مر عام تقريبًا منذ أن بيعت النسخة الأولى من دستور الولايات المتحدة بمبلغ قياسي بلغ 43.2 مليون دولار في مزاد  لدار سوذبيز، وأصبحت أغلى نص مطبوع بيع في مزاد. وها هو الحدث يتكرر هذا الشتاء إذ تُطرح نسخة نادرة من الدستور الأمريكي الصادر عام 1787 في مزاد يقام بمدينة نيويورك يوم 13 ديسمبر المقبل، مع تقديرات بأن يراوح سعرها بين 20 مليون دولار و 30 مليون دولار. وستُعرض هذه النسخة أمام العامة في نيويورك من 4 نوفمبر الجاري حتى موعد المزاد في 13 ديسمبر.

هذه النسخة من النص الدستوري موقعة في قاعة الاستقلال بفيلادلفيا في سبتمبر 1787 على يد «الآباء المؤسسين» الذين أنشأوا الديمقراطية الأمريكية، وبينهم جورج واشنطن وبنجامن فرانكلين وجيمس ماديسون، وهي جزء من مجموعة خاصة تتألف من 13 نسخة أعدت سابقًا لمندوبي المؤتمر الدستوري والكونغرس القاري. وتقول دار سوذبيز إنها أيضًا أول نسخة اعترفت بها المجتمعات التاريخية بوصفها "طبعة رسمية".

ظهرت هذه النسخة آخر مرة في مزاد بفيلادلفيا عام 1894، وهي جزء من المجموعة الأسطورية لتشارلز كولكوك جونز، المحامي والسياسي والمؤرخ في جورجيا. حصل على هذه النسخة من قبل الشاب أدريان فان سينديرين، الذي أصبح رجل أعمال وزعيمًا مدنيًا، وكان مولعًا بالتاريخ الأمريكي وجمع الكتب، فاشتهر من حيث كونه أحد أكثر جامعي الكتب في منتصف القرن العشرين.

بيع نسخة نادرة من دستور الولايات المتحدة

Sotheby's

لم يتبقَ سوى 13 نسخة معروفة من الطبعة الأولى لدستور الولايات المتحدة، فيما طُبع منه على الأرجح حينها 500 نسخة. ومن بين النسخ الثلاث عشرة، لا تزال 11 نسخة موجودة لدى مؤسسات ومتاحف، فيما الاثنتان المتبقيتان موجودتان لدى أفراد أو جهات خاصة. ولم تكن نسخ الدستور الأمريكي متاحة للشراء منذ أكثر من قرن حتى الآن.

يُذكر أنه كان من المتوقع في الأصل أن تحقق الطبعة الأولى، التي عُرضت العام الماضي، وهي جزء من بيع وثائق تاريخية تخص دوروثي تابر جولدمان، ما بين 15 مليون دولار و20 مليون دولار، لكنها بيعت بمبلغ 43.2 مليون دولار إلى كينيث جريفين الرئيس التنفيذي لشركة Citadel.