دخل الصانع اللندني غلين سبيرو عالم الجواهر قبل أربعة عقود، ومنذ ذلك الحين بات مقصد هواة الجمع العارفين الذين يبحثون عن قطعٍ خارجة عن المألوف. تتوزع متاجره المعروفة باسم G by Glenn Spiro في العديد من الوجهات الراقية، بداية من محترفه القائم وسط قصر تاريخي، في حي مايفير (لا يمكن زيارته إلا بموجب موعد مسبق)، مرورًا بالمتاجر الواقعة في سانت بارتس وسان تروبيه، ونهاية بالمتجر القائم في فندق ذا بينينسولا في بيفرلي هيلز والذي يُعد إحدى وجهاته المفضلة في الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد أن عاش سبيرو الفقر في بيثنال غرين شرق لندن، وَلج عالم الأحجار الكريمة الفاخرة في سن الخامسة عشرة عندما عُيّن متدربًا في محترف الجواهر English Art Works المملوك لدار كارتييه. ومع بلوغه الثانية والعشرين، كان قد افتتح محترفه الخاص مع شريك يكبره بعشر سنوات في فارينغدون في لندن. يتمتع سبيرو بشخصية مثيرة وساحرة، وتمتاز قطعه - التي غالبًا ما تكون مرصعة بأحجار نادرة ونفيسة - بطابع حديث تفتقر إليه جواهر الدور الأخرى.
ولهذا السبب تجذب ابتكاراته اهتمام مشاهير مثل جاي زي وبيونسيه وغوينيث بالترو وأميرة ويلز. بل إن أحد هؤلاء لم يكتف بجمع القطع التي يُصممها سبيرو، ولكن أصبح من أصدقائه المقربين للغاية. لكن، تحت سلوك سبيرو الهادئ، يكمن شخص توّاق إلى الاقتراب من الكمال ونادرًا ما يرتاح. إليكم لمحة عن العالم الذي شيّده سبيرو لنفسه والأشخاص الذين يؤثرون فيه.
ما أول ما تفعله عندما تستيقظ صباحًا؟
أُعاني آلامًا في الظهر ولذلك أمارس تمارين التمدد. أستلقي بجوار كلبيّ - كلب من فصيلة لابرادور وكلب من فصيلة البولدوغ الإنجليزي - وأعانقهما. الأمر الآخر الذي أداوم عليه هو الاتصال بوالدي المريض حاليًا وإيقاظه.
ما هو نظامك الرياضي وكم مرة تتبعه؟
أتمرن كثيرًا، وثمة صالة ألعاب رياضية في منزليّ الواقعين في فرنسا ولندن. أواظب على تمارين التدريب الدائري، ولهذا فإن لياقتي البدنية ممتازة.
Harry Mitchell
غلين سبيرو بجانب تمثال يحمل توقيع الفنان الأمريكي كاوس.
ما هو النشاط الذي أقدمت عليه أخيرًا للمرة الأولى؟
تعلمتُ لَعِب البادل (رياضةٌ تمزج بين كرة المضرب والاسكواش). كنت في فرنسا ورحت أتمرّن كل صباح رفقة إحدى المجموعات. لقد أحببت هذه الرياضة.
ما هي التطبيقات التي تستخدمها في غالب الأحيان؟
تطبيق واتساب في المقدمة، ثم سبوتيفاي لأنني أحب الموسيقى، والثالث هو تطبيق الكاميرا. كلما رأيت شكلاً أو كرسيًا أو شيئًا يُعجبني، ألتقط له صورة قد تساعدني في ابتكار قطعة ما.
Harry Mitchell
عقد مرصع بالكهرمان والسترين والألماس.
ما الذي تفعله ولا يزال يعمل بنظام التقنية التناظرية؟
أجمع الساعات القديمة ولا أضبط وقتها. أحب أن أنظر إليها بوصفها قطعًا فنية، كما أستحسن مشاهدتها على معصمي أحيانًا. أمتلك بضع ساعات رولكس قديمة، وهي عزيزة عليّ.
متى كانت آخر مرة انقطعت فيها عن التواصل تمامًا؟
لا أظن أنني قادر على الانقطاع تمامًا عمّا يجري حولي. عندما تتقدم في السن ويُدركك باعث الانعزال، يكون من الصعب جدًا إعادة الارتباط بمجريات الأمور. إن أسوأ ما قد يحدث لكبار السن في هذه الحالة هو حسابهم في عداد المتقاعدين. إذا كان الشخص سعيدًا وراضيًا، فهنيئًا له، لكنني لا أنتمي إلى هذه الفئة. إنني شخص قلق، ولهذا أشعر أنني أحتاج دائمًا إلى أن أكون حاضرًا ومطلعًا على ما يجري، ولو بدرجة قليلة.
