساسًا في تصاميم مدن المستقبل.
وتتيح مدينة إكسبو دبي الاستمتاع بزيارة أربعة أجنحة ملهمة، تزخر بالتجارب التعليمية والثقافية لتحفيز عقول محبي الاستكشاف من مختلف الأعمار.
يدعو جناح تيرا، الذي يغطيه 1492 لوحًا شمسيًا، زواره إلى استكشاف الابتكارات التي تقدم حلولاً واقعية تتوخى الحفاظ على مستقبل الكوكب. سيتسنى لكم هنا أيضًا التجول بين جذور الغابات وأشجار الطاقة المنتشرة في الجناح والغوص في أعماق المحيط ومشاهدة تقنيات الري المتطورة التي تسعى إلى تقليص استهلاك المياه في المساحات الخضراء.
أما جناح ألِف، فيمكّن الضيوف من استكشاف سبل التنقل المستقبلية التي تعتمد على تقنيات الذكاء الصناعي والبيانات الضخمة والروبوتات وتعلم الآلة والتنقل الذاتي.
وبوسع الزائرين إطلاق العنان لمخيلاتهم عن طريق المشاركة في بناء الروبوتات وتصميم المركبات الفضائية، وكذلك من خلال حضور ورش العمل ومشاهدة العروض التقنية للطائرات المسيرة.
في جناح الرؤية، الذي يحتفي برؤية وقيم وقيادة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم إمارة دبي، يُعرض مسار التطور الذي ارتقى بدبي إلى مدينة عالمية حديثة، وذلك من خلال أنشطة متنوعة ومعارض غامرة وقصص شخصية تروي قصة تطور مدينة دبي وسعيها الحثيث إلى بناء مستقبل يلتزم قيم التقدم والاستدامة.
كما خُصص الجناح الرابع للمرأة، وهو يعد منصة لإطلاق نقاشات بناءة تهدف إلى تمكين المرأة وإظهار إسهاماتها المتصلة ببناء مستقبل أكثر توازنًا. ويمكن للزوار التعرف على الإنجازات التي كتبت بأسماء النساء عبر التاريخ، ومعاينة الرحلات الوعرة التي خضنها حتى برزن، وكذلك الاطلاع على قصص النساء الملهمات اللواتي يَصُغن حاليًا مستقبل عالمنا.