تناغم دار فان كليف أند آربلز بين خبرات تقنية رفيعة المستوى ومقدرة متفردة على طرح ترجمة شاعرية لمفهوم قراءة الوقت، مكرّسة بذلك تمايزها في الإتيان بساعات معصم ذات بعد درامي. تشهد على ذلك ضمن إبداعات الدار الفرنسية ساعة يتوثق فيها الوقت على إيقاع عاشقين يتلاقيان فوق جسر، أو راقصات باليه يرفلن بحياء فوق الميناء، أو نجوم وكواكب تدور في فلكها.
لكن الساعات من طرازي Lady Arpels Heures Florales وLady Arpels Heures Florales Cerisier التي طرحتها الدار مؤخرًا في علب بقطر 38 ملليمترًا (السعر عند الطلب) تعكس سابقة في عالم صناعة الساعات باشتمالها على الموانئ الأشد تعقيدًا في تاريخ الصانع.
تجسّد كل ساعة مرور الوقت من خلال تفتح بتلات الزهور وانغلاقها على نفسها. وبدلاً من أن تتجلى هذه الظاهرة عند محيط الميناء، نجحت فان كليف أند آبلز في أن تجعل الزهور تتفتّح في نسق يبدو عشوائيًا عبر سلسلة من ثلاث دورات مختلفة. تُحتسب الساعات بعدد الزهور التي تتفتح عند كل ساعة، فيما يمكن قراءة الدقائق فوق قرص أفقي دوّار يتجلّى للعين عبر فتحة في جانب علبة الساعة.
قد يبدو أداء الساعة بسيطًا، لكن بناء آلية الحركة التي تتيح ذلك استغرق نحو خمس سنوات من الأبحاث والتطوير. يبث نظام خاص، تقدمت الدار بطلب لتسجيل براءة اختراعه، الحيوية في الزهور من خلال عجلة تشحن نابضًا في خزان الطاقة الضرورية للمشهد الحركي. ويستخدم خزان الطاقة منظّم طرد مركزي للتحكم بسرعة حركة الزهور. تنغلق بتلات الزهور ببطء ثم تتفتح بسرعة في سياق دورة تستمر أربع ثوان.
يتزيّن الميناء بفراشات مطلية يدويًا، وأغصان ذهبية، ومزيج من الألماس والأحجار النفيسة التي ثُبتت إلى سطح من عرق اللؤلؤ. ووسط هذا المشهد تتناثر الزهور التي استُلهمت من كتاب Philisophia Botanica الذي ألفه كارل فون لينيه سنة 1751. في هذا الكتاب، تصوّر عالم النباتات السويدي حديقة افتراضية تتفتح فيها الزهور وتنغلق على نفسها لتحدد الوقت. بعد انقضاء أكثر من قرنين ونصف قرن، حققت فان كليف أند آربلز حلم عالم النباتات في مشهد مصغّر مستعيرة هذا المفهوم لساعة معصم.
قطعة تلو أخرى
يتأنى صانع ساعات في جمع آلية الحركة. تحتضن كل ساعة 533 مكوّنًا، 166 منها للميناء وحده.
Fred Merz
ساعة ذهبية
يستخدم الصانع ملقطًا ليثبّت برفق إحدى العجلات الذهبية التي تُستخدم لتحفيز حركة الزهور في المعيار الحركي.
Fred Merz
جسور الوصال
يشكل تجميع الجسور الأربعة، المستخدمة ركائز لبنيان الزهرة، خطوة بالغة الدقة تتيح لبتلات الزهرة أن تتفتّح أو تنغلق على نفسها. تشتمل كل قطعة على 13 جسرًا.
Fred Merz
ألوان زاهية
يُطلى كل ميناء، بما في ذلك الفراشات والبتلات ثلاثية الأبعاد التي تثريه، يدويًا باستخدام فرشاة بالغة الصغر. تزهو ساعة Heures Florales بأربعة تدرجات متباينة من اللون الأزرق، وأربعة أخرى من اللون الأخضر. أما ساعة Heures Florales Cerisier، فتميزها أربعة ظلال زهرية اللون، وثلاثة ظلال من اللون الأزرق. يجري اختيار هذه التدرجات اللونية كلها من جدار تتراصف عبره ألوان طلاء المينا في محترف فان كليف أند آربلز في ميرين بسويسرا.
Fred Merz
عبر المنظار
لإحداث التفجر اللوني في هذه الأعجوبة البصرية، يستخدم الحرفيون المناظير فيما يلوّنون تفاصيل الميناء. لا ينطوي هذا المسار بالغ الدقة سوى على مخطط رقمي لرسم الميناء وأنامل الحرفيين.
Fred Merz
ألماس وضّاء
يُرصع الميناء، في العلبة المشغولة من الذهب الأبيض أو الذهب الوردي عيار 18 قيراطًا، بما مجموعه 244 ألماسة يبلغ وزنها الإجمالي تقريبًا 1.90 قيراط. تتيح تقنية الترصيع الثلجي المعقدة رصف الحجارة الألماسية بدقة بحيث تفصل مسافة 0.05 ملليمتر فقط بين حجر وآخر، وهي مسافة أرق بمرتين من سماكة ورقة.
Fred Merz
حياة خفية
تسكن التفاصيل الحيوية الجزء الخلفي من علبة الساعة أيضًا: تُنقش دائرة من الكريستال الياقوتي وتُطلى بالمينا لتصوير فراشة في طراز Heures Florales Cerisier ويعسوب في طراز Heures Florales. تُبتكر الرسومات في الجانب الداخلي من الطبقة الزجاجية بحيث لا تلامس بشرة صاحب الساعة عند ارتدائها.
Fred Merz
الإبداع المكتمل
يكسو الغطاء المصنوع من الكريستال الياقوتي، المحفور والمصقول بطلاء المينا، وزنًا متذبذباً من الذهب يزدان بالزخارف. يشكل هذا الوزن المكوّن التقني الوحيد الظاهر عبر الغطاء الخلفي للعلبة الذي يكشف عن زهور وأغصان حُفرت في الذهب على نحو يحاكي بإتقان الفكرة التي يجسّدها الميناء.
Fred Merz
نافذة جانبية
خُصص الميناء بالكامل لقراءة الساعات، لذا استُحدثت نافذة زجاجية جانبية في العلبة لقراءة الدقائق. نُقشت الأرقام مباشرة على الغطاء المشغول من الكريستال الياقوتي الذي يكشف عن مؤشر في هيئة خط أحمر فوق عجلة دوّارة يتحرك بين الرقم 0 والرقم 60 ثم يعود إلى الصفر مع بداية كل ساعة جديدة.
Fred Merz
رياض غنّاء
تتجلى النتيجة النهائية في ساعتين تزهوان بالألوان، والحركة، وبريق الحجارة النفيسة.