أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تأجيل عملية إقلاع مركبة بوينغ الفضائية "ستارلاينر"، التي كان يفترض أن تقوم بأول رحلة مأهولة لها لنقل رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، قبل حوالى ساعتين فقط من موعد إطلاقها بسبب مشكلة فنية. 

وقال رئيس الوكالة بيل نيلسون في منشور على منصة إكس: "لقد ألغينا محاولة الإطلاق الليلة. الأولوية لوكالة ناسا هي السلامة. سنذهب عندما نكون مستعدين".

وكان من المقرر أن تحمل الرحلة الافتتاحية التي طال انتظارها لستارلاينر رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية في ظل سعي شركة بوينغ لمنافسة شركة سبيس إكس للحصول على حصة كبرى من مشاريع وكالة ناسا المستقبلية ومهامها. وتأتي هذه المهمة بعد مضي عامين على نجاح التحام المركبة الفضائية بمحطة الفضاء الدولية في منتصف عام 2022 في ثاني رحلاتها التجريبية غير المأهولة.

وجاء قرار إلغاء الرحلة في اللحظات الأخيرة قبل ساعتين من بدء العد التنازلي، إذ كانت الكبسولة جاهزة للإقلاع من مركز كينيدي للفضاء التابع للوكالة الأمريكية في فلوريدا على متن صاروخ الفضاء أطلس 5 المصنع من قبل شركتي يونايتد لانش أليانس United Launch Alliance  ولوكهيد مارتن Lockheed Martin. ويأتي التأجيل بسبب اكتشاف مشكلة في أحد صمامات الصاروخ، وفقًا لما أعلنته ناسا ببث مباشر عبر الإنترنت.

وكان رائدا الفضاء بوتش ويلمور وسوني ويليامز داخل الكبسولة على استعداد كامل قبل نحو ساعة من قرار تعليق الإطلاق وتأجيل الرحلة.

وقال توري برونو، الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد لانش أليانس، إن الصمام الذي يتحكم في ضغط الوقود والمسؤول عن دفع مركبة ستارلاينر نحو المدار، كان يحدث طنينًا مسموعًا غير معتاد، ما دفع المسؤولين إلى اتخاذ قرار التأجيل بموجب قواعد أكثر حساسية للرحلات المأهولة حفاظًا على سلامة روّاد الفضاء.

كان من المقرر في البداية إجراء أول رحلة تجريبية مأهولة في عام 2017، لكن العديد من المشكلات المستمرة تسببت في تأجيل ناسا للمهمة إلى أجل غير مسمى في يونيو 2023. وفي يناير، قالت الوكالة إنها حققت تقدمًا كبيرًا في حل المشكلات الفنية وأصبحت جاهزة للإطلاق في أبريل ثم تأجلت المهمة إلى شهر مايو.

فشلت مركبة ستارلاينر في إكمال رحلات تجريبية من دون طيار في عامي 2018 و2019 بسبب مشكلات في البرامج، وتسريبات الوقود الدافع، والمظلات المزعجة. ثم أوقفت الصمامات اللاصقة المركبة في عام 2021. وأكملت ستارلاينر في النهاية مهمة غير مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية في عام 2022.

وعلى الرغم من أن ستارلاينر مصممة للطيران بشكل مستقل، فإنه يمكن لرواد الفضاء التحكم بالمركبة بشكل يدوي، وهذا ما سيتعين على رائدي الفضاء عمله في أثناء توجه المركبة إلى محطة الفضاء الدولية لغرض التدرب على المناورة والتحكم بالمركبة.
كما ستستغرق الرحلة نحو 26 ساعة قبل أن تلتحم المركبة بالمحطة الفضائية على ارتفاع 400 كيلومتر فوق سطح الأرض.

ومن المتوقع أن يبقى رائدا الفضاء في المحطة الفضائية لمدة أسبوع قبل أن يعودا إلى الأرض بالمركبة نفسها، والتي ستعتمد على آلية الهبوط الناعم باستخدام مظلّة ووسادة هوائية للهبوط على أرض يابسة، وهي المرة الأولى التي تعتمد فيها ناسا على هذا النظام في رحلاتها.