على مر وقت طويل، واظبت دور مثل كارتييه، وجاجيه – لوكوتر، وباتيك فيليب، على ابتكار ساعات تزيّن الطاولات والجدران والمكاتب في العناوين الأشد فخامة في العالم.
لكن على غير ما هو عليه حال هذه الساعات التي تحمل أسماء علامات كبرى، تتجلى الابتكارات التي تبصر النور في محترفات كلوكرايت Clockwright، وميكي إيليتا Miki Eleta، وL’Epée أغراضًا للزينة ذات طابع متفرّد تتخذ أحيانًا شكل وحوش أو أجهزة من العصر الفضائي، أو بُنى خشبية عملاقة ترقى إلى مرتبة المنحوتات الفنية.
Clockright
بزغ فجر علامة كلوكرايت ببادرة من ريك هايل، سائق الرافعات الشوكية الذي تحوّل إلى صانع ساعات تعلّم بنفسه أصول هذه الحرفة، واتخذ من كلامازو في ميشيغان مقرًا له.
واليوم يشتهر محترفه خصوصًا بساعات الحائط الخشبية التي تجسّد مفاهيم تصوّرية وتزهو برقّاصات متأرجحة. لكن في حين أن هذه الإبداعات المتفرّدة والمصنوعة يدويًا تبدو للوهلة الأولى أقرب إلى نسخ أكثر جرأة عن ساعات الوقواق في ألمانيا، إلا أنها في الحقيقة مستلهمة من الأبطال من منظور هايل: كبار صنّاع الساعات في عصر التنوير أمثال جون هاريسون، وتوماس تومبيون، وأبراهام – لويس بريغيه. نُحتت ساعة Wind & Water (الريح والمطر)، التي استغرق ابتكارها 1,600 ساعة، من خشب شجر الكرز المتين والمحفور يدويًا، وخشب غواياكان، وخشب القيقب المبطن، كما جرى تجهيزها بمضبط انفلات مستوحى من إبداعات هاريسون.
أما اليوم، فينشغل هايل بالعمل على ساعة للطاولة تحمل اسم L1 وتشتمل على تعقيد أطوار القمر، فضلاً عن ساعات عدة تُبتكر حسب الطلب، بما في ذلك نسخة عن ساعة Clock B التي يحتفي مارتن بورغس من خلالها بالتصميم الأخير غير المكتمل لهاريسون (السعر عند الطلب).
ساعة Orb من L’Epée بالتعاون مع MB&F
Mike Eleta
يُعد ميكي إيليتا أيضًا مبتكرًا تعلّم أصول حرفته ذاتيًا، وقد عمل موسيقيًا ومدربًا لفريق كرة قدم قبل أن يمضي في أثر شغفه بآليات الساعات الحركية. تزهو النماذج المتفردة ويدوية الصنع التي يبدعها هذا الصانع في سويسرا بجاذبية المظهر وآلية الحركة المعقدة المميّزتين للساعات القديمة، لكنها تتمايز عنها بلمسات مبهرة من عالم الخيال العلمي: شخصيات صغيرة الحجم من المريخ، ووحوش تلتهم الدقائق.
أما ساعة BY 21Dez12ME، فتدمج الآليات المكشوفة للساعة في قاعدة "مركبة فضائية" تتسلل منها كائنات فضائية بالغة الصغر- شُكلت بتقنية نفخ الزجاج - لاستكشاف بيئتها الجديدة. يقول إيليتا: "إني أرى في بناء أي ساعة تجربة مبهجة ومبهرة. أحاول، بهدف بث الحيوية في عنصر غير مكتشف بعد، أن أفاجئ نفسي أولاً من دون أن أتخوّف من الفشل" (السعر عند الطلب).
ساعة KL1 من Clockwright
MB&F x L’Epée 1839
نشطت علامة L’Epée في إنتاج مكوّنات الساعات على مر 183 عامًا، وشرعت في تصميم الساعات التي تحمل اسمها وفي تصنيعها منذ أواسط سبعينيات القرن الفائت: قُدمت تلك الساعات هدايا للضيوف الذين حضروا حفل زفاف الأمير تشارلز والأميرة ديانا في عام 1981.
ساعة BY 12DezME من ميكي إيليتا
لكن مشاريع التعاون التي جمعت بين الشركة السويسرية ودار إم بي أند إف الشهيرة - بمقاربتها التقدمية لصناعة الساعات، والتي بدأت قبل نحو عقد من الزمان - أتاحت للشركة أن تدفع بحدود الممكن في حرفتها بموازاة تعزيز حضورها في عصر الإنستغرام. ابتكرت العلامتان معًا ساعات للطاولات مصممة على نسق المدرعات، وقناديل البحر، والعناكب، والمركبات الفضائية.
أما مشروع التعاون الأحدث، فأثمر الساعة المبتكرة Orb في هيئة مقلة العين فيما ميناؤها متعدد الطبقات يذكّر ببؤبؤ وقزحية تحيط بهما أربع شفرات متموجة تنفتح وتدور لتكشف عن خيارات عرض متنوعة تستأثر بالأبصار (إصدار محدود يقتصر على 50 نموذجًا باللون الأسود، و50 نموذجًا باللون الأبيض، بسعر 32,000 دولار).