يستمتع الفنان دانيال أرشام المقيم في نيويورك بمشاهد الانحلال أو التدهور الحتمي للأشياء العادية، إذ يسمي منحوتاته بقايا مستقبلية أو تحفًا متحجرة لأنها في الأصل قوالب متآكلة لأشخاص أو آلات تصوير أو أجهزة راديو أو قيثارات أو دمى على هيئة دببة.
وقد حتّم إبداع أرشام، البالغ من العمر 42 عامًا، ارتفاع الطلب على أعماله. بل إنه تعاون أخيرًا مع دار هوبلو لتصميم ساعة شمسية بطول 20 مترًا مصنوعة بالكامل من الجليد، حملت اسم Light & Time (الوقت والضوء) لتُثبت (بمساعدة فريق من صانعي الثلج المحترفين) على قمة منحدر للتزلج في قرية زيرمات بجنوب سويسرا. ولأولئك الذين يرون أن الساعة غير عملية مثل إبريق الشاي المصنوع من الشوكولاته، فإن هذا هو المغزى بالطبع، فالعمل مؤقت ويجسّد الطبيعة المدمرة للوقت.
على أن مسيرة أرشام المهنية تمتد لأكثر من عقدين وتشمل مشاريع في لوس أنجليس ونيويورك وباريس وطوكيو وشنغهاي ولندن، مع مجموعة واسعة من مشاريع التعاون مع مصممَي الأزياء هيدي سليمان من سيلين وكيم جونز من ديور وفندي، ومع نجوم عالميين مثل فاريل وبوكيمون. شارك الفنان أيضًا عام 2008 في تأسيس Snarkitecture، وهو استوديو يبحث في الحدود بين الفن والعمارة والتصميم.
ما أول ما تفعله عندما تستيقظ صباحًا؟
عندما أكون في نيويورك، أقصد مركزًا للياقة البدنية في شارع بوند ستريت كل يوم تقريبًا. أمشي لمدة 10 دقائق للوصول إلى هناك، وعند وصولي، أبدأ بتمارين الإطالة على أسطوانة التدليك لمدة 15 دقيقة تقريبًا، ثم أتدرب بالأوزان الحرّة لمدة 20 دقيقة وأختم الجلسة باستخدام الدرّاجة. أرتدي ساعة آبل، وعندما أصل إلى 800 سعرة حرارية، أتوقف.
هل تتبع أي طقوس شخصية؟
بعد صالة الألعاب الرياضية، أذهب إلى الاستوديو، حيث أعمل غالبًا من العاشرة صباحًا إلى السادسة مساءً كما لو كنت في وظيفة مكتبية.
Leonardo Rinaldesi
سيارة أرشام Porsche 911 SC من عام 1978.
ما الذي تفعله ولا يزال يعمل بنظام التقنية التناظرية؟
أكتب الرسائل وأرسم بقلم الرصاص.
متى كانت آخر مرة انقطعت فيها عن التواصل تمامًا؟
ربما في عام 1992.
هل لديك قواعد محددة في ما يتعلق باستخدام البريد الإلكتروني؟
لم أعد أستخدم البريد الإلكتروني، ولديّ على الأرجح أكثر من مائة ألف رسالة بريد إلكتروني غير مقروءة. أفضل التعامل مع الرسائل النصية.
كيف تصف إطلالتك؟
إنها مريحة، على ما أظن. والحقيقة هي أن سروالي والكثير من القبعات التي أعتمرها بتوقيع علامتي التجارية الخاصة Objects IV Life (تختص هذه العلامة التي أسسها أرشام بتوفير "أساسيات الأناقة للحياة الإبداعية")، وهي تركّز على ابتكار أزياء مريحة وغير رسمية ومصنوعة من مواد زائدة عن الحاجة أو معادة التدوير.
Leonardo Rinaldesi
حقيبة الأسفار Vintage من علامة Readymade.
أي ملابس ترتدي في غالب الأحيان؟
أعتمر في غالب الأحيان قبعة برتقالية اللون من هيرميس.
ما هو طراز الساعة التي تزين معصمك الآن؟
ساعة Big Bang Tourbillon Automatic Yellow Neon Saxem من هوبلو (للوصول إلى لون الساعة التي تبلغ قيمتها 211 ألف دولار، اتجهت هوبلو إلى تكنولوجيا الفضاء. تعني Saxem أكسيد ألمنيوم الياقوت والمواد الأرضية النادرة "وهي مادة تُستخدم في صناعة الأقمار الصناعية"). الحقيقة أني أمتلك نحو 10 ساعات، بينها نموذجان من هوبلو.
