كان يخت موتوبانفيلو Motopanfilo من شركة بينيتي، أحد أكثر اليخوت الفارهة إثارة للاهتمام هذا العام، لا سيّما أنه حمل سمة جديدة مبتكرة تمثّلت بسطح الشرفة. يتخلّى التصميم المبتكر الذي اعتمدته الشركة الإيطالية لهذا اليخت، البالغ طوله 148 قدمًا، عن مفهوم الصالون الرئيس التقليدي على متن اليخوت لصالح فسحة معيشة أقل رسمية مكشوفة من ثلاث جهات. وفي هذا تقول جيوفانا فيتيلي، رئيسة مجموعة أزيموت- بينيتي، إن الصالون الرئيس على متن اليخوت بات مفهومًا عفا عليه الزمن. وهي تصف إعادة تفسير الشركة لهذه المساحة بكونها "الانعكاس النموذجي الجديد لأسلوب حياة أكثر عفوية".
على أن المفهوم التصميمي الأحدث لسطح الشرفة Veranda، وسطح الواحة Oasis الأصغر مساحة الذي سبقه، وكلاهما من تصميم شركة بينيتي، ليسا سوى مثالين على رغبة الزبائن في الاستعاضة عن المجالس الداخلية التقليدية وغرف الطعام الرسمية بمساحات خارجية أكبر لتجربة عيش أسهل. يشمل هذا التوجه إيثار الأسطح الخلفية القابلة للطي، والمقدمات المبتكرة، والشرفات القابلة للتمدد، وكلها مزايا يجسّدها اليخت ليونا Leona من شركة بيلجين، الذي يمتد بطول 263 قدمًا ويعكس الإبداع في استغلال كل قدم مربعة على نحو يعزز المساحة الخارجية.
يقول ديكي بانينبيرغ من شركة تصميم اليخوت بانينبيرغ ورويل البريطانية لتصميم اليخوت إن هذا التوجه "اكتسب زخمًا حقيقيًا"، مضيفًا: "ثمة طلب متزايد اليوم على الشرفات والنوادي الشاطئية والأبواب التي تنفتح مثل صدفة المحار. ولا يقتصر الأمر على اليخوت الضخمة التي يبلغ طولها 200 قدم (التي يجري بناؤها حسب الطلب)، بل يمتد أيضًا إلى اليخوت المخصصة للإنتاج على نطاق واسع".
أما أندرو كوليت، مدير الفريق في شركة تصميم اليخوت البريطانية RWD، التي ابتكرت مزايا ترتيب سطحي Veranda وOasis، فيشير إلى أن التغيير في أسلوب التصميم يأتي مدفوعًا برغبة جيل جديد من مالكي اليخوت الذين "يُفضلون الفسحات الرحبة التي تبدد الحد الفاصل بين المساحات الداخلية والخارجية بموازاة توفير إطلالات مفتوحة على الأفق البحري".
Sanlorenzo Yachts
يعزز تصميم اليخت X-Space من سان لورينزو فرص استخدام فسحات العيش الخارجية على متن أسطحه الخمسة.
تزايد الطلب على التصاميم المفتوحة في اليخوت الفاخرة
يوضح كوليت أن جائحة كورونا أدت إلى زيادة الطلب على التصاميم المفتوحة تمامًا مثلما أثّر وباء السل على الهندسة المعمارية في القرن العشرين.
عندما بدأ دمج عناصر مستوحاة من المستشفيات، مثل الشرفات والمساحات الداخلية النظيفة والمضاءة جيدًا، في تصاميم المنازل. وفيما يلفت إلى أن جزءًا من هذا التحول بدأ قبل الحظر، يشدد على أن الجائحة "عززت من أهمية الخصوصية والمساحات المفتوحة"، مضيفًا: "جل ما نفعله اليوم هو التكيّف مع الاهتمام المتزايد بالرفاه الصحي".
ساهمت التطورات في مجال مواد البناء، مثل المعادن المشكّلة والزجاج المخصص متعدد الطبقات، في سد الفجوة بين المساحات الداخلية والخارجية على متن اليخوت. والأهم من ذلك أنه بات بالإمكان إنشاء مساحات مفتوحة أسفل الأسطح من دون الحاجة إلى دعائم هيكلية تقليدية. على سبيل المثال، يلغي تصميم سطح الشرفة الحاجة إلى جدران تقليدية عادةً ما تحيط بالمجلس التقليدي (سواء في مؤخرة اليخت أو على الجوانب)، ما يعني توفير مساحة متصلة.
