أثار ظهور الروبوتات في عدد من المؤتمرات نقاشًا محتدمًا حول استخداماتها والموعد المتوقع لتحول هذه التقنية إلى واقع نعيشه ويجري استخدامه في المصانع. ويبدو أن بي إم دبليو قررت الدخول إلى المستقبل قبل غيرها من الشركات عبر الاعتماد على هذه الروبوتات البشرية لتعزيز أداء مصانعها.

روبوت Figure 02.. يكمل اختباراته بنجاح

فضلت الشركة البافارية أن تتعاون مع Figure وهي من الشركات الواعدة في قطاع الروبوتات الذكية. وبحسب ما كشف عنه بيان Figure الرسمي، فقد أكمل روبوت Figure 02 اختباراته بنجاح ضمن مصانع بي إم دبليو وأصبح جاهزاً للاستخدام الواسع فيها رغم أن الاختبار جرى حصرًا في مصنع سبارتانبورغ.

تضمنت اختبارات الروبوت محاولة تجميع سيارات بي إم دبليو وتثبيت القطع المعدنية في مكانها بالسيارة، وهي مهمة تتطلب براعة خاصة قد لا تكون موجودة في الطرز المنافسة لروبوت Figure 02، وهو الأمر الذي عززه تصريح ميلان نيدليكوفيتش عضو مجلس إدارة التصنيع في بي إم دبليو، إذ أكد رغبة الشركة في دعم هذه التقنية حتى تتحول إلى وضع قياسي في مختلف مصانع الشركة.

بي إم دبليو تختبر الروبوتات لتسريع الإنتاج؟

Figure

يتمايز روبوت Figure 02 عن المنافسين في جوانب مختلفة، قد يكون أبرزها الاعتماد على معالجات الذكاء الاصطناعي التي يجري تطويرها في شركة نفيديا، وهي المعالجات نفسها المستخدمة في مراكز البيانات، فضلاً عن التصميم المميز لهذا الروبوت. 

فبدلاً من محاولة بناء روبوت بمواصفات خارقة تتفوق على البشر، سعت Figure إلى بناء روبوت يحمل مواصفات البشر ولكن قادر على تنفيذ المهام المطلوبة منه بكفاءة أعلى.

يتضح التشابه بين تصميم روبوت Figure 02 والبشر في البناء الهيكلي له، إذ يأتي مع ذراعين وقدمين تحاكي الهيكل البشري، فضلاً عن وزنه الذي يصل إلى 70 كيلوغرامًا وطوله الذي لا يتجاوز 1.8 متر. وتعكس هذه البنية إيمان الشركة بجعله أقرب إلى البشر حتى لا يتسبب في تشتيت العمالة البشرية الموجودة إلى جواره في المصانع المختلفة.

بي إم دبليو تختبر الروبوتات لتسريع الإنتاج؟

Figure

أضافت Figure أن معالجات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الروبوت تتيح له تنفيذ المهام بشكل مستقل ومن دون الحاجة لوجود مشغل بشري طيلة الوقت. كما أنه قادر على التعلم من أخطائه وتجنبها في المحاولات التالية، وهو الأمر الذي ظهر في مقطع دعائي نشرته الشركة للروبوت وهو يحاول تركيب اللوحة المعدنية ويخطئ في المرة الأولى ليصيب في الثانية.

تصل حمولة الروبوت إلى 20 كيلوغرامًا في النسخة المتاحة حاليًا، ومن المتوقع أن تزداد الحمولة أو تتوفر طرز على الأقل تملك حمولة أعلى من هذا الطراز في المستقبل، إذ تعمل الشركة باستمرار على تعزيز أدائه. ومن الجدير ذكره أن الروبوت يعمل لمدة 5 ساعات متواصلة.

رغم إيمان مجلس إدارة بي إم دبليو بالروبوت واستخدامه في المصانع، إلا أن بيان الشركة لم يضم أي جدول زمني لدمج الروبوت في العملية التصنيعية الخاصة بها، وذلك لكون كلفة تصنيع الروبوت واقتنائه مرتفعة نسبيًا بفضل معالجات نفيديا للذكاء الاصطناعي، فضلاً عن محدودية وظائفه في الوقت الحالي. ومن المؤكد أن هذا التطور ينبئ بمستقبل تسوده الروبوتات في المصانع على الأقل.