يتمثّل أحد أوجه القصور الصارخة في قطاع الطيران الخاص بغياب تطبيق يعرض أسعارًا مضمونة ومعلومات آنية عن الرحلات الجوية.

وقد دفع هذا بعدد من الشركات الكبرى في هذا القطاع إلى استثمار عشرات الملايين بغية تطوير تطبيقات توفر معلومات عن أساطيلها الخاصة.

أما شركات الطيران الأخرى، فيستخدم معظمها إصدارات خاصة من برمجيات عامة طورتها إما أفينود Avinode أو فلاي إيزي FlyEasy، وهي برمجيات تزوّد المشتركين كافة بالبيانات نفسها وتُعطيهم أسعارًا تقديرية بدلاً من الأسعار النهائية. وغالبًا ما يصاحب هذه البرمجيات تأخير زمني طفيف.

وقد أدت موجة الطلبات غير المسبوقة، والنقص في الطائرات، وانقسام قاعدة صغار المشغّلين، إلى الحيلولة دون تطوير معظم الشركات لتطبيقاتها الخاصة. وعلى ما جاء في بيانات شركة Jetnet، تمتلك أغلب شركات تأجير الطائرات الخاصة أقل من 10 طائرات، بينما تمتلك 10 شركات فقط أكثر من 50 طائرة في أساطيلها.

ولهذا من المستبعد أن تتوافر لهذه الشركات الصغيرة الموارد اللازمة للاستثمار في تقنيات جديدة.

وفي هذا يقول جين ماكينا، الرئيس التنفيذي للمنتجات في شركة Wheels Up والمدير التنفيذي السابق لشركة Groupon، الذي يشرف حاليًا على فريق تطوير مكوّن من أكثر من 100 شخص: "لا تزال شركات صغيرة كثيرة تستخدم جداول البيانات أو أدوات سطح المكتب القديمة من ويندوز. ولذلك ركزنا على تحسين عمل هذه المنصات لكي يسهل على الشركات التي تستخدمها أن ترسل لنا المعلومات فوريًا".

تطبيق متبصّر

أما فيناي روي، الرئيس التنفيذي للمنتجات في شركة Vista Global Holding، فيقول: "كلما جمعنا مزيدًا من البيانات، صارت الخوارزمية أقوى. وبنمو قاعدة بيانات مستخدمينا، ستصبح قدرات الذكاء الاصطناعي أشد تعقيدًا، ما يسمح بتقليل أوقات الاستجابة واستعراض أسعار تنافسية".

ويقرّ أندرو كولينز، رئيس شركة Sentient Jet ومديرها التنفيذي، بأن دفع الشركات الصغيرة للتحول إلى تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين سيتطلب على الأغلب الكثير من الوقت والمال، ولكنه يعتقد أن ذلك سيحدث "خلال فترة وجيزة نسبيًا".

وفي هذا يقول: "إن هذه السوق معقدة وديناميكية إلى حد بالغ. ولأنها سوق صغيرة مقارنة بسوق الطيران التجاري، فهذا يجعل الإحاطة بمختلف التقلبات التي تطرأ فيها أمرًا صعبًا". وتشمل هذه التقلبات الجدولة الفورية للرحلات، والتسعير الفوري، وانعدام إمكانية طلب خدمة متعهدي الطعام عبر الإنترنت، والنفقات مثل الرسوم الإضافية على الوقود.

لكن القادة في هذا القطاع عازمون على تطوير تطبيق يتجاوز الانقسام الحاد في قطاع الطيران. على سبيل المثال، توفر كل من شركتي Sentient Jet وWheels Up، وعلامة XO التابعة لشركة Vista إمكانية التفقّد الفوري للأسعار، إذ إنها استثمرت في الجانبين التقني والبشري من أجل جعل تطبيقاتها أسرع وأدق وأكثر منفعة للمسافرين على متن طائرات خاصة.

على سبيل المثال، تحتوي النسخة المحدّثة للتطبيق الذي طورته Sentient على أداة لتتبع الرحلات ومعلومات عن مواعيد الرحلات الجوية.

تطبيق متبصّر

هذا ما هو عليه أيضًا حال أحدث إصدار من التطبيق الذي طورته Wheels Up، إذ إنه يحتوي على ميزات مماثلة، وتعتزم الشركة أن تضيف إليه إمكانية اختيار المنتجعات الفاخرة واستئجار اليخوت من أجل السفر بغير مشقة.

بل إن الهدف هو أن يصبح التطبيق مماثلاً لمنصة Expedia، ولكنّه موجّه للموسرين. وتأمل الشركة أيضًا أن يشمل التطبيق خدمة بناء شبكة اجتماعية بين الأعضاء الذين يستخدمونه.

بالإضافة إلى الفائدة التي ستحسب لتطبيق شامل عابر للقطاع، في مقابل التطبيقات المنافسة ضعيفة التمويل، يرى روّاد هذا المجال أن على هذا التطبيق أن يتناسب مع الرقمنة الشخصية التي تحدث ثورة في المجتمع حاليًا. ويقول ماكينا: "نريد أن يتمتع زبائننا بتجربة راقية، ولكننا نريدهم أيضًا أن يشعروا بأنهم يمسكون بزمام الأمور وأن بوسعهم حل مشكلاتهم عبر الإنترنت. وهذا لن يتحقق إلا من خلال تطبيق".