على ما هو عليه حال تزايد الإقبال على استخدام ألياف الزجاج في القوارب الأصغر حجمًا، يقول برناردو زوكان، مصمم يخت 57Steel Virtuosity من شركة سان لورينزو الإيطالية والعديد من اليخوت الفارهة الأخرى المدججة بالزجاج: "لقد ساعد تطور تقنيات الزجاج على تحقيق ما لم يكن ممكنًا في الماضي". ويُضيف: "بما أن الزجاج الهيكلي أقوى من الفولاذ في بعض الأحيان، فإننا نشهد تحسينات كبيرة في تصاميم الأسطح الشفافة، ما يسمح بتحقيق تنوّع أكبر في التصماميم التي نبتكرها".
إن عصر النهضة التقنية للزجاج، ودوره في تغيير مفهوم الحدود في عالم اليخوت، يتجليان بوضوح على متن اليخوت العملاقة مثل "دار" Dar (297 قدمًا) و"إيكسيلانس" Excellence (263 قدمًا) و"آرتيفاكت" Artefact (263 قدمًا). لكن هذا التحول يظهر على نحو جلي خصوصًا في يخت This Is I (141 قدمًا)، إذ يشكل الزجاج أكثر من نصف هيكله، ما يُجسد ثورة حقيقية في عالم تصميم اليخوت.
تتمايز يخوت حديثة أخرى، بما في ذلك اليخت SX112 من سان لورينزو، بأسطح خلفية مفتوحة بالكامل، فيما ينبني تصميم اليختين X-Space من سان لورينزو وT52 من بالييتو على تعظيم المساحات الخارجية في مختلف أسطحهما المتدرجة.
يُوضح بانينبيرغ سبب هذا التحوّل قائلاً: "لا يرغب الناس في البقاء بالداخل. إنهم ينشدون حياة صحية في الهواء الطلق، والمصممون يكيّفون تصاميمهم مع هذا التوجّه". فمع ازدياد رغبة الناس في الانفتاح على المحيط، تتسع آفاق التصميم لتقديم مفاهيم مبتكرة لليخوت الفارهة.
Alberto Cocchi
يحتضن الملاذ المفتوح All-Season Terrace على متن اليخت Infynito 90 مجالس، ومنصة للتشميس وحوض جاكوزي.
مقدمة مبهرة
يشهد قطاع تصميم اليخوت حاليًا ولعًا شديدًا بإعادة ابتكار المساحات الخارجية، ويمتد ذلك ليشمل كامل المقدمة، مُحوّلاً إياها من حيّز مخصص تقليديًا للاستخدام العملي ولطاقم اليخت إلى فسحة للتواصل الاجتماعي. ويتجسّد هذا التوجّه المثالي في سلسلة يخوت SeaXplorer الاستكشافية من شركة دايمن الهولندية.
تمتد هذه اليخوت بأطوال تراوح بين 197 قدمًا و345 قدمًا، وتتميز بتصميم مبتكر للمقدمة يتضمن ركن مراقبة مفتوحًا مُغطى من الأعلى بالسطح العلوي. وتُعدّ هذه الميزة فريدة من نوعها. ففيما لا تتيح مقدّمات اليخوت التقليدية للضيوف المشاهدة من فوقها، تضمن المقدمة العمودية على متن يخوت SeaXplorer الاستمتاع بإطلالات مباشرة وأكثر إثارة.
يقول إنريك تينتور، مدير التصميم في شركة دايمن: "صُمم هذا الركن لتوفير تجربة مُثيرة، مثل مشاهدة الحيتان وهي تسبح حول اليخت والدلافين وهي تركب الأمواج المحيطة بالمقدمة، أو مشاهدة الأنهار الجليدية في أثناء الإبحار عبر المياه المتجمدة. إن الفكرة تكمن في تعظيم الاتصال بالطبيعة".
يُقدم يخت Infynito 90 من مجموعة فيريتي الإيطالية مفهومًا جديدًا للمقدمة يُحوّلها إلى ملاذ مفتوح يحمل اسم All-Season Terrace (شرفة للمواسم كافة)، ويتمايز بكونه مفتوحًا من ثلاث جهات، ومسقوفًا بالسطح العلوي. وتتصل هذه المساحة مباشرة بمقصورة القيادة الخلفية عبر ممرات خارجية.
يحتضن هذا الملاذ مجالس، ومنصة للتشميس وحوض جاكوزي. ويقول فيليبو سالفيتي، المسؤول عن التصميم الخارجي لليخت: "صممناه ليكون واحة تعطي الأولوية للأفراد الذين يعيشون على متن اليخت". كما يؤكد كل من سالفيتي وتينتور أنه لا توجد سلبيات هيكلية لتصاميم المقدمة غير التقليدية. على أن تينتور يقرّ بأن المقدمة قد تشهد بعض الارتطام بالمياه خلال عبور المياه المضطربة، لكنه يُضيف: "يمكن للضيوف ببساطة العودة إلى صالة المراقبة المغلقة للاستمتاع بالمشهد".