ما هي أحدث قطعة أضفتها إلى مقتنياتك؟
سيارة بورشه 356 من عام 1964، تزهو مقصورتها الداخلية باللونين الأسود والأحمر.
وأحدث قطعة ندمت على عدم شرائها؟
ندمت لأني لم أبتع بعض رموز CryptoPunks غير القابلة للاستبدال عندما عُرضت عليّ قبل خمس سنوات تقريبًا.
Leonardo Rinaldesi
ساعة Big Bang Unico Yellow Magic من هوبلو.
من هو التاجر الذي تتعامل معه بانتظام وماذا تبتاع منه؟
أشتري وأبيع الكثير من السيارات القديمة، وأعد صديقي ماثيو أميراتي تاجري الخاص. إنه لا يبيع السيارات حقيقة، لذا يمكن وصفه بالمستشار، إذ يشاركني معلومات عن السيارات طيلة الوقت وينصحني أي سيارة أبتاع. إنه يعرف كل شيء تقريبًا عن بورشه، كما أنه ذو تأثير جيد للغاية، لأنني أشتري ما ينصح به، ثم تصبح أسعار تلك السيارات أعلى لاحقًا.
هل تقود السيارة أم يقودها سائق؟
أؤثر القيادة دومًا.
ما هي السيارة التي تحتل مكانة خاصة في وجدانك؟
إنها سيارة بورشه 930 من عام 1986. كانت حمراء اللون في الأصل واليوم صار لونها أبيض.
ما هي آخر نصيحة قدمتها لأحدهم؟
كانت لفنان شاب في معرضي في لوس أنجليس. سألني "كيف أصل إلى مكانتك"، وكانت نصيحتي "يستغرق الأمر 20 عامًا". إنه يصغرني بعشرين عامًا، لذا عليه بالصبر.
وآخر نصيحة تلقيتها؟
كانت في رسالة أرسلها لي صديق. سأقرأها لك: "يتقبل معظم الناس العالم بوصفه حقيقة ثابتة، ولا يهتمون بالبحث عن حدوده. لكن بوصفك فنانًا، فإن بمقدورك عرض ما هو أبعد من ذلك، والكشف عن طرق جديدة لرؤية الحياة واختبارها. لن يقبل بعض الناس هذا الواقع الجديد. لا تستسلم للإحباط. يتطلب الأمر بعض الوقت".
Leonardo Rinaldesi
عملان فنيان بدون عنوان لدانيال أرشام.
ما هي النصيحة التي تمنيت لو أخذت بها؟
أن أتمهل.
من هو مرشدك؟
تعلّمت الكثير من ميرس كانينغهام (مصمم الرقص الأمريكي الرائد الذي توفّي عام 2009) الذي عملت معه لفترة طويلة. كان أكبر مني سنًا بكثير، وأكثر حكمة نوعًا ما. كان يمتلك القدرة على ضغط الوقت وتوسيع نطاقه من خلال الحركة فحسب. وقد أخذت عنه سبل التلاعب بمنظورنا إلى لحظاتنا الخاصة وطبقتها في أعمالي أيضًا.
ماذا يعني لك النجاح؟
يعني لي قدرة المرء على اختيار مشاريعه وما يود فعله. في أي من مشاريع التعاون التي شاركت فيها، كان الأمر يتعلق في جانب منه بالأشخاص وفي ما إذا كنت أرى أنهم سيذهبون معي إلى ما أحاول القيام به. عملت مع بورشه خلال العامين الماضيين. إنها شركة تقليدية للغاية، لكن القائمين عليها سمحوا لي ببناء بعض المنحوتات المتآكلة لسيارات الصانع والانخراط بقوة في تاريخ التصميم.
إلى أي حد تثق بحدسك؟
في الحال وبشكل فوري. كنت محقًا بشأن الكثير من الأشياء التي اخترت القيام بها، سواء في العمل أو المواد. وعندما لا أثق بحدسي غالبًا ما أُعاقب على ذلك.
أين تجد السكينة؟
في الاستوديو. إنه أكثر مكان أحبه، وفيه أستمتع بالجلوس إلى مكتبي والرسم.
أي نوع من الموسيقا يمنحك شعورًا بالسعادة؟
أي موسيقى هيب هوب صاخبة جدًا.