تستعد تسلا، شركة السيارات الأكثر قيمة في العالم، لدخول مرحلة حاسمة في تاريخها، تتمثل بالتركيز على أمرين خلال هذا العام: الانتهاء من تطوير نظام القيادة الذاتي بالكامل، وإنتاج سيارة كهربائية اقتصادية، وذلك وفقًا لبيان الشركة، الذي صدر عقب الإعلان عن نتائجها للربع الأول من العام الحالي.
سجلت شركة السيارات الأمريكية أكبر تراجع فصلي في إيراداتها خلال الربع الأول، عند 21.3 مليار دولار، بالإضافة إلى تراجع الأرباح بنسبة 55% إلى 1.13 مليار دولار، محققة مستوى أقل من الربع الأول في 2020 حين توقف الإنتاج بسبب جائحة كورونا.
تواجه تسلا منافسة شرسة
تتعرض تسلا، التي تبلغ قيمتها السوقية الآن نحو 536 مليار دولار، إلى منافسة شديدة داخل الولايات المتحدة وخارجها، إذ تشير شركة الخدمات المالية S&P Global إلى أن ما لا يقل عن 51 طرازًا من السيارات الكهربائية، بما في ذلك طرز تسلا S وX و3 وY، متاحة للبيع في الولايات المتحدة. وعلى مستوى العالم، تواجه تسلا منافسة أكثر شراسة، تتمثل في تصاعد هيمنة شركات صناعة السيارات الصينية، لدرجة أن نصف السيارات الكهربائية المبيعة عالميًا صينية، وأغلبها من علامة BYD.
تتفوق السيارات الصينية على غيرها في تكلفة الإنتاج، التي تصبح أقل كثيرًا في الصين عن أي منطقة أخرى، وهذا يرجع إلى سيطرة البلاد على التعدين ومعالجة مواد بطاريات السيارات مثل الليثيوم والكوبالت والمنغنيز والمعادن الأرضية النادرة، لذا يبلغ سعر أرخص طراز لعلامة BYD نحو 10 آلاف دولار، بينما يبلغ سعر أرخص طراز من تسلا وهو Y، السيارة الأكثر مبيعًا في العالم خلال العام الماضي، حوالي 35 ألف دولار.
تسلا ستصدر سيارة جديدة اقتصادية ونظامًا ذاتي القيادة بالكامل
تسعى تسلا منذ نحو 3 أعوام إلى إصدار سيارة جديدة اقتصادية بتكلفة 25 ألف دولار. ولكن في أوائل إبريل المنصرم، نقلت رويترز أن الشركة قد أوقفت خططها الخاصة بالسيارة الاقتصادية، وأعطت الأولوية لسيارة الأجرة الآلية. وهي ليست المرة الأولى التي تظهر فيها أنباء عن هذا التخبط داخل الشركة، إذ ذكر والتر إيزاكسون، مؤلف السيرة الذاتية لإيلون ماسك، أن الملياردير "اعترض بشكل متكرر" على خطط صنع سيارة أقل تكلفة. ولكن حين سُئل ماسك عقب إعلان الأرباح الأخير عن هذه السيارات، أجاب أنها ستصدر خلال العام المقبل، إن لم يكن نهاية هذا العام، وهو ما دفع سهم الشركة إلى الارتفاع نحو 18% منذ إعلان النتائج.
أما بالنسبة لنظام القيادة الذاتي بالكامل، فيظل ماسك متفائلاً بالتقدم الذي أحرزته تسلا في هذا الشأن، ودائمًا ما يتحدث عن إمكانية تشغيل شبكة من ملايين سيارات الأجرة ذاتية القيادة بالكامل، تمامًا مثل أوبر. وقالت تسلا في رسالتها إلى المساهمين عقب إعلان الأرباح: "المستقبل ليس كهربائيًا فحسب، بل ذاتي القيادة أيضًا، وسيتحقق ذلك من خلال بيانات من ملايين المركبات ومجموعة هائلة من تدريبات الذكاء الاصطناعي. لقد حصلنا عليهما، ونستمر في التوسع".