توقعت شركة الاستشارات الإدارية الأمريكية ماكنزي آند كومباني تعافي صناعة السفر تمامًا بنهاية عام 2024، بعدما فقدت 75% من قيمتها في عام 2020، وذلك في تقريرها "حالة السفر والضيافة 2024"، الذي أشار إلى تغييرات بارزة في قطاع السفر الفاخر وتنامي الإنفاق من فئات تقل ثرواتها عن مليون دولار. 

أرجعت ماكنزي التعافي السريع في صناعة السفر إلى ما يُعرف الآن "بالسفر الانتقامي"، وهو نتيجة اندفاع كثيرين إلى تعويض ما فاتهم من رحلات دولية بسبب جائحة كورونا. ولم تقتصر التوقعات على السفر الدولي فحسب، بل أشارت الشركة إلى تعافي السفر المحلي كذلك حتى أنه سيمثل نسبة 70% من الإنفاق على السفر بحلول عام 2030.

شمل استطلاع ماكنزي 5 آلاف شخص من أعمار مختلفة في الصين وألمانيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، قام كل منهم برحلة ترفيهية واحدة على الأقل خلال العامين الماضيين. وقد اتفق المشاركون كافة على أن السفر أولوية قصوى، خصوصًا عند الأجيال الشابة، إذ أوضح 66% من المشاركين أن اهتمامهم بالسفر الآن أكثر من الفترة التي سبقت جائحة كورونا. كما أشارت أجيال الألفية وزد (وهي المجموعة التي تلي جيل الألفية وتسبق جيل ألفا) إلى إنفاق حصة أعلى من الدخل على السفر مقارنة بالنظراء الأكبر سنًا.

أوضح التقرير أن 75% من الإنفاق يذهب إلى السفر المحلي، وتعد الولايات المتحدة حاليًا أكبر سوق للسفر المحلي في العالم. ولكن من المتوقع أن تتفوق عليها الصين في السنوات المقبلة، لذا يجب على شركات السياحة اختبار قدراتها مع المسافرين المحليين قبل تحويل انتباههم إلى الخارج.

وعلى المستوى الخارجي، تعد الأسواق الجديدة مثل الهند وجنوب شرق آسيا وأوروبا الشرقية مصادر متنامية للسياحة الخارجية، إذ من المتوقع أن ينمو إنفاق الهنود على السفر الخارجي بنسبة 9% سنويًا من الآن حتى عام 2030، فيما تبلغ توقعات النمو السنوية لدول جنوب شرق آسيا وأوروبا الشرقية 7%.

نمو قطاع الضيافة والسفر الفاخر على نحو أسرع

شهد سوق السفر الفاخر تطورات بارزة خلال الآونة الأخيرة، إذ يشير التقرير إلى أن الإنفاق على السفر الفاخر لم يعد يقتصر على أصحاب الملايين في أوروبا أو الولايات المتحدة، بعد انضمام مسافرين من دول مختلفة تراوح ثرواتهم بين 100 ألف دولار ومليون دولار، واستحواذهم على 35% من إجمالي الإنفاق على السفر الفاخر.

يُعرف أعضاء هذه المجموعة بالمسافرين الفاخرين الطموحين، ويميلون إلى مجموعة من التفضيلات الخاصة، مثل إنفاق مبلغ كبير على جانب واحد من الرحلة (وجبة خاصة أو ترقية مقعدهم في الطائرة) ولكن ليس على الرحلة كلها. كما أنهم يفضلون العلامات التجارية الفاخرة ويولون اهتمامًا وثيقًا بنقاط برامج الولاء ومزاياها. ومن ثم، توقع التقرير نمو قطاع الضيافة الفاخرة على نحو أسرع من أي قطاع آخر، بنسبة 6% سنويًا حتى عام 2025.