أي ملابس ترتدي في غالب الأحيان؟
أرتدي سترة بنية اللون من القماش المضلع بتوقيع إيترو، اشتريتها قبل 15 عامًا، وقد بهت لونها الآن، وهو ما يجعلها تبدو رائعة. عندما أرفع ياقة السترة، فإنها تُشع بلون أصفر مبهر.
Harry Mitchell
ساعة رولكس دايتونا إصدار عام 1982.
كيف تصف إطلالتك؟
أعتقد أن مظهري رائع. إنه رائعٌ وكلاسيكي.
كيف يصف الآخرون إطلالتك؟
أعتقد أنهم يميلون إلى القول: "إنه غلين، وله إطلالة خاصة به".
من أين تقتني ملابسك؟
إنني رجل بسيط للغاية، لكنني أشتري الكثير من القطع التي تحمل توقيع علامة برونيللو كوتشينيللي. أحب تصاميم الدار وأعتقد أنها تضفي عليّ مظهرًا أنيقًا.
ما هي أحدث قطعة أضفتها إلى مقتنياتك؟
لوحة بتوقيع الرسام فرانك أورباخ. إنه واحد من أكثر الفنانين الموهوبين في المملكة المتحدة.
Harry Mitchell
سترة سبيرو المفضلة من القماش المضلع بتوقيع إيترو.
وأحدث ما ندمت على عدم شرائه؟
أسهم مايكروسوفت قبل 25 عامًا.
من هو التاجر الذي تتعامل معه بانتظام وماذا تبتاع منه؟
[ضاحكًا] في الواقع، إنني أتعامل مع وكلاء من مختلف البلدان. بمرور السنين، صادفت بعض ألمع الوكلاء، ومنهم التاجر جورج رويز الذي أصبح من أقرب أصدقائي. لقد اقتنينا معًا العديد من الأحجار الكريمة.
ما هي السيارة التي تحتل مكانة خاصة في وجدانك؟
سيارة جاغوار من طراز E-Type Roadster الصادرة في عام 1969. إن لونها فضيّ من الخارج وأزرق من الداخل، واسمها ستيلا.
ما آخر نصيحة قَدّمتها لأحدهم؟
لقد قلت لابني: "كن صادقًا، ومتواضعًا، واحترم الدولار. احترم الدولار لأنه سيوفّر لك المسكن والمأكل ومعاني الرفاه".
Harry Mitchell
سيارة جاغوار E-Type Roadster صادرة في عام 1969.
من هو الشخص الذي تكنّ له بالغ التقدير ولماذا؟
إنه جاي زي. إننا صديقان منذ 15 عامًا، وقد شاهدت كيف نضجت شخصيته بازدياد شهرته، لأن الشهرة كابوسٌ لا محالة. إنه رجل متماسك ورائع وواثق وأنيق وراق، وخلال السنوات التي عرفته فيها نضج بحق وأصبح شخصًا مميزًا.
ماذا يعني لك النجاح؟
أدركت أنني ناجحٌ حين مرض أبي واستطعت التكفّل بكل كبيرة وصغيرة تخص حياته وحياة أمي. لم يمتلكا شيئًا لمدة طويلة، ولكنهما يمتلكان كل شيء الآن.
إذا كان بوسعك تعلم مهارة جديدة، فما هي؟
لطالما حلمت بعزف الموسيقا. ولو كان بوسعي العزف على البيانو ليلةً واحدة كل أسبوع، في مكان لا يعرفني فيه أحد، صادحًا بأغاني سيناترا، لكان هذا مبلغ آمالي.
أي نوع من الموسيقا يمنحك شعورًا بالسعادة؟
من الصعب جدًا اختيار نوع معين، لأن المكان والحالة المزاجية يُؤثران على التفضيلات الموسيقية. ولكنني أحب موسيقا الهاوْس موتاوْن الجيدة والرقيقة والهادئة. إنها مزيج من موسيقى موتاون وموسيقى الهاوس. أحب سيناترا أيضًا. عمومًا، أحب موسيقى الجاز.