في الثاني من ديسمبر عام 1804، اجتمع كبار شخصيات باريس في كاتدرائية نوتردام ليشهدوا تتويج نابليون بونابرت وميلاد الإمبراطورية الفرنسية.
إنه حدث خلدته لوحة جاك لويس ديفيد الضخمة، وهي اللحظة التي كانت حاضرة بقوة في الأذهان خلال إطلاق تجربة تستخدم تقنية الواقع الافتراضي وتركز على حياة بونابرت.
بعد مرور مائتين وعشرين عاماً على انتزاع التاج من البابا بيوس السابع وتتويج بونابرت نفسه وزوجته جوزفين، لا تزال جوانب عديدة من عالمه حاضرة في الطرق وأنظمة الصرف الصحي والقوانين والجامعات.
على الرغم من هذا الإرث، يبدو أن التاريخ العسكري هو محور التركيز في تجربة الواقع الافتراضي "نابليون، الملحمة الغامرة" Napoleon, the Immersive Saga.
تجربة الواقع الافتراضي "نابليون، الملحمة الغامرة"
ظهرت هذه التجربة لأول مرة في بنك فرنسا بمدينة باريس، وهي المؤسسة التي أنشأها نابليون نفسه في عام 1800، والتي منحها احتكارًا لطباعة الفرنك الفرنسي.
إنه المشروع الأول لساندورا Sandora، وهي شركة مقرها باريس تأسست في عام 2024 وتهدف إلى خلق تجارب غامرة ذات طابع ثقافي.
وقد عملت الشركة في هذا المشروع مع لجنة من المؤرخين للتأكد من دقة المحتوى. في تجربة مدتها ما يقرب من نصف ساعة، يصطحب نابليون المُصمم بوساطة الذكاء الاصطناعي الزوار عبر بعض أبرز أحداث حياته وأحداث أوائل القرن التاسع عشر.
Napoleon.org
إلى جانب هذه التجربة، هناك ميزة تسمى "Bonjour Napoleon"، من تطوير شركة التقنية الفرنسية الناشئة جامبو مانا Jumbo Mana، والتي تسمح للزائر بالتحدث مع الإمبراطور بفضل برنامج الذكاء الاصطناعي المخصص.
وقال بيار براندا، المؤرخ الذي نشر العديد من الأعمال عن نابليون: "كنا نهدف إلى أن نكشف للجمهور كيف صاغ نابليون أسطورته بنفسه. لقد درسنا كل عنصر من عناصر السرد بعناية قبل مراجعته واعتماده من قبل اللجنة".
يلتقي الزائر ونابليون في ذروة مسيرته الطويلة والمضطربة. تدور الأحداث في فترة ما بعد الظهيرة الممطرة على جزيرة سانت هيلينا، تلك البقعة من الأرض الواقعة وسط المحيط الأطلسي والتي نُفي إليه نابليون من قبل بريطانيا بعد هزيمته في معركة واترلو عام 1815 والتي توفي فيها عام 1821. وبسبب العزلة المفروضة عليه، يبدو نابليون سعيدًا بصحبة الزوار ومستعدًا لاسترجاع ذكرياته.
صممت الملحمة الغامرة لاستيعاب ما يصل إلى 10 أشخاص في مساحة تبلغ حوالي 200 قدم مربعة، وهي عبارة عن تجربة حرة تسمح للزوار بالتجول والتفاعل كما يحلو لهم. تشمل المعالم البارزة السفر إلى سانت هيلينا بالقارب، والوقوف وسط الضباب في معركة أوسترليتز، والتحليق فوق عمود فاندوم، الذي بناه نابليون ليكون مثل نسخته الخاصة من عمود تراجان تخليدًا لانتصاره في معركة عام 1805.
وقال مؤسس شركة ساندورا، مارين دي سانت شاماس: "لقد واجهنا التحدي الثلاثي المتمثل في تحقيق التميز التقني والفني والتاريخي لتصميم أول تجربة غامرة عن نابليون. إن كثافة الأحداث المعاد تصورها والارتباط الوثيق بشخصية معروفة عالميًا يجعلان هذا الإنتاج آسرًا وتعليميًا على حد سواء".
ومن المقرر أن تسافر التجربة إلى بروكسل ببلجيكا وليل بفرنسا عام 2025 قبل أن تعود إلى باريس.